«ربع قرن من الاعتداءات الجسدية على عشرات الفتيات».. تٌهم لا تزال تلاحق الملياردير محمد الفايد، الحبيب الأخير للأميرة ديانا، حتى بعد رحيله، فمنذ ما يقرب من 10 سنوات، فُتحت الدفاتر التي كشفت عن ادعاء البعض عن تهم وأفعال مماثلة، كان بطلها «الفايد» لتقرر الشرطة حينها فتح تحقيقا في العام 2015، ولكن دون توجيه أي تهمة إلى رجل الأعمال، وفقًا لما نشرته حينها «bbc»، قبل أن تعاود الاتهامات في تزايد هذا العام.
دودي الفايد حبيب الأميرة ديانا، التي رحلت في حادث سيارة بباريس في 31 من أغسطس 1997، وهي رفقته، رحل هو أيضًا ولكن لم تتوقف الاتهامات «المُشينة» بالاعتداءات الجسدية على عشرات الضحايا، فهما مرت الأعوام، لم تمر الوقائع التي تبثها وسائل الأخبار في العالم بين الحين والآخر، خاصة وإن اليوم، ارتفع عدد النساء المشتكيات ضد محمد الفايد إلى 90 امرأة.
ارتفاع عدد النساء المشتكيات ضد محمد الفايد
وبحسب ما ذكرته «فرانس 24» مؤخرًا، بدأت شرطة لندن تحقيقاتها مع عدد كبير من المتواطئين المزعومين، رغم إن عددا كبيرا من المشتكيات الجُدد الإضافيات أبلغن عن «جرائم متعددة»، لكن من دون ذكر أي منها، كما أن الشرطة لم تُوفر تفاصيل عن هوية الضحايا.
القصة الكاملة للاتهامات التي تلاحق الملياردير بعد رحيله
تعود أقدم الوقائع بحسب الشرطة إلى العام 1979، إذ زعمت الضحايا والاتهامات إن هذه الاعتداءات الجسدية استمرت لأكثر من 30 عاما، تحديدًا حتى عام 2013، ولكن كان الناقوس الذي دق خطر التحقيق وراء الادعاءات، هو اتهام 3 سيدات، إنهم ضحايا للاعتداء، في لندن وجنوب فرنسا وموناكو، تحديدًا بين عامي 1989 و1997، إذ أكدوا أن «الفايد» اعتدى عليهن، ولكن كيف سارت التحقيقات مع الملياردير قبل وبعد رحيله؟
وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية، ففي 2008، اتهمت فتاة تبلغ من العمر 15 عاما، الملياردير محمد الفايد بالاعتداء عليها، في قاعة اجتماعات متجر هارودز، وهو ما نفاه «الفايد»، ولكن في العام التالي، قررت النيابة عدم المحاكمة بسبب تضارب الأدلة.
وفي 2013 اتهمت امرأة رجل الأعمال بالاعتداء، ولكن لم يتم إجراء أي تحقيق آخر في هذه القضية أيضا.
وبحسب «فرانس 24» كان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر رئيسا للنيابة العامة بين 2008 و2013، وقال المتحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية، حينها إن الحكومة لم تتعامل مع قضية محمد الفايد، التي «لم يتم لفت انتباهها إليها».
وخلال الأعوام بين 2018 و2021 و2023 أجرت الشرطة ثلاثة تحقيقات أخرى بعد اتهامات وجهتها ثلاث نساء، لكن دون تقديم ملخص للأدلة، وفق لصحيفة «صنداي تايمز»
بعد الرحيل.. الاتهامات تلاحق الملياردير المصري
على الرغم من رحيله العام الماضي، بدأ الأمر مُجددًا، عندما بث فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في سبتمبر الماضي، تطرقت فيه عن حالات متعددة من الاعتداء الجسدي، قام بها الأعمال المصري الذي توفي في أغسطس 2023 عن 94 عاما، بعنوان «الفايد مفترس في هارودز»
وحينها رد موقع «هارودز» الإلكتروني، بنشر استمارة، أشار إنها يمكن لأي ضحية مزعومة أن تملأها، معلقًا: «إذا كنت ترغب في المطالبة بتعويض، فإن متجر هارودز يعتمد إجراءات ثابتة، بمساعدة محامين خارجيين متخصصين».
ولكن من خلال مؤتمر، كشف فيه محامو المدعيات في قضية محمد الفايد، الكثير من المفاجئات الصادمة، إذ أوضحوا إنهم تلقوا أكثر من 150 طلبا جديدا، عن «ربع قرن من الاعتداءات» حيث اتهمت ما لا يقل عن 37 امرأة من مختلف أنحاء العالم الملياردير المصري محمد الفايد بالاعتداء عليهن
كما تطرق المحامون عن نظام اتبعه المتهم للعثور على الضحايا والتخطيط للاعتداء عليهن، خاصة وإن عدد كبير منهن موظفات سابقات في «هارودز»، والبعض الآخر، عاملات في فندق «ريتز» في باريس الذي كان يملكه الفايد أيضا، لتتوالى الشهادات في القضية المثيرة.
وحينها مكتب المدعي العام البريطاني، أنه قرر مرتين، في 2009 و2015، عدم ملاحقة رجل الأعمال المصري، بالرغم من تحقيقات للشرطة حوله على إثر اتهامه من عشرات النساء بالاعتداء عليهن.
ماذا قال شهود في قضية اتهامات الملياردير المصري بالاعتداءات؟
كان المدير السابق لنادي فولهام لكرة القدم، قال عند فتح القضية في سبتمبر الماضي، إنه تم اتخاذ إجراءات لحماية اللاعبات من محمد الفايد، حيث كان مالكا للنادي بين عامي 1997 و2013.
بينما أوضح غاوت هاوجينيس، المدير السابق لفريق فولهام النسائي، في حديث لـ bbc، إنه لم يتفاجئ بالاتهامات: «كنا نعلم أنه كان يحب الفتيات الشقراوات الصغيرات لذلك حرصنا على عدم وقوع أي حادثة من هذا النوع، ووفرنا الحماية للاعبات»
وفي السياق ذاته، عبر نادي فولهام قلقه بعد الاتهامات الموجهة إلى مالكه السابق، ورد الناطق باسم النادي: «نتعاطف بشكل كبير مع النساء المعنيات» موضحا أنه يتم التحقيق في ما إذا كانت أي لاعبة قد تعرضت لحوادث مماثلة أم لا.
ارتفاع عدد البلاغات من الضحايا
ومؤخرًا انضمت نساء جدد لاتهام المليارير الراحل، إذ وصل عددهن إلى 90 امرأة، ومن جابنها أكدت شرطة لندن أيضا أنها تحقق مع عدد معين من الأشخاص الذين كانوا مقربين من رجل الأعمال المصري، وبالفعل يتم التحقيق مع خمسة أشخاص، فضلًا عن متابعة كافة خطوط التحقيق المعقولة، بحسب وسائل إعلام بريطانية.
وأنهت الشرطة بالفعل، مؤخرًا، مراجعة أكثر من 50 ألف صفحة من الأدلة، بينها بيانات سابقة كثيرة.
الاتهامات تطول شقيق الفايد
وربما طالت الاتهامات في منتصف نوفمبر، الماضي، عائلة الفايد بوجه عام، إذ اتهمت ثلاث نساء كن يعملن في متجر «هارودز» صلاح الفايد، شقيق محمد الفايد، بالاعتداء عليهن، وقال مجموعة «العدالة لناجيات هارودز» إن أكثر من 420 شخصا، من الضحايا ولكن أيضا الشهود، اتصلوا بها بشأن وقائع تتعلق بشكل أساسي بالمتجر الكبير وكذلك نادي فولهام لكرة القدم وفندق ريتز في باريس وأماكن أخرى.
0 تعليق