في مشهد لفت الأنظار وأثار التساؤلات، ظهر حارسا المرمى محمد الشناوي ومحمد عواد بنظارات شمس سوداء، خلال تدريبات الأهلي والزمالك، ما أثار فضول الكثيرين حول سر هذه النظارات الغامضة، هل هي إكسسوار أم أداة مبتكرة لتطوير الأداء؟ فما هذه التقنية التي باتت حديث الساحات الرياضية.
سر النظارات السوداء التي يرتديها حراس المرمى
هذه النظارات السوداء التي ارتداها محمد الشناوي ومحمد عواد، لم تكن المرة الأولى التي يرتدي خلالها حراس المرمى هذه النظارات، فمن قبلهم ظهر بها حراس مرمى نادي ليفربول الإنجليزي وحراس مرمى منتخب سويسرا، إذ كشفت صحيفة «نيويورك» تايمز الأمريكية، أنّ هذه النظارات جرى تصميمها لتحسين ردود فعل اللاعبين وتنسيق اليد والعين والمهارات الفنية من خلال تقييد كمية المدخلات الحسية التي يتلقونها في أثناء المران.
وتتمتع النظارات ثنائية البؤرة التي تعمل بالبطارية بالقدرة أيضًا على عرض الأشياء سريعة الحركة بحركة بطيئة، بهدف تحسين قدرة الحراس على التوقع، كما تعمل على تعطيل رؤية المستخدم مؤقتًا عن طريق إغلاق العدسة بشكل متقطع، وهو ما يدعي المصنع أنه يحسن أداء العين في مواقف اللعبة العادية.
ويقول مصطفى ديدا، مدرب حراس المرمى في نادي «زيد إف سي» بالدوري المصري الممتاز في حديثه للصحيفة الأمريكية: «خلال جلسات التدريب لدينا، رأيت أن هذه النظارات تساعد حراس المرمى على تحسين أوقات رد فعلهم وتطوير آليات متفوقة، وهو أمر بالغ الأهمية لأدائهم، ومن خلال تجربتي الشخصية، فإنّ الاستخدام المتكرر للنظارات الواقية يقوي الذاكرة العضلية الأساسية للعينين والعقل، وهذا يساعد اللاعبين على تحسين ردود أفعالهم ومهارات اتخاذ القرار، ما يؤدي في النهاية إلى تحقيق نجاح أكبر على أرض الملعب».
وبالمقارنة مع بعض التقنيات المتطورة المستخدمة في ملاعب التدريب الحديثة، فإن هذه المعدات بسيطة للغاية وفعالة من حيث التكلفة (أقل من 30 جنيهًا إسترلينيًا/39 دولارًا أمريكيًا) وجرى استخدامها في العديد من الرياضات الأمريكية بما في ذلك البيسبول وكرة السلة وكرة القدم الأمريكية، والأمر الحاسم هنا هو أنّ استخدامها يرتكز على مبادئ علمية.
ويوضح «ديدا» قائلًا: «إنّ الأندية التي تدمج مثل هذه الأدوات المبتكرة غالبًا ما تجد أن لاعبيها يكتسبون ميزة تنافسية، وخاصة في المواقف التي تتطلب ضغوطًا عالية أثناء المباريات، فعندما ترتدي هذه النظارات الواقية، فإنها تخلق تحديًا في مجال رؤيتك، مما يجعل من الصعب عليك الاستجابة بسرعة ودقة، وذلك على غرار مقاومة سترة مرجحة أثناء الجري، فعندما تتدرب بالنظارات الواقية ثم تخلعها، تشعر بمزيد من المرونة النفسية والثقة، وكأن التحدي قد تم رفعه وأصبحت ردود أفعالك أكثر حدة».
سرعة معالجة الدماغ أثناء اللعب
ولا تعد نظارات Swivel Vision هي الأدوات الوحيدة المستخدمة في حراسة المرمى في العصر الحديث، حيث شوهد يان سومر أيضًا وهو يرتدي نظارات تدريب VisionUp مع المنتخب السويسري، إلى جانب زميله حارس المرمى جريجور كوبل خلال بطولة أوروبا 2024، وتوفر هذه الأجهزة التي تعمل بالبطارية مصراعًا متقطعًا - يشبه الضوء القوي - وهو مصمم لتحسين سرعة معالجة الدماغ من خلال إنشاء تأثير الحركة البطيئة عندما تتحرك الكرة.
وأثناء المران يستعين حراس المرمى إلى جانب هذه النظارات السوداء بسماعات الرأس التي تعمل على إلغاء الضوضاء أيضًا كطريقة للتلاعب بالمعلومات الحسية، مما يؤدي إلى تثبيط الإشارات الصوتية وتعزيز التركيز البصري.
0 تعليق