أكد علماء بجامعة كامبريدج أن التحليل الجوي أظهر أن كوكب الزهرة لم يشهد أبدًا حياة شبيهة بالأرض، حيث تشير الأبحاث إلى أن باطن الكوكب جاف، في ضربة لنظريات مفادها أنه كان صالحًا للحياة في السابق.
كوكب الزهرة كان أكثر ملاءمة للحياة
وذكرت صحيفة جارديان البريطانية، أن بعض العلماء اعتقدوا أن كوكب الزهرة كان في يوم من الأيام أكثر ملاءمة للحياة، حيث كانت درجات الحرارة أكثر برودة ومحيطات من الماء السائل، لكن الباحثين وجهوا الآن ضربة لفكرة أن كوكب الزهرة كان يومًا ما موطنًا للحياة كما نعرفها.
وقال علماء إن تحليل الغلاف الجوي لكوكب الزهرة كشف أن الجزء الداخلي من الكوكب جاف، مما يشير إلى أنه لم يحتوي على محيطات من الماء السائل التي كان يعتقد تقليديا أنها ضرورية لبدء الحياة.
وقالت تيريزا كونستانتينو، المؤلفة الأولى للبحث من جامعة كامبريدج: "هذا لا يستبعد تمامًا وجود أي حياة، بل يستبعد وجود حياة شبيهة بالحياة على الأرض".
الزهرة الكوكب مغطى ببحر هائل من الصهارة
وأشارت كونستانتينو إلى أنه في بداية تشكل كوكب الزهرة، كان الكوكب مغطى ببحر هائل من الصهارة.
وتابعت :"إذا بردت هذه الصهارة بسرعة، فإن الماء كان ليتكاثف ويشكل محيطات مائية، وهذه العملية كانت لتحتجز الماء في الصهارة أثناء تبلورها، مما يعني أن باطن الكوكب كان غنيًا بالمياه، ونتيجة لذلك، كان الماء ليخرج من الكوكب عندما تنفجر البراكين".
وأضافت :"إذا نظرت إلى أي صور للنشاط البركاني على الأرض، فسترى نوعًا من السحب الضخمة المتصاعدة، ومعظمها عبارة عن ماء، ولكن إذا بردت الصهارة ببطء، فإن الماء كان لينتهي به الأمر على شكل بخار في الغلاف الجوي، والأمر الحاسم في هذا السيناريو هو أن الماء لن يكون محاصراً داخل الكوكب".
كيمياء الغلاف الجوي لكوكب الزهرة
وفي مقال نشرته في مجلة Nature Astronomy، أفادت كونستانتينو وزملاها كيف درسوا كيمياء الغلاف الجوي للكوكب لإلقاء الضوء على محتوى الماء في داخله.
وقال فريق العلماء إن الطبيعة غير المتغيرة للغلاف الجوي لكوكب الزهرة تعني أن المعدل الذي يتم به فقدان المواد يجب أن يساوي المعدل الذي يتم به استبدالها، حيث أن هذا الأخير مدفوع بالنشاط البركاني.
أوضحت :"يظل السؤال حول ما إذا كان كوكب الزهرة صالحًا للحياة في يوم من الأيام وربما يستضيف الحياة في سحبه الحمضية موضوعًا ساخنًا بين العلماء لفترة طويلة".
ويعتقد البعض أن الكوكب كان في يوم من الأيام أشبه بالأرض ولكنه خضع بعد ذلك لتأثير الاحتباس الحراري الجامح، فيما يعتقد آخرون أن كوكب الزهرة كان دائمًا غير مضياف.
0 تعليق