لا تزال أعمال الفنانة الراحلة مديحة يسري، التي ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1918، حاضرة في أذهان الأجيال المختلفة، إذ استطاعت أن تترك بصمة فريدة لها في عالم السينما والدراما من خلال تقديم الكثير من الأدوار الناجحة، ولقبها جمهورها ومحبيها بسمراء النيل.

صداقة دامت أكثر من 25 عاما 

علاقة قوية جمعت بين الفنانة الراحلة مديحة يسري وكوكب الشرق أم كلثوم، حسب حوار تليفزيوني نادر للأولى عُرض على قناة ماسبيرو زمان، إذ دامّت الصداقة بينهما لأكثر من 25 سنة واعتبرتها مديحة يسري بمثابة صديقة العمر، وأضافت خلال لقائها التليفزيوني، أن السيدة أم كلثوم كانت تحرص على أخذ رأيها في الأغنيات التي تقدمها للجمهور وتتقبل النقد بصدر رحب، لافتة إلى أن البساطة أكثر الصفات التي تميزت بها كوكب الشرق.

وكان للراحلة مديحة يسري تأثير كبير في تغيير تصميمات أزياء كوكب الشرق، فكثيرًا ما كانت تلفت فساتين وأزياء الفنانة مديحة يسري انتباه أم كلثوم، لأنها كانت تراها غير تقليدية، وتتمتع بتصميمات متفردة، حتى سألتها ذات مرة أثناء جلوسهما سويًا عن الأماكن التي تشتري ملابسها منها، فاصطحبتها مديحة يسرى إلى مقر الخياطة الإيطالية التي كانت تُفصل عندها الفساتين الخاصة بها في وسط البلد. 

دور مديحة يسري في تغيير أزياء أم كلثوم   

بدى التغيير جليًا على أزياء السيدة أم كلثوم منذ عام 1965، فأصبحت تطل على جمهورها في الحفلات الغنائية بالفساتين ذات الأكمام القصيرة التي تُزينها الورود: «أم كلثوم قالت لي وقتها إنها فرحانة جدًا أنها غيرت من شكلها شوية»، وفقًا للقاء مديحة يسري في برنامج بوضوح على فضائية الحياة.

يُذكر أن الفنانة الراحلة مديحة يسري قدمت العديد من الأعمال السينمائية، أبرزها: الناس والشوارع، الكف، لا تسألني من أنا، الأشقياء، من يطفئ النار، مع تحياتي لأستاذي العزيز، خلي بالك من جيرانك، النصف الآخر، العريس يصل غدًا، الساحرة الصغيرة، كما شاركت في العديد من الأعمال الدرامية؛ أبرزها هوانم جاردن سيتي، طائر في العنق، الوديعة، الباقي من الزمن ساعة، الإنسان والمجهول.

ورحلت مديحة يسري عن عالمنا في 30 مايو 2018 في مستشفى بالقاهرة، بعد صراع طويل مع الأمراض المصاحبة للشيخوخة.