منذ حوالي 48 ساعة، غرقت شوارع ليبيا بالمياه التي حاصرت بعض العائلات والأطفال بسبب موجة من الطقس السيئ التي استهدفت مدن غرب وشمال البلاد، ما حول الشوارع والساحات إلى بحيرات، فتكاد لا تتعرف على ملامح ترهونة أو وادي الرمل، الذي جرفته قوة السيول، حتى أن بعض العائلات عالقة في انتظار قوات الدفاع المدني لإنقاذهم.
صراخ الأطفال يدوي في المدينة، التي يخاف سكانها من أن تمتد تلك الموجة إلى البلدان المجاورة بعد استمرار الطقس السيئ في ليبيا، ويتساءل المواطنون عن مدى خطورة هذه الظاهرة، والبلدان المتأثرة بها، وما هي توقعات شتاء 2025؟
الطقس السيئ في ليبيا.. هل يمكن أن تتأثر به مصر؟
حالة من الترقب تسيطر على المواطنين والعائلات في مصر، التي لا تبتعد مناخيا بشكل كبير عن ليبيا، وهو ما يراودهم من حيث التأثر بالحالة الجوية، لكن بحسب التوقعات، فإن ما حدث وتسبب في سيول ليبيا لا يمكن أن يؤثر على المناخ في مصر، خاصة وأن المدن الليبية تعرضت إلى منخفض جوي متعمق في طبقات الجو العليا، مع سرعات رياح عالية، ولكن اليوم بدأ المنخفض بالفعل في التحرك إلى الشمال، تحديدا نحو البلاد الأوربية، ما يعني استقرار الأوضاع حتى مع سقوط الأمطار، بحسب ما نشر موقع AccuWeather.
على عكس مصر التي تتأثر حاليا بكتل هوائية صحراوية، مع مرتفع جوي يتلاشى فيه فرص سقوط الأمطار، وهو رسالة طمأنينة للمواطنين، وعلى الرغم من أن شتاء 2024- 2025 مختلفا من ناحية قوة الحالات الجوية، لكن لا يمكن الجزم بأنه سيكون الأكثر برودة وذلك نقلا عن خبراء الأرصاد الجوية في موقع ويذر -weather المختص بتنبؤات الأرصاد، ودرجات الحرارة اليومية.
تفسير البرودة الشديدة.. ظاهرة النينا تسيطر على العالم بنسبة 57%
واليوم، يشهد العالم تحولًا من ظاهرة لانينيا التي تحدث في فصل الصيف إلى ظاهرة إل نينيو، وذلك كلما اقتربنا نحو أشهر فصل الشتاء. ففي هذه الحالة، تظهر مياه المحيط أكثر برودة من المتوسط على طول خط الاستواء في المحيط الهادئ. ووفقًا لتوقعات CPC التابعة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لفصل الشتاء 2024-2025، من المرجح أن تظهر ظاهرة إل نينيو في الفترة من أكتوبر - ديسمبر 2024 (بنسبة 57%) على أن تستمر حتى مارس 2025.
وعلى الرغم من استمرار الحياد تجاه ظاهرة النينيو خلال الأشهر الماضية، إلا أن أحدث مؤشرات إل نينيو الأسبوعية تراوحت من +0.2 درجة مئوية إلى -0.3 درجة مئوية، كما استمرت درجات حرارة باطن الأرض الأقل من المتوسط عبر شرق ووسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي. وهو ما يؤكد أن جميع البلدان سيسودها أجواء طبيعية متوسطة في أغلب الأحيان، على عكس الولايات المتحدة الأمريكية التي تشهد شتاء قاسي.
وبحسب التوقعات الموسمية الصادرة عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، هناك احتمالات لارتفاع درجات الحرارة، فضلاً عن حدوث كميات أمطار أعلى أو أقل من المتوسط، ولكن لا يمكن التنبؤ بتوقعات الثلوج.
0 تعليق