في ساعات الفجر الأولى، استيقظ سكان مصر على مشهدٍ غريبٍ أثار حيرتهم ودهشتهم، إذ ظهرت كرة نارية بلون أحمر متوهج تخترق السماء، وتختفي بهدوء مع بزوغ الشفق، وأثار المشهد الغامض التساؤلات بين هواة الفلك ومراقبي السماء، وتباينت النظريات بين كويكب محترق أو منطاد الطقس، بينما تركت الهالة الحمراء خلفها لغزًا ينتظر تفسيرًا علميًا، فما القصة الحقيقية لهذا الوميض الغامض؟

أسباب ظهور هالة حمراء في السماء

المهندس عصام جودة المدير التنفيذي للجمعية المصرية لعلوم الفلك وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، يشرح في حديثه لـ«الوطن» طبيعة هذا الجسم الغامض الذي ظهر في سماء مصر صباح اليوم، مُشيرًا إلى أنّ هذه الهالة الحمراء ليس لها علاقة بانفجار نجم أو مذنب، خاصة وأنّ هذا اللون لا يكون ضمن الألوان الناتجة من العناصر المُنتجة للشُهب، وإنّما قد تكون ناتجة عن انفجار كويكب ضعيف النواة واحترق داخل الغلاف الجوي، فتسبب في ظهور خطٍ من الضوء في السماء ثم انفجر.

وشار إلى أنّ هذه الهالة الحمراء قد تكون ناتجة عن نشاط بشري كانفجار منطاد الطقس الذي يكون على ارتفاع عالٍ داخل الغلاف الجوي لقياس التغيرات الجوية، أو انفجار طائرة دون طيار، بحسب المدير التنفيذي للجمعية المصرية لعلوم الفلك.

ويقول المهندس عصام جودة إنّ هذا الجسم الغريب قد يكون في الغلاف الجوي لأحد الدول البعيدة لذا ظهر في سمائنا بألوان خافتة، خاصة بعدما ذكرت وكالة الفضاء الأوروبية أنّ كويكبًا أضاء سماء شرق روسيا بعدما تحول إلى كرة لهب نارية قبل أن يحترق في الغلاف الجوي، إذ استغرقت رحلة الكويكب نحو 5 ثوانِ وخلال هذا الوقت جرى تسجيل وميض واحد عندما سقط إلى قطع وتذبذب طفيف.

أما شادي عبدالحفيظ الكاتب في علوم الفضاء ومؤسس نادي هواة الفلك بالدلتا، أرجع أسباب ظهور هذه الهالة في منشور كتبه على الصفحة الرسمية لنادي هواة الفلك، مشيرًا إلى أنّها قد تكون ناتج عن عرض ليزري في حفل ما، أو بقايا احتراق كويكب دخل الأرض، أو قد تكون نوع من أنواع برق الغلاف الجوي العلوي، وهذا النوع من البرق يختلف تمامًا عن البرق الذي نعرفه، ويكون عادة ملون بألوان عدة منها اللون الذي ظهر واضحًا في الصور المتداولة، ومنه كذلك أشكال عدة شجرية وكروية، خاصة أنّنا في موسم مناسب لتكون هذه الأشكال. 

وقد رجّح شادي عبدالحفيظ أنّ هذا الجسم الغريب ما هو إلا سحابة وقود، ناتجة من تجربة أو إطلاقات صاروخية، أو قمر صناعي، وهو ما ينطبق مع الشكل الموجود في الصور، خاصة أنّها عادة ما تظهر فجرًا، لأنّ الوقود ينطلق من تفريغ خزانات الوقود، فيعكس ضوء الشمس في أثناء الحركة، وعندما يتمدد يُعطي ألوان الطيف.