أعلن التليفزيون الرسمى السورى، أمس، سقوط النظام، إذ إنه فى وقت سابق بث التليفزيون بياناً للعمليات العسكرية، حثّ فيه الشعب على «ضرورة الحفاظ على جميع ممتلكات الدولة وعدم الاقتراب من المؤسسات العامة التى ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء حتى يتم تسليمها رسمياً».

رئيس الوزراء السورى: مستعد للتعاون مع أى حكومة يختارها الشعب

من جهته، قال رئيس الحكومة، الدكتور محمد غازى الجلالى، إنّه مستعد للتعاون مع الجميع وأى حكومة يختارها الشعب السورى. وأضاف خلال كلمته المسجلة، أمس، أنّ «أى قيادة يختارها السوريون سنتعاون معها؛ حرصاً على المرافق العامة للبلاد، ونمد أيدينا للجميع من أجل الحفاظ على مؤسسات الدولة ومرافقها». 

وأهاب «غازى» بجميع المواطنين السوريين عدم المساس بالأملاك العامة للدولة؛ لأنها تُعتبر أملاكاً للشعب السورى العظيم. ونفى رئيس الحكومة مغادرته للبلاد، ولن يكون ذلك إلّا بصورة سلمية من أجل ضمان عمل المؤسسات ومرافق الدولة العامة ونشر الأمان بين المواطنين. 

وطالب «غازى» الشعب بالتفكير بعقلانية من أجل الحفاظ على بلدهم، وقال: «مستعد لمد يد التعاون مع المعارضة التى مدت يدها وأكدت على عدم تعرضها لأى إنسان ينتمى إلى الوطن السورى». وتابع: «أعمل من أجل مصلحة سوريا القادرة على بناء علاقات طيبة مع جيرانها والعالم كافة، دون دخولها فى أى تحالفات أو تكتلات إقليمية».

وذكر رئيس الحكومة السورية أنه ليس حريصاً على أى منصب أو مكتسبات وهدفه الحفاظ على المؤسسات التى تم بناؤها من عَرق السوريين، مشيراً إلى أنّ مصلحة سوريا تهم السوريين كافة، والوضع الذى تمر به البلاد يتطلب العيش فى سلام وأمان وعهد يسوده التسامح بين جميع المواطنين.

فيما اقتحم سوريون السفارة الإيرانية ومزقوا جدارية ضخمة عند مدخلها، وذلك بعد إعلان سقوط نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وفقاً لوكالة «رويترز» للأنباء.

وأفادت وكالة «رويترز» للأنباء بأن الفصائل المسلحة فى سوريا أعلنت حظر التجول فى العاصمة السورية دمشق بدءاً من الساعة الرابعة عصراً بالتوقيت المحلى وحتى الخامسة صباحاً.

من جانبه، قال ائتلاف المعارضة السورية «الائتلاف الوطنى السورى»، فى بيان على منصة إكس، أمس، إنه يعمل على تشكيل هيئة حكم انتقالية تحظى بسلطات تنفيذية كاملة، بمشاركة جميع القوى الوطنية دون إقصاء، للوصول إلى سورية حرة ديمقراطية تعددية. 

وقال هادى البحرة، زعيم المعارضة السورية فى الخارج، لـ«رويترز»، على هامش منتدى الدوحة، الأحد، إن سوريا يجب أن تشهد فترة انتقالية مدتها 18 شهراً لتوفير «بيئة آمنة ومحايدة وهادئة» من أجل إجراء انتخابات حرة.

وأفادت قناة «القاهرة الإخبارية» بأن جيش الاحتلال الإسرائيلى نفذ قصفاً على منطقة تل أيوبا فى ريف القنيطرة الأوسط. وفى وقت سابق، أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلى أنه بدأ عملية عسكرية فى المنطقة العازلة بالقنيطرة السورية قرب الحدود، فيما سُمعت أصوات انفجارات عنيفة فى محيط العاصمة السورية دمشق، بينما كان مسلحون يتقدمون نحو العاصمة فى ظل حظر التجول.

كما بث التليفزيون الرسمى، أمس، صوراً تدعو إلى عدم ترويع المدنيين بإطلاق النار فى الساحات العامة، حسبما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية».

وقالت «القاهرة الإخبارية»: «هناك جهود جادة لتعزيز الأمن، حيث وصلت تعزيزات من محافظات الشمال مثل حلب وحمص وحماة لضمان تسلم الأمور ومنع حدوث أى فراغ أو تجاوزات. 

كما تلقت جميع الأطراف تحذيرات من الفصائل المسلحة، وعلى رأسها قائد تحرير الشام، أحمد الشرع، بضرورة الحفاظ على السلم والأملاك الخاصة، ومنع إطلاق النار أو إجراء الاحتفالات لتجنب ترويع المدنيين فى منازلهم».

من جانبها قالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية: «تُكتب اليوم صفحة جديدة فى تاريخ سوريا، لتدشن عهداً وميثاقاً وطنياً يجمع كلمة السوريين، يوحدهم ولا يفرقهم، من أجل بناء وطن واحد يسوده العدل والمساواة ويتمتع فيه الجميع بكافة الحقوق والواجبات، بعيداً عن الرأى الواحد، وتكون المواطنة هى الأساس».

«الخارجية السورية»: بعثاتنا الدبلوماسية ستبقى على عهدها لخدمة كل المواطنين

أضافت الوزارة فى بيان رسمى: «إن وزارة الخارجية والمغتربين فى الجمهورية العربية السورية وبعثاتها الدبلوماسية فى الخارج ستبقى على عهدها بخدمة كافة الإخوة المواطنين، وتسيير أمورهم، انطلاقاً من الأمانة التى تحملها فى تمثيل الشعب السورى، وبأن الوطن يبقى هو الأسمى».

كما أعلنت وزارة النقل العراقية، أمس الأحد، إيقافاً مؤقتاً للرحلات الجوية بين بغداد وبيروت، بما فى ذلك الرحلات المجانية المخصصة لنقل ضيوف العراق من اللبنانيين الراغبين بالعودة طوعاً إلى بلدهم. 

وأوضحت الوزارة، فى بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية «واع» أمس الأحد، أنه «حرصاً على سلامة المسافرين للرحلات المجدولة إلى لبنان وامتثالاً لمعايير الأمن والسلامة الجوية الدولية، تعلن الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية عن إيقاف مؤقت للرحلات الجوية بين بغداد وبيروت». وذكرت أن هذا القرار يأتى بسبب التطورات الأمنية الراهنة فى الأجواء السورية التى تُعد الممر الجوى الرئيس لهذه الرحلات، مع الاستمرار فى مراقبة المستجدات والتنسيق مع الجهات المختصة لتقييم الوضع بشكل دورى. وأكدت الوزراة أن الأولوية هى سلامة الجميع.

من جهة أخرى، قال ضابطان كبيران بالجيش السورى، وفقاً لوكالة «رويترز»، إن الرئيس السورى بشار الأسد استقل طائرة من دمشق متجهاً إلى وجهة غير معروفة فى وقت مبكر من صباح أمس الأحد، فى الوقت الذى سيطرت فيه الفصائل المسلحة على المدينة وأطاحوا به من السلطة بعد 24 عاماً كرئيس، فيما نقلت الوكالة عن مصادر روسية أن «الأسد» غادر سوريا بالفعل.

وبحسب تقرير لـ«رويترز»، فإن بشار الأسد لم يتحدث علناً منذ التقدم المفاجئ للفصائل المسلحة قبل أسبوع، عندما استولى مقاتلو الفصائل المسلحة على شمال حلب فى هجوم مفاجئ، قبل أن يتقدموا إلى سلسلة من المدن مع انهيار الخطوط الأمامية.

وأضافت «رويترز»: «لا يزال مكان وجوده الآن، ومكان وجود زوجته أسماء وطفليهما، مجهولاً، حيث أقلعت طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية من مطار دمشق فى وقت قريب من سيطرة الفصائل المسلحة على العاصمة، وفقاً لبيانات موقع فلايت رادار».

وتابعت: «حلقت الطائرة فى البداية باتجاه المنطقة الساحلية السورية، معقل الطائفة العلوية التى ينتمى إليها الأسد، لكنها استدارت بعد ذلك بشكل مفاجئ وحلقت فى الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفى من على الخريطة».