تتعدد صور الحياة المائية في مختلف مسطحات العالم، سواء المالحة أو العذبة، بخلاف البحر الميت الذي لا توجد به أي صور للحياة على الإطلاق، لما يتضمنه من صور بيئية غير مألوفة، مقارنة بالمسطحات المائية الأخرى.
أين يقع البحر الميت؟
البحر الميت عبارة عن بحيرة مالحة كبيرة وغير ساحلية، تقع بين فلسطين والأردن جنوب غرب آسيا، ساحلها الشرقي يتبع المملكة الأردنية، فيما يتبع ساحلها الغربي فلسطين، ويتدفق نهر الأردن الذي يستقبل منه البحر الميت كل مياهه تقريبا من الشمال إلى البحيرة، بحسب الموسوعة البريطانية للعلوم والمعرفة «britannica» العالمي.
والبحر الميت هو أدنى مستوى وأدنى مسطح مائي على سطح الأرض لعدة عقود في منتصف القرن العشرين؛ إذ كانت القيمة القياسية المعطاة لمستوى سطح البحيرة حوالي 1300 قدم، أي ما يعادل 400 متر تحت مستوى سطح البحر.
ومع ذلك، بدءا من ستينيات القرن الماضي، بدأت فلسطين والأردن في تحويل جزء كبير من تدفق نهر الأردن وزيادة استخدام مياه البحيرة نفسها للأغراض التجارية، ونتيجة هذه الأنشطة حدث انخفاضًا حادًا في منسوب مياه البحر الميت.
سبب تسمية البحر الميت
مياه البحر الميت شديدة الملوحة، وعادة ما يزداد تركيز الملح باتجاه قاع البحيرة، وكانت تحتوي البحيرة على كبريتيد الهيدروجين وتركيزات قوية من المغنيسيوم والبوتاسيوم والكلور والبرومين، فضلا عن تشبعها بكلوريد الصوديوم الذي ترسب إلى القاع بكميات كبيرة، وبالتالي أصبحت المياه العميقة متحجرة، أي أنها ظلت في القاع بشكل دائم؛ لأنها كانت شديدة الملوحة وكثيفة.
ولقد أدى الانخفاض الكبير في تدفق مياه نهر الأردن، الذي بدأ في ستينيات القرن العشرين، إلى زيادة ملوحة مياه الطبقة العليا من هذا المسطح المائي، وبحلول أواخر السبعينيات أصبحت كتلة المياه أكثر ملوحة؛ إذ يحتوي البحر على حوالي 340 جراما من الملح في كل لتر من الماء.
وبسبب الملوحة الشديدة في البحر الميت، ومستويات المغنيسيوم العالية، أصبحت هذه البحيرة الكبيرة غير صالحة لسكن أغلب أشكال الحياة، ولا يعيش داخله سوى بعض أنواع البكتيريا والعتائق والطحالب وحيدة الخلية التي وجدت جميعها وسيلة للبقاء على قيد الحياة في بيئة البحر الميت القاسية.
0 تعليق