المكتب الثقافي المصري بالكويت يدشن برنامج خصائص الحكايات الشعبية - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دشّن المكتب الثقافي المصري بالكويت، برنامجه الثقافي الجديد، بندوة استحضرت عوالم الحكايات الشعبية المصرية والكويتية، وتأثير تلك الحكايات في الهويّة الثقافية والوطنية للشعبين.

الندوة التي جاءت برعاية سفير جمهورية مصر العربية بدولة الكويت أسامة شلتوت، وبدعوة من محمد عبد النبي، رئيس المكتب الثقافي المصري بالكويت، تحدث فيها الروائي والكاتب المصري صالح الغازي، والكاتبة والمترجمة الكويتية فضة المعيلي، والروائية الكويتية بدرية التنيب، وأدارتها القاصة والكاتبة المصرية الدكتورة رحاب إبراهيم، وحضرها وجمع من الأدباء والمثقفين.

وفي بداية الندوة قالت القاصة الدكتورة رحاب إبراهيم، إن التطور يسير على مر التاريخ عبر التفاعل والتأثير المتبادل، وأنه كلما كانت ثقافة مجتمع ما منفتحة على غيرها من الثقافات كلما ازدادت قوتها وقدرتها على التأثير.

واعتبرت أن التطور الإنساني لشعب ما، لا يسير بمعزل عن الآخر، وأننا كشعوب عربية لدينا مساحات مشتركة واسعة من التراث الثقافي والمعرفي.

ولفتت إلى أن الشعوب بات لديها وعي بأهمية التراث والحكايات الشعبية في بناء الشخصية العربية والحفاظ على هويتها وتطورها.

ووصفت الدكتورة رحاب إبراهيم ندوة "الحكايات الشعبية في مصر والكويت" بأنها أمسية ثقافية ذات مذاق خاص، تستلهم من التراث العربي الأصيل ما يحتويه من كنوز إنسانية وقيم عالية رواها الأجداد والآباء وتناقلتها الأجيال، وتحمل من الحكمة مالا يخلو من المتعة والدعابة.

وفي مداخلته بالندوة، استحضر الروائي صالح الغازي، مقدمات الحكايات الشعبية المصرية: "كان ياما كان، في قديم الزمان، وسالف العصر والأوان"، و"كان ياما كان، ياسعد ياكرام، ولا يحلا الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام".

ثم تطرق "الغازي" إلى خصائص الحكايات الشعبية وما تتسم به من شفاهية وتلقائية وبساطة وواقعية، وصعوبة تحديد زمان ومكان لها، واستجابتها للإضافة والحذف بحسب الزمان والمكان.

وأشار إلى ما حظيت به الحكايات الشعبية من اهتمام قبل الباحثين، الذين عملوا على جمعها وتوثيقها ودراستها، بداية من المستشرقين، ونهاية بالباحثين المعاصرين الذي اهتموا بجمع نصوص تلك الحكايات من الرواة الشعبيين، مروراً بالحكايات الشعبية الفرعونية التي سجلتها النصوص والنقوش والرسوم التي زيّنت جدران معابد ومقابر قدماء المصريين، والتي وجدت على أوراق البردي وقطع الأوستراكا.

وفي إجابته على سؤال وجه له حول مدى تأثره بالحكايات الشعبية في أعماله الأدبية، قال صالح الغازي، إن التراث المصري توليفة من حضارات متعاقبة مرت على مصر منها الفرعونية، واليونانية، والرومانية، والقبطية، والاسلامية، والعثمانية وطوائف وفئات كثيرة.

واضاف بأنه تعامل مع مفردة التراث الشعبي، وتأثر به في دواينه الشعرية، وأنه في رواية "الباص" تشابكت الحكايات الشعبية المصرية مع الحكايات الفلبينية وغيرها.

ومن جانبها، تحدثت الروائية بدرية التنيب، عن الحكايات الشعبية ومدى تأثيرها على المجتمع، ودور الام في صياغة تلك الحكايات لإيصال القيم والمبادئ خصوصا لدى الأطفال.

ونوّهت "التنيب"، إلى أهمية الحكايات الشعبية في حياة الانسان منذ بداية الخلق، وأكدت أنها ستبقى كذلك وستبقى حتى النهاية.

واعتبرت أن أعظم القصص نجدها في القرآن الكريم، وقصص الأنبياء وما فيها من ترويح على قلوب المسلمين، وما فيها من حكمة وعبر، وبيّنت مدى حاجة الإنسان إلى القصص حيث يجد فيها ما يروح به عن نفسه وقت الضيق، ومنها يكون به موعظة حسنه وغير ذلك.

وأوضحت بأن لكل شعب من الشعوب حاجة لنوع خاص من القصص، والتي وجدنا أنفسنا نطلق عليها قصصاً أو حكايات شعبية، وهي قد تتشابه وقد تختلف في الأسلوب، لكن المضامين متقاربة كل حسب ثقافته، وفي تلك القصص والحكايات الشعبية ما يميل رواتها إلى الخيال وإلى قصص الجن والسحر، وكثير منها يتوقف عند ذكر الأأمجاد والأبطال في تاريخ الشعوب.

فيما قالت المترجمة والكاتبة فضة المعيلي، إن الحكايات الشعبية الكويتية تعكس القيم والعادات والتقاليد التي عاشت بها الأجيال السابقة، وتلعب دورا مهما في نقل المعرفة والحكمة عبر الزمن، حيث تسهم في تعزيز الهوية الثقافية للعشب الكويتي، ووسيلة فعّالة لنقل الأحداث والتاريخ والأحداث المهمة، إضافة إلى ما تلعبه الحكايات من دور في تعليم القيم الأخلاقية مثل الكرم، والشجاعة، والتسامح".

وذكرت "المعيلي" أنه على مر السنين حافظت الحكايات الشعبية الكويتية على مكانتها في المجتمع، حيث تعمل كوسيلة لتقوية الروابط الاجتماعية بين الأفراد، وغالبا ما تروى هذه الحكايات في التجمعات العائلية أو المجتمعية مما يخلق بيئة من التفاعل والتواصل.

وقرأت فضة المعيلي خلال الندوة حكاية "النوخذة والديك" من كتابها "حزاوي كويتية"، وعلى هامش الفعالية قال المنسق الثقافي العام د.إبراهيم سلام بأن الحكايات الشعبية تتميز بتنوعها وغناها، لافتا بأن الحكايات الشعبية تعتبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي في مختلف المجتمعات، حيث تعكس القيم والمعتقدات والعادات والتقاليد التي يتبناها الناس.

وأما الدكتور إبراهيم سلام، المنسق العام للجالية المصرية بالكويت، فقد أشاد بعمق الحوار والأصالة في المادة المقدمة من قبل المشاركين بالندوة، ورأى بأن الحكايات الشعبية تُمثل رابطاً مشتركاً بين شعوب العالم العربي جمعاء.

وكان محمد عبد النبي، رئيس المكتب الثقافي المصري بالكويتن قد افتتح الندوة بتقديم التهنئة للكويت في مناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية لعام 2025 من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والفنون "ألكسو"، بجانب اختيارها عاصمة للإعلام العربي عام 2025، واعتبر أن مثل تلك الإختيارات، تعكس دور الكويت كدولة رائدة في المجال الثقافي والإعلامي على مستوى الوطن العربي.

وأشار إلى أن ندوة "الحكايات الشعبية في مصر والكويت"، التي استهل بها المكتب الثقافي المصري بالكويت برنامجه الثقافي الجديد، سبتبعها تنظيم فعاليات فكرية وثقافية وفنية متتالية، في إطار الحرص على إبراز العناصر المشتركة للثقافتين المصرية والكويتية.

وحرص "عبد النبي" على توجيه لشكر للسفير المصري بالكويت، أسامة شلتوت على الدعم اللامتناهي للمكتب الثقافي المصري ومختلف أنشطته، ولكافة أعضاء البعثة الدبلوماسية بالكويت، كما توجه بالشكر والتقدير للدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري. على ما يقدمه من دعم من أجل تمكين المكتب الثقافي بالكويت من القيام بدوره في تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين الشقيقين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق