فيما تتواصل حرب الإبادة الجماعية ضد أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلى أكبر عدوان جوى على سوريا، خلال الساعات القليلة الماضية، فى الوقت الذى خرج فيه رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن هضبة الجولان السورية المحتلة «ستبقى إسرائيلية إلى الأبد»، بعدما أعلن، من جانب واحد، فى وقت سابق، إلغاء اتفاق فض الاشتباك مع الجانب السورى، وهو الاتفاق المعمول به منذ عام 1974، تحت إشراف الأمم المتحدة.
وهزّت سلسلة انفجارات عنيفة عدة مناطق فى العاصمة السورية دمشق ومحيطها، حيث واصلت الطائرات الحربية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلى، تنفيذ غاراتها بكثافة داخل الأراضى السورية، لليوم الثالث على التوالى، واستهدف القصف المواقع العسكرية ومراكز الأبحاث ومخازن الأسلحة، كما طال عدداً من المطارات والقواعد الجوية، مما أسفر عن تدميرها بشكل كامل، وتعطيل أنظمة الدفاع الجوى، وإخراج تلك المواقع من الخدمة بشكل كامل.
وشُوهدت طائرات تابعة للقوات الجوية السورية محطمة داخل القواعد المستهدَفة، كما أوردت وسائل الإعلام مشاهد لعدد من المطارات والمنشآت السورية التى استهدفها القصف الإسرائيلى، فيما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن المركز السورى لمراقبة حقوق الإنسان أمس، أن عدد الغارات التى شنّتها الطائرات الإسرائيلية داخل الأراضى السورية، يبلغ أكثر من 300 غارة، فى أكبر عدوان تتعرّض له سوريا من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلى منذ أكثر من 50 عاماً.
وأشارت مصادر سورية إلى أن إحدى الغارات الإسرائيلية استهدفت مقر إدارة الحرب الإلكترونية، فى منطقة ريف دمشق، ومستودعات للأسلحة بقرية «عين منين»، التابعة لمنطقة التل، كما شنّت طائرات الاحتلال غارات جوية شمال مدينة «القارة»، وقصفت مستودعات فى «السومرية»، ومطار «عقربا»، ومجمع البحوث العلمية فى «برزة»، ومطار «المزة»، وقاعدة «بيتيما» فى جبل الشيخ، ومقرات الفرقة الرابعة، ومستودعات فى «القلمون»، فى سلسلة جبال لبنان الشرقية، كما شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات استهدفت المربع الأمنى فى دمشق.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن إسرائيل اتّخذت قراراً استراتيجياً بتدمير جميع القدرات العسكرية المتقدّمة والاستراتيجية المتبقية فى سوريا. وقالت: «فى أكثر من 300 غارة، دمّرت القوات الجوية الدبابات والطائرات والمروحيات والسفن وأنظمة الدفاع الجوى والصواريخ والمصانع العسكرية ومنشآت الأمن»، مشيرة إلى أن طائرات الاحتلال نفّذت موجة من الهجمات حول دمشق، بهدف تدمير مجموعات الأسلحة المتقدّمة ومنشآت إنتاج الذخائر، إضافة إلى قصف مستودع للأسلحة الكيميائية.
وأكدت وسائل إعلام تابعة لحزب الله اللبنانى أن دبابات جيش الاحتلال الإسرائيلى عبرت القنيطرة فى المنطقة العازلة على الحدود الإسرائيلية السورية، وتقدّمت إلى أطراف ريف دمشق، وتتمركز دبابات الاحتلال على بُعد أقل من 3 كيلومترات من مدينة «قطنا»، فى ريف دمشق الجنوبى، والتى تبعد عن العاصمة السورية قرابة 20 كيلومتراً فقط، وحسب تقارير إعلامية، فقد استولى جيش الاحتلال على 9 قرى وبلدات سورية، مجاورة للمنطقة العازلة، منها «عرنة، والريمة، وحينة، وقلعة جندل، والحسينية، وجياتا الخشب» فى ريف دمشق الجنوبى.
وتوغّل جيش الاحتلال الإسرائيلى فى المنطقة العازلة بمرتفعات الجولان، فى صباح اليوم التالى لسقوط نظام بشار الأسد، بعد تمركز الدبابات وقوات المشاة على خط «ألفا»، الذى يفصل مرتفعات الجولان التى تحتلها إسرائيل عن سوريا، داخل المنطقة منزوعة السلاح، وزعم جيش الاحتلال أن وجوده العسكرى فى مرتفعات الجولان يأتى «فى ضوء الأحداث بسوريا، ووفقاً لتقييم الوضع، واحتمال دخول مسلحين إلى المنطقة العازلة، تمركزت قوات بالمنطقة العازلة، وفى عدد من النقاط الضرورية، من أجل ضمان أمن مستوطنات هضبة الجولان ومواطنى إسرائيل».
وبالنسبة للوضع داخل سوريا، فقد أعلنت إدارة الدفاع المدنى انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتمَلين داخل زنازين سرية أو سراديب تحت الأرض داخل سجن «صيدنايا». ونقلت «القاهرة الإخبارية» عن الدفاع المدنى أن فرقه المختصة بحثت فى جميع أقسام ومرافق السجن، وفى أقبيته وباحاته وخارج أبنيته، عن وجود أشخاص كانوا بمرافقتها، ولديهم دراية كاملة بالسجن وتفاصيله، ولم تعثر على أى دليل يؤكد وجود أقبية سرية أو سراديب غير مكتشفة، مشيراً إلى أن 5 فرق مختصة، مزودة بالكلاب البوليسية المدربة، إضافة إلى فرق الدعم والإسعاف، شاركت فى عمليات البحث، وتتبّعت الفرق جميع المداخل والمخارج وفتحات التهوية وأنابيب الصرف الصحى والمياه وأسلاك الكهرباء وكابلات كاميرات المراقبة، دون أن تجد أى أقبية سرية أو سراديب غير مكتشفة.
وطالب الدفاع المدنى السورى المؤسسات الدولية المختصة والسلطات المحلية بدعم جهود المجتمع المدنى السورى للكشف عن مصير المفقودين من كل الأطراف، مشيراً إلى أنهم سوف يُسخرون إمكانياتهم فى هذا الخصوص للكشف عن المقابر الجماعية، والتعرّف على الجثث مجهولة الهوية وتسليمها إلى ذويها، كما ناشد جميع الأطراف والفعاليات وذوى الضحايا والمفقودين عدم الحفر فى السجون، أو المساس بها، لأن ذلك يؤدى إلى تدمير أدلة فيزيائية قد تكون أساسية للكشف عن الحقائق، ودعم جهود العدالة والمحاسبة، مؤكداً أن الفرق المختصة جاهزة للتعامل مع أى سجن يتوقعون وجود معتقلين محتجزين داخل أماكن سرية أو سراديب تحت الأرض.
وفى غضون ذلك، أعلن محمد البشير تكليفه رسمياً برئاسة الحكومة الانتقالية فى سوريا، وتسيير الأعمال حتى أول مارس 2025، بحسب ما جاء فى «القاهرة الإخبارية».
وأضاف: «جلسة اليوم شملت وزراء حكومة الإنقاذ ومجلس الوزراء السابق، وتم نقل الملفات بينهما وتسيير الأعمال».
وفى سياق متصل، قال مصدران مقربان من المعارضة السورية لوكالة «رويترز» إن قيادة القوات تأمر مقاتليها بالانسحاب من المدن وتنشر قوات أمنية خاصة بها.
0 تعليق