قال د. خالد شديد، العضو المنتدب التنفيذى لشركة النصر لصناعة السيارات، إن الشركة واجهت عدداً من التحديات عند استئناف العمليات الإنتاجية واستطاعت التغلب عليها، نتيجة العمل الجاد والمتواصل من الجميع، أهم تلك التحديات تحديث البنية التحتية، وتكوين الشراكات القوية مع عدد من الشركات، حيث تعمل الشركة على تطوير خطوط الإنتاج وتأهيل الكوادر البشرية.
وأوضح «شديد»، فى حواره مع «الوطن»، أن الشركة عادت إلى الإنتاج والتشغيل، والبداية كانت بمصنع الأوتوبيسات، وسيبدأ إنتاج سيارات الركوب ومينى باص كهربائى العام المقبل، إلى جانب العمل على إنشاء مراكز صيانة لتكون منتشرة على مستوى أنحاء الجمهورية، حيث يجرى العمل على تصنيع عدد من مكونات الإنتاج محلياً، فضلاً عن استعداد الشركة للتعاون مع المصانع والشركات المحلية، وإلى نص الحوار.
ما أهمية عودة «النصر للسيارات» للعمل مجدداً ودورها فى التنمية الاقتصادية؟
- شركة النصر للسيارات هى إحدى قلاع الدولة الصناعية، حيث تأسست فى عام 1959 كأول شركة مصرية لصناعة السيارات، ولعبت دوراً محورياً فى دعم الصناعة الوطنية، وتقع على مساحة تقترب من 900 ألف م2 فى منطقة وادى حوف بحلوان، وتتكون من 9 مصانع، وتم اتخاذ قرار بتصفية الشركة عام 2009، وفى عام 2017 تمت إعادة الشركة من التصفية، وبعد إعادة تشغيلها وتحديث خطوط إنتاجها، تستعد الشركة لدخول مرحلة جديدة من الإنتاج المتطور بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر الصناعية المستقبلية، وبالتالى عودتها للعمل مجدداً تسهم فى عملية التنمية الاقتصادية، وزيادة الاعتماد على الصناعة المحلية وتصنيع نسبة من مكونات الإنتاج محلياً تزداد بالتدريج، حيث تبلغ نسبة التصنيع المحلى بالنسبة للأوتوبيسات فى الوقت الحالى نحو 50%، بينما تستهدف الشركة وصول النسبة إلى 70%، ما يسهم فى إحلال الواردات وزيادة الاعتماد على المنتج المحلى، إلى جانب دعم الاقتصاد الوطنى وتقديم منتجات تلبى احتياجات السوق المصرية بجودة عالمية وأسعار تنافسية، وهناك خطة مستقبلية للتوجه للتصدير مع زيادة نسبة المكون المحلى.
ما أهم التحديات التى واجهتكم عند استئناف الإنتاج؟ وكيف جرى التغلب عليها؟
- الشركة واجهت عدداً من التحديات بعد العودة واستطاعت التغلب عليها، نتيجة العمل الجاد والمتواصل من الجميع والدعم الكبير من وزارة قطاع الأعمال العام والشركة القابضة للصناعات المعدنية لإعادة التشغيل والإنتاج، ومن بين هذه التحديات تحديث البنية التحتية، وتكوين الشراكات القوية مع عدد من الشركات، حيث تعمل الشركة على تطوير خطوط الإنتاج وتأهيل الكوادر البشرية، كما حصلنا على التمويل من الشركة القابضة للصناعات المعدنية، وتعمل الشركة على الانتهاء من تطوير البنية التحتية لمصنع سيارات الركوب تمهيداً لتوريد وتركيب خطوط الإنتاج.
ماذا عن مصنع الأوتوبيسات الذى يمثل بداية العودة للشركة؟
- الأوتوبيسات الجديدة للشركة باسم نصر سكاى السياحى، وتُعد هذه الحافلات الأحدث عالمياً من حيث التكنولوجيا والكفاءة، بالإضافة إلى تميزها فى التصميمات المريحة والآمنة، حيث تبلغ سعة الحافلة 49 راكباً، الطاقة الإنتاجية الحالية للمصنع تصل إلى 300 أوتوبيس سنوياً، وذلك بنسبة مكون محلى تصل إلى 50% فى مرحلتها الأولى على أن تصل لاحقاً إلى 60-70%.
هل هناك نماذج جديدة سيتم إطلاقها قريباً؟
- تم توقيع عقد تأسيس شركة مساهمة بين شركة النصر للسيارات وشركتى «ترون تكنولوجى» السنغافورية التايوانية، و«يور ترانزيت» الإماراتية، بغرض تصنيع أول مينى باص كهربائى 24 راكباً للخدمة داخل المدن والقطاع السياحى، بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 أوتوبيس فى عام 2026، بالإضافة إلى إقامة خط لإنتاج البطاريات الكهربائية بقدرة إنتاجية 600 بطارية فى عام 2026، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج اعتباراً من منتصف العام المقبل، كما يشمل مشروع التطوير مصنع سيارات الركوب، تمهيداً للبدء فى تركيب خطوط الإنتاج بطاقة تصميمية قصوى 20 ألف سيارة سنوياً فى الوردية الواحدة، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج التجريبى فى منتصف عام 2025 بنسبة مكون محلى تتجاوز 45% كمرحلة أولى، والمصنع مصمم لاستيعاب تصنيع أكثر من موديل فى نفس الوقت.
كيف ستتعاملون مع المنافسة فى سوق السيارات المحلية والعالمية؟
- نحن أمام سوق قوية، لذلك سنهتم بأن تكون جودة المنتجات عالية تتوافق مع النظم والمعايير العالمية، كما سنقدم السيارات بأسعار تستطيع المنافسة فى الأسواق المحلية والعالمية، إلى جانب الاهتمام بخدمات ما بعد البيع، وإنشاء العديد من مراكز الصيانة لتكون منتشرة على مستوى الجمهورية، وتقوم الشركة بتصنيع عدد من مكونات الإنتاج محلياً، كما أن الشركة مستعدة للتعاون مع المصانع والشركات المحلية.
هل هناك شراكات لدعم عملية الإنتاج؟ وماذا عن التعاقدات المبرمة؟
- «النصر للسيارات» أنشأت شركة جديدة بالتعاون مع مجموعة الصافى تحت اسم «S.N أوتوموتيف»، برأسمال قدره 500 مليون جنيه، وتهدف هذه الشراكة إلى تعزيز العمليات التجارية وخدمات ما بعد البيع، فى إطار تفعيل وثيقة سياسة ملكية الدولة، كما تسعى الشركة للاستفادة من ميزاتها التنافسية، مثل المنطقة اللوجيستية التى تضم مستودعاً جمركياً جرى تفعيله بالفعل، ومن المقرر الانتهاء من تطويره الكامل بنهاية العام الجارى، وعن المبيعات فقد تعاقدت شركات مصر للسياحة وشرق الدلتا وغرب ووسط الدلتا للحصول على دفعة من الأوتوبيسات، إلى جانب حصولنا على عروض من خارج مصر.
ماذا عن الرؤية المستقبلية للشركة؟
- نستهدف استغلال جميع المصانع وإدخالها فى دورة الإنتاج، والاستثمار فى بعض الصناعات المغذية للنمو وتعميق الصناعة، مع تنويع المنتجات لتشمل النقل الخفيف، وسيارات الجولف، والتوك توك الكهربائى، فضلاً عن تحقيق الاستغلال الأمثل للمنطقة الجمركية داخل الشركة لتسهيل وإسراع العمليات اللوجيستية.
0 تعليق