بأدوات بسيطة تُمسك «سوسن» بيدها اليسرى خيط الصنارة، وفي اليد اليمنى الخرز الزجاجى، وفي غضون ساعات تنهر من أمامها بالأشكال الزخرفية الرائعة من الألعاب والفوانيس والأدوات المنزلية التي تصنعها بدقة عالية في أثناء جلوسها بالساعات بالمنزل دون كلل أو ملل، كما أنها تجيد فن الكروشيه باستخدام الإبرة وخيط صوف فقط لتُشكل منه الملابس المختلفة يدويًا.
بداية سوسن في صنع الكروشيه والخرز
تحكي سوسن الصعيدي، 50 عامًا، من محافظة المنوفية، أنها تعلمت هذا الفن منذ 35 عامًا عندما كانت في المرحلة الإعدادية، وشاهدت كيفية صنع الكروشيه والخرز من معلم الاقتصاد المنزلي، وبعد ذلك قرّرت جعل هذا الفن رفيق دربها، حتى أنها رغم حصولها على مجموع مرتفع في الثانوية العامة أصرت على دخول كلية الاقتصاد المنزلي كي تحافظ على هوايتها وتطويرها بالدراسة العملية.
تحويل الهواية إلى مصدر رزق
قبل وفاة زوجها منذ 15 عامًا، كان يقتصر عملها على صنع الكروشيه والخرز من أجل تزيين منزلها وإعطائها لأولادها أو أقاربها، ولكن بعد وفاة زوجها تبدّل حالها، وتحولت هوايتها إلى مهنة تجني منها الأموال، فأصبحت تحيك أشكالًا مختلفة من الكروشيه، مثل «بلوزة، جاليه، وفساتين أطفال، وكاب، وجوانتي وغيرها»، كما أنها نجحت في رسم معظم الشخصيات الكرتونية بالخرز، واستطاعت عمل طيارة وعربية وفوانيس وشنط وعرائس وغيرها.
لم تكتفِ «سوسن» بما وصلت إليه: «الحمد لله ربنا كرمني واتشهرت بين الناس في القرية بتاعتس، والكل أصبح يتردّد عليّ في المنزل طلبًا للكروشيه والخرز، وتوسّعت من خلال إني أروح الأسواق والمبادرات الحكومية والخاصة، لأني بحب الفن ده من صغري، ولما باشتغل فيه بالساعات مابحسش غير بالفرحة، وهوايتي دي اتحولت لمصدر رزق».
0 تعليق