** ننظم في مجلس الشارقة الرياضي بطولات عدة كل عام، تتباين في هوياتها وأهدافها وألعابها، لكن البطولة التي سأصحبكم إليها اليوم من أقرب وأحب البطولات إلى قلبي، ربما لأنها تخص اللعبة التي ارتبطت بها منذ الصغر وصنعت لي أحلى ذكرياتي، وربما لأنني أرى فيها كل ما كنت أحلم به وأتمناه وقتما كنت ناشئاً، ربما وربما، لكن الشيء الأكيد أنها بطولة مختلفة عن غيرها في أشياء أخرى كثيرة، وهذا ما سأوضحه في الفقرات المقبلة من هذا المقال.
** البطولة الدولية لشباب السلة، التي احتفلنا منذ أيام قليلة بختام نسختها الخامسة، ولدت كبيرة بفكرتها التي تجسد واحداً من أبرز وأهم توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فهي تستهدف مستقبل أبنائنا بإعدادهم وتطوير مستوياتهم من خلال الاحتكاك بنظرائهم من مختلف الدول، كما أنها توفر فرصة عظيمة لكل الكوادر العاملة تحت لواء اللجنة المنظمة كي تصقل مهاراتها وقدراتها، وفوق هذا وذاك للبطولة أبعاد أخرى تظهر وتتجلى من نسخة إلى أخرى، ولعل أهم هذه الأبعاد مكانها المميز في مدينة خورفكان الجميلة، وزمانها المثالي في شتاء الإمارات البديع، وأكثر ما أسعدني من هذه الوجهة الدعائية، ما ترتب على كل ما سبق من مكاسب ترويجية، فالضيافة المميزة والبرنامج الترفيهي الحافل بالفعاليات حفزا الأندية المشاركة لاصطحاب أسر اللاعبين ضمن بعثاتها، فأصبحت الشارقة ملتقاهم للاستمتاع وصنع الذكريات الجميلة.
** وبلغة الأرقام التي لا تعرف الكذب، أوثق للنسخة الخامسة أنها شهدت مشاركة 500 لاعب مثلوا 35 فريقًا من 10 دول في مسابقاتها الثلاث، وأن قسم البطولة تم إلقاؤه في حفل الافتتاح ب7 لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية والصربية والهندية) ما جعل كل الفرق تحس بهويتها وانتمائها، ومن أبرز علامات النجاح أن أكاديمية نكست هوبس الإسبانية طلبت انتداب اللاعبين محمد جاسم من الشارقة «تحت 12 سنة» وعبد الله الشحي من الحمرية «تحت 14 سنة» للمشاركة في بطولات جولتها الأوروبية العام المقبل.
** أخيراً الشكر مستحق وواجب لكل المساهمين في هذا النجاح، وأخص بالذكر أكاديمية جام وإدارتي نادي خورفكان واتحاد كرة السلة، وفريق العمل في المجلس الرياضي، وكذلك الجهات والمؤسسات المحلية في المدينة، فالتعاون كان على أكمل وجه فيما بينهم، ولولا جهودهم المخلصة ما تواصلت حلقات البطولة، وما لاحظنا تميزها واختلافها عن سواها.
0 تعليق