الإعلاميات العمانيات بين الحفاظ على الأصالة وتبني التقنيات الحديثة - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكدت عدد من الإعلاميات والصحفيات في استطلاع صحفي أجرته "عمان" على أهمية دور الإعلام في حماية وتعزيز الهوية الوطنية والمواطنة ، وأشارت المشاركات إلى ضرورة تركيز البرامج الإعلامية على غرس مبادئ الهوية والمواطنة في نفوس الأجيال الجديدة مع أهيمة استيعاب الحداثة دون المساس بالجذور التاريخية والثقافية .

وأبرزت الإعلاميات أهمية تحقيق توازن بين تبني التقنيات الحديثة والاحتفاظ بالأصالة من خلال تقديم محتوى إعلامي يعكس القيم الوطنية ويعزز الوعي بالمواطنة .

أكدت الدكتورة خديجة بنت سليمان الشحية معدة برامج أول بوزارة الإعلام على دور الإعلام في حماية الهوية الوطنية، مشددة على أهمية فهم طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الشباب واحترامها دون فرض القوة والسيطرة، لأنها تتعارض مع الثوابت. وأوضحت ضرورة إنشاء منصات تربوية وتعليمية تساعدهم على التعلم والمساهمة في تعزيز المبادئ والتقاليد العمانية، بهدف إعداد جيل متسلح بالهوية الثقافية العمانية.

وأشارت الدكتورة خديجة بنت سليمان الشحية على أهمية تركيز البرامج الإعلامية على غرس مبادئ الهوية والمواطنة في نفوس الأجيال الجديدة، لتجنب خروج جيل غير مهيأ لتمثيل البلد بهويته الحقيقية ، ومشيرة إلى أن تعزيز الهوية يمكن تحقيقه من خلال الأدب والرسائل التربوية الموجهة عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، إلى جانب دمج هذه المفاهيم في مراكز الشباب والجامعات، حيث تتركز اهتماماتهم. كما شددت على أهمية التجمعات العائلية والشبابية، وتقديم برامج ترفيهية وحية تستقطب اهتماماتهم.

وقالت الدكتورة خديجة بنت سليمان الشحية أن التنوع الثقافي والسيادة القوية للثقافة العمانية أمر عظيم ، ومؤكدة أن الهوية الثقافية العمانية حاضرة بقوة ولا يغيب تأثيرها مهما تأثرت بالمؤثرات الخارجية على الفرد والمجتمع .

وأوضحت الدكتورة خديجة الشحية أن الهوية العمانية ليست معزولة عن وظائفها الرئيسية ، ورغم التحديات والمعوقات التي تواجها ، فهي قادرة على التصدي لها ، وأشارت إلى أن الفرد العماني يتمتع بحصانة ثقافية قوية تعززها المجالس العمانية التي تبعده عن تأثيرات العولمة الساعية لطمس الهوية الثقافية .وأضافت أن التربية تلعب دورا كبيرا في تعزيز هويته في ظل عالم تسيطر عليه تيارات ثقافية عابرة للحدود.

وأفادت الدكتورة خديجة الشحية أن التأثير على الهوية يحدث عندما يكون الفرد غير مقتنع داخليا بمحيطه ، وهو أمر غير شائع حيث تمثل الهوية الحقيقة المطلقة والصفات الجوهرية للفرد وهي مجموعة السمات التي تميز الأفراد أو المجموعات عن بعضها ، ومشيرة إلى ان هذه الهوية ديناميكية حيث تبرز عناصر معينة في مراحل مختلفة ، والإعلام الغربي قد يروج لانتصار العولمة الغربية مما ساعد على تآكل الهوية الثقافية الأصيلة خصوصا مع غياب الجهود لغرسها وتنميتها في ظل الثورة الاتصالية وإنتشار علوم التحكم في العقل البشري.

وفي سياق متصل قالت بثينة البلوشية إعلامية ومذيعة أخبار بإذاعة وتلفزيون سلطنة عمان أن الإعلامية العمانية تسهم بشكل فاعل في غرس مفهوم الهوية والمواطنة من خلال أدوارها الملموسة والمؤثرة في المجتمع من خلال البرامج المختلفة سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو إخبارية، والتي تعمل على تعزيز الوعي بتاريخ الوطن وقيمه الحضارية و بأصالته وهويته.

وأشارت إلى أن الإعلامية العمانية تمتاز بفهمها العميق لتراث المجتمع العماني، فهي تقدم مواد إعلامية تعزز من الانتماء للوطن، وتنقل قصص النجاح والتميز التي تعكس الهوية العمانية. وعلى عاتقها بث الروح الوطنية والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع.

وتابعت حديثتها مع تقدم العولمة وانتشار الثقافات المتنوعة، يأتي دور الإعلامية العمانية في نشر الوعي بأهمية الحفاظ على التراث والهوية الثقافية . من خلال برامج توعوية وتثقيفية، يمكن للإعلاميات أن يسهمن في تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث والتقاليد العمانية وتوعية الجيل الجديد بأهمية استيعاب الحداثة مع الحفاظ على الجذور، فمن صميم رسالتها ضمن منظومة العمل الإعلامي ترسيخ مفهوم الانتماء الوطني في مواجهة التحديات الثقافية الخارجية.

أوضحت بثينة البلوشية أن الهوية العمانية تأثرت بالتطورات التكنولوجية والاتصال العالمي بشكل مزدوج. فمن جهة، تساهم التكنولوجيا في نشر الثقافة العمانية وتعزيز تواصلها مع العالم، ومن جهة أخرى، تظهر مخاوف من تراجع بعض الجوانب التراثية بسبب التأثيرات الخارجية.

وأكدت أن دور الإعلامية العمانية يتمثل في تحقيق التوازن بين تبني التقنيات الحديثة والحفاظ على الأصالة من خلال تقديم محتوى إعلامي يعكس الهوية والمواطنة . ونوهت على أن دور الإعلام في حماية الهوية الوطنية يمتد لتعزيز قيم المواطنة وتوعية المجتمع بمسؤولياتهم، عبر استعراض قصص النجاح والمشاريع الوطنية التي تجمع بين الأصالة والابتكار في مواجهة تحديات العولمة.

وقالت مشاعل بنت سعيد القاسمية، مذيعة بإذاعة سلطنة عُمان لا شك أن للإعلام دورًا مهمًا في مختلف جوانب الحياة، والإعلاميات العاملات في مختلف الوسائل، منوطٌ بهنَّ دور حيوي وفاعل، يتمثل في تعزيز جهود ترسيخ المواطنة وأدواتها، لا سيما في نفوس الأجيال الجديدة، والتي تُقبل على الاستماع ومشاهدة وقراءة وسائل الإعلام

بمختلف أنواعها.

ولفتت مشاعل القاسمية أن للإعلاميات دور لا يقل عن الأدوار الأخرى في المجتمع، لكن وبفضل طبيعة العمل والمهام التنويرية التي تقوم بها الإعلاميات، سواء من خلال البرامج أو المقالات أو المقابلات التلفزيونية والإذاعية، فإن العاملات في قطاع الإعلام، يتحملن مسؤوليات أخرى، تتمثل في مخاطبة وجدان النشء، والعمل على توجيههم نحو سلوك مسارات حياتية تضمن لهم المزيد من الإسهامات في مسيرة العمل الوطني، وليس أدل على ذلك من البرامج التي تقدمها إذاعة سلطنةعُمان وقد تشرَّفتُ بتقديم برنامج "أنامل من ذهب " والذي سلّط الضوء- على مدى عدة حلقات على ما تزخر به مختلف ولايات سلطنة عمان من حرف تقليدية. ولقد مثّل هذا البرنامج نقطة تحول مهمة في مسيرتي المهنية، إذ إن فكرة البرنامج تتمحور حول ترسيخ الهوية الوطنية وتعزيز الشعور بالمواطنة، من خلال إبراز الإرث الحضاري والثقافي العميق لسلطنة عُمان، والدور الذي يقوم به العاملون في مثل هذه الصناعات، والتي يتحملون خلالها مسؤولية الحفاظ على أحد أبرز معالم الهوية العُمانية، ومن ثم تعزيز قيمة أصيلة من قيم المواطنة.

وفي سياق متصل قالت حنيفة بنت خميس العبرية مذيعة بإذاعة وتلفزيون سلطنة عمان إن الإعلاميات بصورة عامة لها أدوار اجتماعية كثيرة ومهمة، بسبب امتلاكهن لمهارات وقدرات ومعارف ومكانة اجتماعية كبيرة في مجتمعاتهن، ولأن لدى كثير منهن المصداقية والتأثير الكبير في المتلقين، ومن بين هذه الأدوار نشر الوعي بأهيمة القيم والمواطنة ، وكذلك الوعي بالهوية وماهيتها ومكوناتها وآليات اشتغالها وآثارها وكيفية حمايتها، وهذا النشر يكون عبرجميع الوسائل المتاحة للإعلامي، وعلى كل المنصات.

وأضافت حنيفة العبرية أنه بإمكان الإعلاميات اليوم العمل على كثير من المنتجات الإعلامية التي تصل بسهولة وبصورة مباشرة للمتلقي، وخاصة المتلقين الذين يولون ثقة كبيرة بالإعلاميات، لما لهن من خصوصية في الوعي والإدراك المجتمعي في المجتمعات العربية و الخليجية و العمانية بصورة خاصة.

وأكدت العبرية على المستقبل الذي يوحي بمزيد من التأثير للإعلاميات بما يقدمه من أدوات تقنية وفنية قد تكون الإعلاميات أكثر قدرة على الاستفادة منها بحكم ميلها الشبه فطري -كما تشير كثير من الدراسات - للإبداع الفني الذي يساعدها لاحقاً على التأثير الأعمق في المتلقي.

دور الصحافة في حماية الهوية الوطنية

وفي المجال الصحفي قالت ليلى الرجيبية صحفية بجريدة الوطن العمانية : "إن التطورات السريعة في وسائل التواصل الاجتماعي تفرض علينا الوقوف بحكمة لمواكبة هذه التغيرات، ولكن بما يتناسب مع السمت العماني. منذ تسعينيات القرن الماضي، كانت حكومتنا الرشيدة على دراية بمخاطر هذه التطورات. ورغم التغيرات الكبيرة التي غزت العالم، فإن المرأة والرجل العماني حافظوا على الأسرة والمجتمع، وهذا انعكس على دور الإعلام العماني، حيث تمكن من تبني هذه التطورات بما يحافظ على ثقافتنا وهويتنا. ومما يعزز هذا الاتجاه هو منهج الهوية الوطنية الذي أقرته وزارة التربية والتعليم، كخطوة مهمة لضمان استمرارية الهوية عبر الأجيال.

وحول دور الصحافة في حماية الهوية الوطنية أوضحت الرجيبية أن الصحافة تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على الهوية الوطنية من خلال نشر الوعي وتعزيز القيم والثقافات المحلية حيث تسلط الصحافة الضوء على القضايا الوطنية والمشاكل المجتمعية، مما يعزز الحوار العام ويشجع المشاركة الفعالة إضافة إلى دورها في التركيز على التنوع الثقافي في المجتمع، مما يعزز الشفافية ويحمي الهوية من الانتهاكات الثقافية والسياسية. كما أنها تعمل على إحياء التراث العماني وبناء جسور التواصل بين أفراد المجتمع من أجل تعزيز الوحدة الوطنية.

أكدت الرجيبية أن "رؤية عمان 2040" دعمت الصحفيات في تعزيز دورهن كصانعات قرار ومؤثرات في تشكيل الرأي العام من خلال نشر الأخبار والمعلومات المتعلقة بالقضايا الهوية والمواطنة ، وساهمت الصحفيات في توعية الجمهور. كما أن الصحفيات والإعلاميات يقمن بزيارات ميدانية للمدارس لتأكيد أهمية المواطنة والهوية، وتناول القضايا المجتمعية والمبادرات. بالاضافة إلى دور الصحفيات في الحوار مع أفراد المجتمع يساهم في تعزيز التفاهم ونشر الثقافة الوطنية، وهو ما يعزز الانتماء والولاء للوصول إلى شمولية الهوية الوطنية.

أخبار ذات صلة

0 تعليق