جسر المحبة وليس جسر المساعدات - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف
أعجبني قول الناطق الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إن ما تقدمه المملكة لسوريا ليس مساعدات بل جسر من المحبة لشعب سوريا العظيم. للأسف تكثر المزايدات في عالمنا العربي، في السراء والضراء، ويكثر غمط الأعمال الجليلة من قبل الموتورين والمأزومين الذين اتخذوا مواقف مضادة لكل شيء جميل وفعل نبيل تبادر به دولة وشعب لشعب شقيق أو صديق، مزايدات وغمط وانتقاص للأعمال الإنسانية الجليلة حتى في أسوأ الظروف التي يعفّ فيها الإنسان الحقيقي عن استغلالها لبث حقده على دولة تقوم بتلك الأعمال من منطلق الواجب الإنساني لا أكثر.

الآن سوريا هي ساحة المزايدات والمناكفات لبعض الحناجر في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي من قبل الذين يتغافلون عن المأساة التي عاشها الشعب السوري ودمّرت كل شيء في سوريا حتى وسائل الحياة الأساسية وضرورات الإنسان للعيش، وحاجة الشعب السوري في هذه المرحلة الانتقالية الحرجة إلى مد يد العون حتى يتعافى وينهض على قدميه، إنهم بدلاً من حشد أصواتهم لتكثيف العون والمساعدة لسوريا انصرفوا إلى تأويل النوايا والتشكيك في المقاصد بشكل يعكس سواد أفكارهم وظلام أنفسهم التي جُبلت على الافتراضات السيئة حتى لو كان عكسها واضحاً وضوح الشمس.

موقف المملكة تجاه الشعب السوري واضح وثابت منذ بداية أزمته، موقف لم يتغير تجاه وحدة أرض سوريا وأمنها واستقرارها وعروبتها وسيادة قرارها وعدم تبعية قراراتها الوطنية لأي جهة، والحفاظ على كرامة الشعب السوري ووحدته بكل مكوناته، هذه الحقائق تثبتها تصريحات أهم المسؤولين السعوديين في أوقات سابقة لسقوط نظام الأسد. كانت دائماً مع خيار الشعب السوري ضد الظلم والاستبداد الذي تعرض له طويلاً، وكانت أول دولة تتضامن معه في مرحلته الجديدة وتحترم خياره، وهي الساعية إلى دعم سوريا دبلوماسياً والداعية إلى الوقوف معها في هذه الظروف المفصلية الحرجة كي تتجاوزها بسلام وتبدأ في تأسيس مستقبلها المستقر. وبالتالي فإن الدعم السياسي الذي تقدمه المملكة والذي عبّرت عنه في أكثر من تصريح منذ استلام الإدارة الجديدة يمثل أهم دعم عربي لسوريا، وستكون حاضرةً مستقبلاً بكل أشكال الدعم الذي تحتاجه.

المملكة كانت وما زالت وستظل أكبر معين للأشقاء العرب في الظروف الصعبة التي تمر بهم، وهي أكبر من انتظارها لمديح، أو أن يؤثر فيها انتقاص أو تشويه من مأزوم تجاهها.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق