روبوتات مغناطيسية

في خطوة علمية جديدة، تمكّن باحثون من جامعة هانيانغ في كوريا الجنوبية من ابتكار روبوتات مغناطيسية صغيرة تتمتع بقدرات استثنائية، من أبرزها قدرتها على رفع ونقل أشياء تفوق وزنها بنحو 350 مرة، وتمثل هذه التقنية طفرة في مجال الروبوتات الدقيقة.

تتميز هذه الروبوتات بحجمها الصغير الذي لا يتجاوز حبة رمل، لكن بقدرات استثنائية تمكنها من القيام بمهام كانت مستحيلة على الروبوتات الأكبر حجمًا. هذه الروبوتات مرنة للغاية ولديها القدرة على القفز لتخطي العقبات، وكذلك التنسيق بشكل جماعي مماثل لسلوك النمل، إذ تتجمع الروبوتات لتشكيل طوافة عائمة لدفع العوائق أو رفع أشياء تفوق وزنها بعدة مرات.

إمكانات طبية واعدة

تكمن إحدى أبرز التطبيقات لهذه الروبوتات في العلاجات الطبية الدقيقة، بفضل حجمها الصغير وقدرتها على الحركة في أماكن ضيقة، يمكن لهذه الروبوتات المستقبلية أن تقوم بمهام صعبة، مثل فتح الأوعية الدموية المسدودة أو توصل الأدوية إلى أماكن محددة داخل الجسم، وتمهد هذه الإمكانيات الطريق لعلاجات أقل توغلًا وأكثر فعالية، وهو ما يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في علاج العديد من الأمراض.

تقنية مغناطيسية مبتكرة 

لتحقيق هذه القدرة الاستثنائية، تم استخدام راتنج الإيبوكسي المدمج مع سبيكة مغناطيسية لتصنيع الروبوتات، وتصبح الروبوتات باستخدام هذه التقنية قادرة على تشكيل تكوينات مختلفة عند تعرضها لمجالات مغناطيسية قوية، ما يمنحها مرونة في الحركة وتنفيذ مهام معقدة. كما يمكن التحكم فيها من خلال مجالات مغناطيسية خارجية لتنفيذ الحركات المطلوبة، مثل الدوران أو التسلق أو الانتقال عبر السائل.

أظهرت الروبوتات المغناطيسية قدرة رائعة على التعاون الجماعي. ففي إحدى التجارب، تمكنت مجموعات من هذه الروبوتات من تسلق عقبات يزيد ارتفاعها خمس مرات عن أي روبوت فردي. كما تمكنت الروبوتات من تشكيل طوف عائم على سطح الماء، مما يظهر قدرتها على التكيف مع بيئات مختلفة، علاوة على ذلك، قام فريق الباحثين بتوجيه الروبوتات لدفع أنبوب مسدود ونقل حبة دواء تعادل 2000 مرة من وزنها الفردي عبر سائل، مما يفتح المجال لاستخدام هذه الروبوتات في التطبيقات الطبية والنقل الدقيق للأدوية.