استهدفت مليشيا الدعم السريع بالسودان خلال الأيام الماضية «سد مروى» بشكل متكرر في تصاعد خطير للأحداث في البلاد، وهو ما سيؤدي إلى الإضرار بجسم السد العالي في مصر حال انهياره، نتيجة اندفاع قوة المياه.
وحذر خبير المياه أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة الدكتور عباس الشراقي من خطورة الاستهداف، مؤكداً أن الهجمات المتكررة على المنشآت الحيوية في السودان مثل محطة «سد مروى» من قبل الدعم السريع تعد مؤشراً خطيراً في البلاد، وقال الشراقي لـ«عكاظ»: «الحفاظ على أمن السودان واستقراره ومواجهة تلك المليشيا أصبح أمراً مهماً لتحقيق الاستقرار الوطني، خصوصاً مع استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع»، مبيناً أن استهداف المنشآت من قبل قوات محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حميدتي» أصبح ورقة ضغط في ظل هزائم تلك القوات المتكررة بعدد من المدن السودانية.
وأشار إلى أن الاستهداف المتكرر لـ«سد مروى» يعد تطورا خطيرا في الأزمة السودانية كونه يعد تدميرا لجسم السد، ومن الممكن أن تصل المياه بقوة إلى السد العالي في مصر جنوب البلاد، خصوصاً أن المسافة بينهما ألف كيلومتر، وهو أقرب السدود إلى مصر، فضلاً عن أنه يعد أكبر السدود السودانية على نهر النيل تخزيناً وتوليداً للكهرباء، وأدى استهدافه من قبل مليشيا الدعم السريع خلال الأيام الماضية إلى تدمير محطة الكهرباء وإشعال الحرائق، وانقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة في البلاد، دون تأثير واضح على جسم السد.
وطالب خبير المياه بضرورة التعامل مع تلك الحالات الخطرة للبلدين (مصر والسودان) من هذا المخطط الإرهابي الذي تحاول قوات الدعم السريع القيام به، مشيراً إلى أن قدرة «سد مروى» على إنتاج الكهرباء تقدر بـ 1250 ميجاوات (40% من استهلاك السودان) من خلال 10 توربينات، وهو موجود على بعد 360 كيلومترا شمال الخرطوم، وهو سد خرساني اكتمل بناؤه في 2009، ويبلغ إجمالي طوله 9.7 كيلومتر، فيما يصل ارتفاعه إلى 67 متراً وعرضه 82 متراً، وسعته التخزينية 12.5 مليار متر مكعب.
0 تعليق