قبل أيام حدث لابني اصطدام بين عدة سيارات، أحدث أضراراً كبيرة بسيارته، وبعدها بيومين حاولت فتاة مسرعة أن تتجاوزني فاصطدمت بي وأحدثت أضراراً طفيفة وسؤالاً ضخماً (لماذا السرعة)؟، ولماذا التهور والاستهتار أثناء القيادة؟ والأشد كارثية لماذا يستخدم الجوال في الشوارع بهذا الجنون والخطورة، رغم استقعاد «ساهر» أطال الله عمره ووهجه؟ الفتاة تقول وهي تضحك (معليش كنت على الواتس) وإذا كانت سيارتك مؤمنة فـ(سهالات)!
لدي تساؤلات كثيرة ولا أعرف لها إجابة مبررة: لماذا يتسابقون ولماذا الكل (يدعس) عندما يلمح سيارة تؤشر للدخول في مساره؟ ولماذا العناد والإصرار على الخطأ؟ هل الدوافع نفسية سيكولوجية تحتاج دراسة والتفاتة من خبراء الصحة النفسية بالتكامل مع قطاع المواصلات والمرور، أم ماذا بالضبط؟ أما الذي أنا متأكدة منه فإنه يوجد على هذا الكوكب (بشر) يقودون مركباتهم بنظام وذوق وفن وأمان، فضلاً عن كونهم أذكياء ومخترعين وعباقرة!
حقيقي لا أعرف هل الكل يلمس هذا الجنون ويشعر بالغربة داخل دوامة جنون الشوارع، أم أنني أعيش في خيالات العالم الأفلاطوني أو العالم الموازي لعالمنا هذا بأخلاقياته ومخاطر القيادة فيه؟
أخرج لمشوار صغير وأبرمج نفسي على التفاؤل بعدد أقل من منغصات الطريق وأعود بأكبر قدر من التذمر والضغط النفسي جرّاء الكوارث السلوكية البشرية، وقد تكون اعتيادية لدى البعض، كإغلاق مسارات اليمين، وبالتالي تضرر من يريد الانعطاف وتضرر الملتزمين بالإشارة بالدخول المفاجئ وقطع الطريق وإلزامك بالانتظار لفترة أخرى، أو استغلال المسافة الآمنة على الطرق السريعة بحشر جزء من مركبته، أو اضطرارك لانتظار فتح إشارة ليست لك في الأساس لتنعطف، هذا عدا عدم الالتزام بالمسارات وتغيير المسار بطريقة أفعوانية مرعبة دون إشارة تغيير المسار أو حتى كلمة ولو جبر خاطر ولا سلام من بعيد!
المهم.. هذا فيض من غيضي، وحلطمتي التي أجزم أن الأغلبية ستقرأها وتقرها بتنهيدة و(كلنا في الهوى سوا)، وسؤالي هل الكل مر بحادث لمركبته تسبب به أنشتاني متهور أو (دقشة) في سيارته أو حتى خدش كأنه في سويداء قلبه؟ بالتأكيد نعم، وهنا لا بد من وجود خلل كبير لم يحسمه ساهر ويحتاج النظر والحلول السريعة كأنظمة صارمة للالتزام بالمسارات والإشارات الجانبية وتغريم إغلاق مسارات اليمين خصوصاً أن القيادة في الرياض تحديداً أصبحت مجالاً للتندر والانتقاد الذي أتمنى من أعماق قلبي أن يقال قريباً (القيادة في الرياض فن، وذوق، وأخلاق) وما على الله أمر كايد!
لا أعرف لماذا -ورغم نكد الشوارع- ينتابني هذا الشعور فأتخيل أن الجميع يسابق الزمن وهو يقول وجدتها.. وجدتها!
0 تعليق