كشفت وزارة الصحة ضبط مخالفة في إحدى الصيدليات، إثر نشرها إعلانًا غير نظامي، تضمن استغلال وسائل غير تقليدية لجذب الزبائن، إذ أظهر المقطع الذي تم تداوله على نطاق واسع في منصات التواصل استخدام خيل في الإعلان، تم إدخاله إلى الصيدلية برفقة «مشهور»، ما أثار ردود أفعال متباينة وفتح باب النقاش حول أخلاقيات التسويق في القطاع الصحي.

وعكست المخالفة التي تم اكتشافها تعديًا واضحًا على السياسات والضوابط المعتمدة للإعلانات الصحية، إذ أثارت اللقطات التي أظهرت مشاهير على ظهور الخيول داخل الصيدلية جدلًا واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر مواطنون استخدام مثل هذه الأساليب لا يعكس قيم المهنية ولا يساعد في توفير معلومات صحيحة حول المنتجات الصحية.

وتفاعل الجمهور مع الحدث بصورة متباينة، فهناك من اعتبر استخدام حيوانات في الإعلانات أمر غير مهني ويسهم في ترويج أفكار خاطئة حول المنتجات الصحية. في المقابل، عارض البعض فرض قيود صارمة على الإعلانات، مشيرين إلى أن التجديد في وسائل التسويق يمكن أن يسهم في زيادة الوعي وتوسيع قاعدة المتعاملين، وتعددت آراء منصات التواصل بين الدعوة إلى تحسين المعايير الإعلانية، والانتقادات الموجهة للمنشآت الصحية.

في المقابل، دعت وزارة الصحة إلى الالتزام بالمهنية والشفافية في القطاع الصحي، مؤكدة أنه أمر لا يمكن التهاون فيه.

وقال المحامي سلمان الرمالي إن المخالفة تثير العديد من القضايا القانونية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، فالإعلان في القطاع الصحي ينبغي أن يشدد على الدقة والمصداقية، لأن صحة الناس تعتمد مباشرة على المعلومات، فاستخدام الخيول في إعلان صيدلي يُعتبر تجاوزًا واضحًا للحدود المرسومة من وزارة الصحة والهيئات المعنية. وأضاف أن هذا النوع من التسويق لا يعكس فقط عدم الامتثال للمعايير المعتمدة، بل يحمل أيضًا خطر تضليل الجمهور، فالأفراد الذين يتابعون مثل هذه الإعلانات، خصوصا عندما تأتي من شخص مشهور، قد يتكون لديهم انطباع خاطئ عن طبيعة وجودة الخدمات المقدمة، فالقانون يفرض الالتزام بأخلاقيات المهنة، والترويج للمنتجات الصحية لا ينبغي أن يعتمد على أساليب مثيرة للجدل، ويجب أن نتعامل مع الصحة العامة بحذر. وتابع: إن الصيدلية المعنية قد تواجه عواقب قانونية تراوح بين غرامات مالية إلى ضرورة إصدار تعهد للامتثال للمعايير المحددة. إضافة إلى ذلك، قد يُفعل حق المساءلة القانونية في حالات تضرر مستهلكين بسبب المعلومات المضللة.

من جانبه، كشف المحامي ماجد الأحمري أن وزارة الصحة سبق أن أعدت ضوابط وفقًا لما نص عليه نظام المؤسسات الصحية الخاصة، إذ يحظر على المؤسسة الصحية الخاصة أن تقوم بالدعاية عن نفسها إلا في الحدود التي لا تتعارض مع أخلاق المهنة. كما أصدرت الصحة دليل ضوابط المحتوى الإعلاني في القطاع الصحي، ومنها الإعلان، وهو أي محتوى مرئي، أو مسموع، أو مقروء، أو مكتوب لغرض التسويق أو الترويج لخدمة أو سلعة أو اسم أو فكرة بمقابل أو دون مقابل.