علي خضران..تاريخ مشرق في التعليم والأدب والثقافة - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف
رحلة طويلة وثرية بالعطاء، قضاها رجل التَّعليم والأدب والثَّقافة الرَّاحل الأستاذ على خضران القرني.. من أروقة إدارات التَّعليم إلي حروف الكتابة الأدبيَّة، والعمل الثقافيِّ البديع.. وكانت له بصماته المتميِّزة في كافَّة المجالات التي عمل بها، وأبدع، وأجاد.. فكانت منجزاته -يرحمه الله- في إدارات التَّعليم واضحةً ومعروفةً، وفي الإبداعات الأدبيَّة والثقافيَّة محطَّاتٍ بارزةً من التألُّق عبر مشاركاته المتعدِّدة وكتاباته ومؤلَّفاته التي ستظلُّ مرجعًا مهمًّا في تاريخ الأدب والثَّقافة.. مثقَّفُون ينعُون الفقيد وقد نعاهُ -يرحمه الله- العديدُ من المثقَّفين والأدباء، فنعى نادي الطَّائف الأدبيِّ، الرَّاحلَ الأستاذ علي خضران: «ببالغ الأسى والحزن، ننعى النَّائب السَّابق لرئيس النَّادي الأدبيِّ الثقافيِّ بالطَّائف الأديبَ الأستاذ علي بن خضران القرني، نسألُ اللهَ العليَّ القدير أنْ يتغمَّده برحمته الواسعة». أمَّا رئيسُ النَّادي الأدبيِّ بالطَّائف عطا الله الجعيد فقال: «لقد فقدنَا أديبًا كبيرًا، قدَّم الكثير من العطاءات الأدبيَّة المميَّزة، وكان صاحب خلق رفيع، وسيرة حسنة، يشهد بها كلُّ من تعامل معه. والرَّاحل هو أحد مؤسِّسي النَّادي الأدبيِّ، وعمل به لسنواتٍ طويلةٍ، وقدَّم -خلال مسيرته الأدبيَّة- العديد من المؤلَّفات المهمَّة، كما كان مميَّزًا ورائدًا في عمله بإدارة تعليم الطَّائف لسنواتٍ طويلةٍ». وقال الأديبُ حمد القاضي: «رحمَ اللهُ الأديبَ الكبيرَ الأستاذ علي بن خضران القرني، فقد أمضى جُلَّ عمره بالعطاء الأدبيِّ والاجتماعيِّ، وكان ذا أخلاقٍ عاليةٍ، ولا أنسى مقاله الجميل حين أهديته كتابي «مرافئ».. غفرَ اللهُ له، وجزاه خير الجزاء، لما قدَّم لأدبنا وثقافتنا، ولنادي الطَّائف الأدبيِّ. والعزاءُ لأبنائهِ وأسرتهِ». وعبَّر أستاذُ الأدب الدكتور عبدالله الحيدري، عن حزنه على رحيل الأستاذ علي خضران بقوله: «رحمَ اللهُ الأديبَ الأستاذ علي خضران القرني.. تعرَّفتُ عليه منذ أكثر من ثلاثين سنةً، كانت بيني وبينه -رحمه الله- مراسلاتٌ، واستكتبتُه لملحق «إبداع» بجريدة المسائيَّة، ودوَّنتُ جوانبَ من ذكرياتي معه في كتابي «شخصيَّات وذكريات» الصَّادر هذا العام عن دار الثلوثيَّة». وقال أستاذُ النَّقدِ الأدبيِّ بكليَّة الآداب جامعة الملك سعود ورئيس مجلس إدارة جمعيَّة الأدب الدكتور صالح زيَّاد: «رحمَ اللهُ الأستاذَ علي خضران القرني، المؤلِّف والكاتب الذي اقترن اسمه بالطَّائف وناديها الأدبيِّ، منذ زمن كانت الطَّائف فيه غنيَّة بأسماء ثقافيَّة وصحفيَّة أصبحت معروفةً وذات أثرٍ في ساحتنا السعوديَّة». وقال المؤلِّفُ والمترجمُ ومدربٌ في الكتابة الإبداعيَّة خلف سرحان القرشي: «فَقَدَت الطَّائفُ واحدًا من أهمِّ رجالاتها، وأبرز أدبائها ومثقَّفيها، وأكثرهم عطاءً وتركيزًا على رسالته.. إنَّه الأستاذ علي خضران القرني، الذي نأى بنفسه وفكرهِ وأدبهِ وعطائهِ عن المزايداتِ والمماحكاتِ، وما أكثرها في المشهد الأدبيِّ للأسفِ.. وظلَّ محترِمًا نفسه واسمه، وفارضًا بصمته وحكمته واحترامه من قِبل الجميع.. نسألُ اللهَ له الرَّحمة والمغفرة». وقالت أستاذ الأدب والنَّقد المشارك رئيسة سفراء جمعيَّة الأدب بالطَّائف الدكتورة مستورة العرابي: «يُعدُّ الأستاذ علي بن خضران القرني من الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافيِّ والأدبيِّ والتعليميِّ السعوديِّ، حيث اهتمَّ بثقافة الطَّائف إبداعًا ونقدًا وشعرًا وسردًا، وكان مهتمًّا بالكتابة عن القضايا الإنسانيَّة والكونيَّة، وقضايا المرأة والتَّعليم، وله عدَّة مؤلِّفات مطبوعة في جوانب متعدِّدة، كما شغل منصب نائب رئيس أدبيِّ الطَّائف سابقًا، وعمل في العمل القياديِّ والإداريِّ والتربويِّ في إدارة تعليم البنات، أكثر من ثلاثين عامًا للارتقاء بتعليم المرأة ودعمها، وكتب المقالة الأدبيَّة والاجتماعيَّة والثقافيَّة والسياسيَّة والتعليميَّة.. رحمَهُ اللهُ وغفرَ له، وجبرَ خواطر أسرتِهِ ومحبِّيهِ». علي خضران القرني - من مواليد بلاد بلقرن جنوب السعوديَّة. - من المؤسِّسين لنادي الطَّائف الأدبيِّ وأعضاء مجلس إدارته، وعمل نائبًا لرئيس النَّادي بقرار من وزير الثقافة والإعلام. - شارك في العديد من الفعاليَّات الأدبيَّة، واللقاءات الثقافيَّة منذ الثمانينيَّات الهجريَّة. - فاز بجائزة المنيا للتميُّز للأدباء السعوديِّين بمصر . - له رحلةٌ أدبيَّةٌ تمتدُّ إلى نصف قرن، كتب خلالها القصَّة والشِّعر والمقالةَ النقديَّة والاجتماعيَّة والدِّراسات الأدبيَّة، ونشر نتاجه الأدبيَّ بمعظم الصُّحف والمجلَّات السعوديَّة. - تُرجم له ولأعماله الأدبيَّة في العديد من الكتب والموسوعات الأدبيَّة والثقافيَّة من أهمِّها: كتاب الأدباء السعوديِّين إصدار ونشر نادي المدينة المنوَّرة، إعداد أحمد سعيد بن سالم عام 1420هـ، ودليل الكتَّاب والكاتبات إصدار جمعيَّة الثَّقافة والفنون، وكتاب قصائد من الصَّحراء إعداد محمد الشقحاء، وبيبليوغرافيا الكتَّاب السعوديِّين إعداد خالد اليوسف، وخزيمة العطاس، وتاريخ الطَّائف إعداد مناحي القثامي، والشَّوق الطَّائف إعداد حمَّاد السالمي.. وغيرها. - وفي الجانب العمليِّ تدرَّج في وظائف التَّعليم حتَّى نائب مدير التَّعليم للبنات بالطَّائف، واستمرَّ 25 عامًا، كُلِّف خلالها مديرًا لتعليم البنات بالطَّائف حتَّى تقاعد. - من أوائل الأدباء والكتَّاب السعوديِّين وعاصر مرحلةَ صحافةِ الأفراد، قبل أنْ تصبحَ مؤسَّسات، وكتبَ في مجلَّة المنهل، والعديد من الصُّحف واستمرَّ في كتابة المقالة، وآخرها مقالته في «المدينة»، وكانت آخر مقالاته «أكبر مشروع للثَّروة الحيوانيَّة بالشَّرق الأوسط».. ونُشرت المقالة، ولكن بعد وفاته -يرحمه الله-. ابنه د. خالد لـ : مذكَّرات والدي سترى النُّور قريبًا مهما حاولتُ الحديثَ عن والدي -رحمه الله-، ومهما أُوتيتُ من الفصاحة، وحُسنِ البيان والبلاغة، فلا أظنُّها تسعفني في مطلبي للإحاطة بجوانب مشرقة، وإضاءات منيرة من حياته العمليَّة والأدبيَّة والثقافيَّة بالشكل الذي يغطِّي ولو جزءًا منها، لكنَّني سأحاولُ الإشارةًَ إلى بعض الجوانب مع تقديري وعرفاني لصحيفة المدينة المنوَّرة، ولجميع القائمين عليها في جهاز التَّحرير، والرَّأي، والقسم الثقافيِّ، وعلى رأسهم الأستاذ محمد محجوب رئيس التَّحرير، على لفتتهم الكريمة التي تجسِّد أعظم معاني الوفاء والنُّبل تجاه المثقَّفين والأدباء والكتَّاب الذين خدمُوا دينهم، ثم وطنهم، وثقافتهم.. والدي الأديب علي خضران القرني، له عدَّة جوانب ومسارات في حياته، منها العملُ الحكوميُّ، فقد تدرَّج في الوظائف الحكوميَّة بدءًا من وزارة العدل، ثمَّ انتقل إلى جهاز الرئاسة العامَّة لتعليم البنات، وتحديدًا في الطَّائف، وشغل بها منصب مساعد مدير تعليم البنات، ومديرًا عامًّا لها بالتَّكليف، وكان حريصًا على عمله جدًّا، يغادرُ إلى عمله مبكِّرًا قبل الجميع، ولا يخرج إلَّا آخرًا، وتعلَّمنا منه في عمله الصَّبر والحكمة، وحبَّه لفعل الخير والسَّعي فيه، وعلاجه للعقبات والصعوبات بالحكمة والهدوء والمشورة، ودعم مَن يعمل معه بكلِّ قدرته وحبِّه للخير لهم، وقد أدهشتنا الكثير من القصص التي رواها لنا المعزُّون من زملائه، ومن الناس الذين بكُوه معنا.. وفي الجانب الأدبيِّ فقد مارس الكتابة للمقالات الاجتماعيَّة والأدبيَّة والثقافيَّة، كما كتب القصَّة والشِّعر والدِّراسات النقديَّة منذ عهد الصَّحافة الأهليَّة، أو صحافة الأفراد، كما مارس العمل الصحفيَّ في عدَّة صُحف، وأدرك عدَّة رموز أدبيَّة، وعمل معهم، ولديه إفادات منهم كالأديب علي حافظ، وعثمان حافظ، وحمد الجاسر، والعطَّار، وعبدالقدوس الأنصاري، وأحمد جمال، وغيرهم، واستمرَّ في العمل الأدبيِّ والثقافيِّ لأكثر من نصف قرن، حتَّى توفاه الله مأسوفًا عليه، ولديه العديدُ من المؤلَّفات الأدبيَّة والثقافيَّة، وآلاف المقالات في العديد من الصُّحف استمرَّت طيلة فترة حياته -رحمه الله-.. ولَدَى الوالد مكتبةٌ جامعةٌ تحوي آلاف الكتب من المصادر والمراجع، وبها طبعات قديمة لكتب نادرة في نسخها من مصرَ ولبنانَ وبغداد والسعوديَّة، إضافةً إلى العديد من المخطوطات.. تُوفِّي الوالدُ وقد أتمَّ عدَّة مؤلَّفات ثقافيَّة وأدبيَّة ووطنيَّة كتبها بخطِّه الجميل، وبيده الكريمة، وبنفسه الطاهر، أتعهَّد بأنْ أخرجها مطبوعةً قريبًا؛ لأهميَّتها وتخليدًا لذكراه، وهناك بعض الجهات الثقافيَّة والأدبيَّة استعدَّت بالمشاركة في طباعتها، خاصَّةً أنَّ الوالد كان عضوًا ونائبًا لنادي الطَّائف الأدبيِّ فترةً من الزَّمن.. ** حدَّثتني والدتي، أنَّ مكتبة والدي كانت تغصُّ بالكتَّاب والأُدباء منذ منتصف السبعينيَّات في الطَّائف، ومنهم الآن أدباء وكتَّاب كبار، ورأينا نحنُ -أبناءَه وبناتِه- ذلك فعليًّا خلال مراحل حياتنا معه -رحمه الله-.. ** أكرمنِي اللهُ تعالى بأنْ بدأتُ قبلَ عدَّة سنوات بكتابة مذكَّرات والدي الحبيب الأديب علي خضران، بعد أنْ أقنعه مجموعة من محبِّيه من الأدباء، وقد كتبتُ منها حيِّزًا كبيرًا جدًّا، تعرَّضتُ فيه لحياته بعد وفاةِ والدهِ، وهو في سن صغيرةٍ جدًّا، وكيف مارس اليُتم مبكِّرًا، وكيف عانى خلال دراسته في المدينة، وهو قادم من القرية، وكيف جمع بين الدِّراسة والعمل، وكيف بدأ الحياة الثقافيَّة الأدبيَّة مبكِّرًا مع ذكر بعض المواقف التي لا ينساها، جمعتهُ ببعض الأدباء الكبار، وماذا تعلَّم منهم؟ وكيف أثَّروا فيه؟ كما تحدَّث عن عمله الحكوميِّ، وبعض المواقف، والذكريات، والزملاء، وعرَّج على مواقف لا تُنسى معهم، بعضها كان مؤلمًا أو صادمًا، وأتعهَّدُ أنْ أطبعَ هذه المذكَّرات وأخرجها للقارئ، ولمحبِّي الوالد؛ لأنَّني أجزمُ أنَّ بها فائدةً عظيمةً وحِكمًا ونصائحَ وعظاتٍ كبيرةً.. ** أخيرًا: أعاهدُ أنَا وأخواتي وإخواني، والدنا الأديب علي خضران القرني -رحمه الله- أنْ نلتزمَ بكلِّ ما علَّمنا إيَّاه، وأوصانا به، ورأيناه في حياته وسلوكه من الالتزام بالدِّين، والتحلِّي بالأخلاق الكريمة، والعبر، والحلم، والتَّسامح، والعفو، والحرص على فعل الخير والسَّعي فيه، والبُعد والنَّأي عن الخصومات.. ** رحمَ اللهُ والدِي الأديب علي خضران رحمةً واسعةً، وأسكنه فسيحَ جنَّاته مع الأنبياء والصِّديقِينَ والشُّهداء، إنَّه سميعٌ مجيبٌ..
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق