مهدي عقيلي.. فنان يجرد اللون ويقدم أعمالاً وطنية بمفهوم معاصر - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

يُعد الفنان التشكيلي النحات مهدي عقيلي نموذجًا فريدًا في عالم الفنون البصرية، إذ استطاع أن يبتكر أساليب فنية جديدة في التجريد اللوني، متجاوزًا النمط التقليدي ومقدِّمًا رؤية متفردة تميز أعماله عن غيره. ورغم أن تخصصه الأكاديمي بعيد عن الفنون، حيث يعمل معلمًا للغة الإنجليزية، فإن شغفه العميق بالفن مكّنه من تحقيق بصمة إبداعية واضحة، ما يعزز فكرة أن الموهبة والممارسة تصنعان الفنان الحقيقي، وليس التعليم الأكاديمي فقط.

يتميز مهدي بتجريد الشكل والألوان في لوحاته، حيث يعيد تشكيل العناصر بأسلوب جديد قد يتشابه مع الأصل أو يختلف عنه، لكنه يتيح للمتلقي فرصة اكتشاف رسالته الفنية من خلال مساحات لونية مشبعة ومتناغمة. كما أن أعماله الأخيرة اتسمت بالتركيز على الموضوعات الوطنية، حيث قدم لوحات تحتفي بالهوية السعودية بعيدًا عن التفاصيل التقليدية، معتمدًا على التجريد والتبسيط.

لم يكتفِ مهدي عقيلي بالإبداع الفني فقط، بل حرص على مشاركة تجربته مع الآخرين، إذ قدّم أخيرًا ورشة فنية لمعلمي ومعلمات الفنون في مدارس جدة، حيث نقل إليهم خبرته في التجريد اللوني، ما أسفر عن إنتاج أكثر من 30 عملاً فنيًا مستوحى من يوم التأسيس، بأسلوب تعبيري متميز يعكس رؤيته الفنية الخاصة.

على مدار مسيرته، حصد العقيلي العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها المركز الأول في مسابقة "قيم"، التي نظمتها جمعية مسك برعاية الأمير محمد بن سلمان، والمركز الأول في مسابقات الجداريات التي أقامتها أمانة العاصمة المقدسة بمكة المكرمة.

وله مشاركات متعددة في معارض فنية محلية ودولية، إلى جانب اقتناء عدد من أعماله من قبل الجهات الحكومية والخاصة ورجال الأعمال.

وإلى جانب كونه فنانًا تشكيليًا بارزًا، يشغل العقيلي منصب أمين جمعية جسفت فرع مكة المكرمة، وأشرف على جداريات سوق عكاظ، حيث يسهم في دعم الحراك الفني في المملكة، مستمرًا في تقديم أعمال تعكس الهوية الوطنية بأسلوب عصري ومبتكر، ليظل واحدًا من أبرز الأسماء في الساحة التشكيلية السعودية كرسام ونحات.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق