من حجر اليمامة إلى الدرعية كان نحو ألف قرن من الزمان شاهدًا على واحدة من أعظم الهجرات في تاريخ أرض العرب، حتى انتقل في النهاية الأمير مانع بن ربيعة المريدي عام 1446م من الدرعية الأولى في شرق الجزيرة العربية إلى وسطها عابراً رمال الدهناء في أثناء رحلته راغباً في تأسيس دولة مدنية تحقق الأمن والاستقرار.
وعلى ضفاف وادي حنيفة أسس الدرعية الثانية في موضعي غصيبة والمليبيد اللذين يقعان شمال غرب مدينة حجر، فجعل مانع غصيبة مقراً له والحكمه وبنى لها سوراً، وجعل المليبيد مقراً للزراعة والنماء.
ويوضح أن ما يدخل على أهلها من الأموال من سائر الأجناس التي لهم مع المسافرين منهم، ومن أهل الأقطار، لم يعه كتاب، وكان الداخل في موسها لا يفقد أحداً من أهل الآفاق، من اليمن وتهامة والحجاز وعمان والبحرين وبادية الشام والعراق، وأناس من حاضرتهم، إلى غير ذلك من أهل الآفاق ممن يطول عده، هذا داخل فيها، وهذا خارج منها، وهذا مستوطن فيها.
ويبين أن الدور كانت لاتباع فيها إلا نادرا، وأثمانها 7 آلاف ريال و5 آلاف، والداني بألف ريال وأقل وأكثر، وكل شيء بقدره على هذا التقدير من الصغير والكبير وكروة الدكان الواحد بلغت في الشهر الواحد 45 ريالاً.
وكان غلاء الحطب فيها والخشب إلى حد الغاية، حتى قيل إن حمل الحطب بلغ خمسة أريل أو ستة، والذراع من الخشبة الغليظة بريال، وكل غالب بيوتها مقاصير وقصور.
وفي أسواقها (حوانيت) من القصب، يمكن نقلها من مكان إلى مكان، ويقدرون عدد منازل الدرعية بـ2500 دار مبنية بالحجارة والآجر.
ويوضح أن المدينة ليست محصنة، ولكنها تقع في سفح سلسلة من الجبال العالية، تمتد من الشمال إلى الجنوب، وتدعى (طويق)، والناس يجتازون واديا في جنوبها ليصلوا منه إلى مناطق نجد الغربية.
كما وصف الدرعية رينو ضابط البحرية البريطاني في زمن الإمام عبد العزيز بن محمد عام 1220ھ (1805م) بقوله: الدرعية مدينة صغيرة، ولكنها جميلة رائعة مبنية على الطراز العربي، والسكنى فيها صحية جداً، وتحيط بالمدينة تلال خضر زمردية من كثرة الزرع، وتروى المنطقة كلها من عين صغيرة.
ويتابع: ولقد نظرت إلى موسمها يوما وأنا في مكان مرتفع بين منازلها الغربية التي فيها آل سعود المعروفة بالطريف، وبين منازلها الشرقية المعروفة بالبجيري، ورأيت مواسم الرجال في جانب، ومواسم النساء في جانب آخر، وما فيه من الذهب والفضة والسلاح والإبل والأغنام وكثرة ما يتعاطونه من صفقات البيع والشراء والأخذ والعطاء وغير ذلك، وهو مد البصر لا تسمع فيه إلا كدوي النحل في لغط الأصوات.
ويقول: "بعث واشتريت والدكاكين على جانبيه الشرقي والغربي مملوءة من الهدم والقماش واللاح وغير ذلك من الأمتعة".
وعلى ضفاف وادي حنيفة أسس الدرعية الثانية في موضعي غصيبة والمليبيد اللذين يقعان شمال غرب مدينة حجر، فجعل مانع غصيبة مقراً له والحكمه وبنى لها سوراً، وجعل المليبيد مقراً للزراعة والنماء.

موطن جامع
يصف المؤرخ عثمان بن بشر الدرعية بقوله: "وكانت هذه البلدة أقوى البلاد، وقوة أهلها وكثرة رجالها وأموالهم لا يحصيها التعداد، فلو ذهبت أعدد أحوالهم وإقبالهم فيها وإدبارهم في كتائب الخيل والنجائب العمانيات".ويوضح أن ما يدخل على أهلها من الأموال من سائر الأجناس التي لهم مع المسافرين منهم، ومن أهل الأقطار، لم يعه كتاب، وكان الداخل في موسها لا يفقد أحداً من أهل الآفاق، من اليمن وتهامة والحجاز وعمان والبحرين وبادية الشام والعراق، وأناس من حاضرتهم، إلى غير ذلك من أهل الآفاق ممن يطول عده، هذا داخل فيها، وهذا خارج منها، وهذا مستوطن فيها.

ويبين أن الدور كانت لاتباع فيها إلا نادرا، وأثمانها 7 آلاف ريال و5 آلاف، والداني بألف ريال وأقل وأكثر، وكل شيء بقدره على هذا التقدير من الصغير والكبير وكروة الدكان الواحد بلغت في الشهر الواحد 45 ريالاً.
وكان غلاء الحطب فيها والخشب إلى حد الغاية، حتى قيل إن حمل الحطب بلغ خمسة أريل أو ستة، والذراع من الخشبة الغليظة بريال، وكل غالب بيوتها مقاصير وقصور.

تفصيل الدرعية
يقول المؤرخ الفرنسي كورانسيه عن وصف الدرعية: "الدرعية، مدينة بناؤها من حجر عرضها نصف فرسخ، وطولها ثلاثة أضعاف عرضها وتمتد بين حيين أحدهما إلى اليسار، وهو (الطريف) مقر آل سعود، والثاني إلى الشرق، وهو (البجيري ) مقر آل الشيخ، وفيها 28 مسجدا و30 مدرسة.وفي أسواقها (حوانيت) من القصب، يمكن نقلها من مكان إلى مكان، ويقدرون عدد منازل الدرعية بـ2500 دار مبنية بالحجارة والآجر.
ويوضح أن المدينة ليست محصنة، ولكنها تقع في سفح سلسلة من الجبال العالية، تمتد من الشمال إلى الجنوب، وتدعى (طويق)، والناس يجتازون واديا في جنوبها ليصلوا منه إلى مناطق نجد الغربية.

كما وصف الدرعية رينو ضابط البحرية البريطاني في زمن الإمام عبد العزيز بن محمد عام 1220ھ (1805م) بقوله: الدرعية مدينة صغيرة، ولكنها جميلة رائعة مبنية على الطراز العربي، والسكنى فيها صحية جداً، وتحيط بالمدينة تلال خضر زمردية من كثرة الزرع، وتروى المنطقة كلها من عين صغيرة.
الحركة بالمدينة
يصف المؤرخ ابن بشر الدرعية وأسواقها وملامح من وضعها الاقتصادي زمن الإمام سعود بن عبد العزيز بقوله: ولقد رأيت الدرعية وما لدى أهلها من الأموال وكثرة الرجال والسلاح المحلى بالذهب والفضة، وما عندهم من الخيل الجياد والنجايب العمانيات والملابس الفاخرة والرفاهيات ما يعجز عن عده اللسان، ويكل عن حصره الجنان والبنان.
ويتابع: ولقد نظرت إلى موسمها يوما وأنا في مكان مرتفع بين منازلها الغربية التي فيها آل سعود المعروفة بالطريف، وبين منازلها الشرقية المعروفة بالبجيري، ورأيت مواسم الرجال في جانب، ومواسم النساء في جانب آخر، وما فيه من الذهب والفضة والسلاح والإبل والأغنام وكثرة ما يتعاطونه من صفقات البيع والشراء والأخذ والعطاء وغير ذلك، وهو مد البصر لا تسمع فيه إلا كدوي النحل في لغط الأصوات.
ويقول: "بعث واشتريت والدكاكين على جانبيه الشرقي والغربي مملوءة من الهدم والقماش واللاح وغير ذلك من الأمتعة".
0 تعليق