«شعبنتوا» ولا لسه ؟ - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف
«الشعبنة الحجازية» هي تقليد قديم وجميل، ورثته الأجيال على مر العصور، حيث يُحيي الناس من خلاله تراثهم احتفالاً بقرب قدوم شهر رمضان المبارك.

ويعود لفظ «شعبنة» في سياقه إلى شهر شعبان، الذي يعد فترة الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك. وفي هذا الشهر، تقام احتفالات تُعرف بتقليد «الشعبنة» الحجازية، والتي تربط الماضي بالحاضر وتعزز أواصر المحبة والروابط الاجتماعية. إنها موروث تقليدي يعيد إحياء بعضٍ من العادات الجميلة التي نحرص على ألا تختفي من حياتنا.

وفي الليالي الشعبانية، يتجمع الأهالي والأحبة والأصدقاء حول الأكلات الشعبية، ويملؤون الأجواء بالفرح والأهازيج. ورغم تنوع العادات، يبقى حب اللقاء والإصرار على الاجتماع هو الجوهر الحقيقي لتلك اللحظات، وكأن هذا اللقاء هو الهدف الأسمى الذي يعزز الألفة ويجمع القلوب بين الجميع.

وربما يكمن سر تمسكهم بهذا التقليد في حرصهم على إحيائه وتعزيز الروابط الاجتماعية بينهم، خاصة أن عادة الشعبنة بدأت تندثر في حياة بعض من أهالي الحجاز.

أخبار ذات صلة

 

ويصعب تحديد الامتداد التاريخي لهذه العادة بناءً على المصادر التي تهتم بتوثيق تاريخ الحجاز وتراثه. ومع ذلك، يشير البعض إلى أنها عادات اجتماعية تطورت مع الزمن وفقاً لظروف كل فترة ومكان، إلى جانب التغيرات الاجتماعية المختلفة.

وفي المقابل يرى البعض الآخر أنها بدعة وضلالة وخرافات تمسك بها بعض الأهالي وتوارثوها عبر الأجيال. لكن في الواقع، يتمسك الأبناء بتلك العادات القيّمة، التي تعزز علاقاتهم وتترك أثراً إيجابياً في نفوسهم، ولا نتمنى لها أن تختفي أو تتلاشى.

على كل حال؛ لا ضلالة في عادة تجمع الأحبة، بل هي فرصة تزيد من الفرح والبهجة في حياتهم، وتقرّبهم بدلاً من أن تفرقهم، فشعبنوا واستمتعوا بأوقاتكم مع من تحبون.

وقبل أن أودعكم؛ اسمحوا لي أن أهنئكم بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، وكما جرت العادة، أراكم على خير بعد أيام عيد الفطر السعيد، وكل عام وأنتم بخير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق