وطن يسكننا ونحبه ونحميه، هكذا قال عدد من التربويين للمدينة في ذكرى يوم التأسيس، مشيرين إلى أن الدروس المستفادة من مراحل تأسيس الدولة السعودية الثلاث أصبحت قوة دافعة لتحقيق التحول الوطني. وأشاروا إلى أهمية المضي قدما في مسيرة البناء والتحديث لاسيما وأن المملكة باتت ركيزة في الأحداث والتحولات الكبرى. بداية يقول د. حسن عبدالله العمري رئيس قسم الجغرافيا بجامعة الملك خالد : إن الانتماء للوطن قيمة سامية تعبر عن الارتباط بالأرض، وتترجم هذه العلاقة في سلوك الفرد الإيجابي نحو وطنه بالاعتزاز والتضحية والإخلاص وحماية استقراره والدفاع عنه من أي ضرر، ويجب علينا تعزيز هذه القيمة في نفوس أبنائنا وأن نكون قدوة صالحة في حب الوطن والانتماء له وطاعة ولاة الأمر . كما ينبغى الاحتفال بالأعياد الوطنية التي تعزز الشعور بالانتماء والفخر بالوطن، ومنها يوم التأسيس والذي يجسد الوحدة والاستقرار والسلام والرخاء والتنمية، أما د. إرادة عمر حمد، الأستاذ المشارك في علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز، فتشير إلى أننا نستعيد في ذكرى يوم التأسيس بدايات وطن انطلق برؤية راسخة وإرادة صلبة، حيث تبلورت هويته وامتدت جذوره في وجدان أبنائه منذ قرون مضت، وقالت : الانتماء إلى الوطن يرتكز على الوعي العميق بتاريخه، والتفاعل مع إرثه الثقافي والحضاري، مما يرسخ مشاعر الولاء والاعتزاز في نفوس أبنائه، وتتطلب تنمية هذا الانتماء الجمع بين المعرفة التاريخية والتجربة الحية التي تجعل الفرد يشعر بدوره في استمرار المسيرة، وأضافت بالقول: في ذكرى يوم التأسيس، تتجدد العلاقة بالوطن، حيث يصبح الارتباط بجذوره حافزا لصنع رؤية أكثر ازدهارا، كما يفتح استحضار هذه اللحظة التاريخية آفاقا جديدة للسعي والعمل، ويعمق وعي الأجيال بمسؤوليتها في مواصلة المسيرة . الاعتزاز بالجذور أما د. نجيب بن رضا خياط من قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الملك عبدالعزيز فيقول: إن الاحتفاء بيوم التأسيس له دلالات من أبرزها، الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية والارتباط الوثيق بين المواطنين وقادتهم والاعتزاز بما أرسته الدولة السعودية من الوحدة والاستقرار والأمن وروح الانتماء للوطن . وشدد على اهمية ربط الأجيال بتاريخهم من خلال الأنشطة التعليمية والفعاليات، حيث يتعرف الأطفال والشباب على تاريخ الدولة السعودية الأولى، مما يعمق فهمهم لمسيرة الوطن وأهميتها وهذه المعرفة التاريخية تعزز ارتباطهم ببلدهم وتراثهم. من جانبها تؤكد د خديجة عبدالله نصيف مشرفة قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في كلية الآداب و العلوم الإنسانية بجامعة الملك عبدالعزيز، أن هذا اليوم يعتبر تخليدا لمعاني الوحدة و العدل و الخير، ونوهت بالإشارة إلى منجزات الوطن و إدراك أنها نتيجة لأساس متين ونظرة مستقبلية نحو تنمية وازدهار الوطن ، لتتوالى أجيال جديدة تقدر الوطن الذي نعيش فيه ويعيش فينا تحت قيادة رشيدة فذة بقيادة والدنا الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده القائد الملهم محمد بن سلمان. أما د. علي صالح العمري الأستاذ المشارك بقسم التاريخ والآثار بجامعة الملك خالد فيقول هذه المناسبة تعد فرصة للوقوف على إنجازات أئمة الدولة وملوك البلاد في تعزيز البناء والوحدة والتطور والنهضة في كافة المجالات، مما يبعث في نفوس الأجيال الاعتزاز بهذا الوطن العظيم والقيادة الحكيمة، سائلين الله أن يديم علينا فضله ونعمه وأمنه ويحفظ لهذه البلاد ريادتها ونهضتها ورخاءها وولاة أمرها. أما د. حسن محمد الشهري الأستاذ المساعد بقسم علم النفس بجامعة الملك عبدالعزيز، فيقول إن يوم التأسيس هو بناء الإنسان وصناعة القيم ، والوطن ليس مجرد مكان نعيش فيه، بل هو الشعور الذي يحتوينا، والتاريخ الذي يسري في دمائنا، والانتماء الذي يمنحنا الأمان والهوية، إن غرس قيم الولاء والانتماء في نفوس الأبناء لا يتم فقط عبر الكلمات، بل يتجلى في التجارب الحياتية التي تشكل وجدانهم وتصقل وعيهم، فالإنسان بطبيعته يبحث عن الانتماء، وعندما يشعر أن وطنه ليس مجرد أرض يسكنها، بل بيت يحميه، فإنه يكون مستعدًا لبذل كل ما يستطيع من أجل رفعته، وأضاف قائلا : هذا الغرس يشمل كافة المؤسسات المجتمعية التي تتضافر جهودها لتجعل من الوطن قصة حب يعيشها كل فرد، أما محمد محسن العمري مدير المدرسة الابتدائية السعودية بأبها، فيشير إلى أن يوم التأسيس احتفاء يتجدد، لماض عريق وحاضر متجدد ومستقبل يشرق بالإنجازات المتتالية، وقال : إن القدوة العملية لنا كتربويين تكمن في تنمية حب الوطن في نفوس أبنائنا وبناتنا في المدارس وفي مجتمعهم منذ الصغر مشيرًا إلى أن الفعاليات والبرامج المتنوعة التي تقام بمناسبة يوم التأسيس تتيح الفرصة للطلاب والطالبات للتعبير عن حبهم ووفائهم لقيادتهم ولوطنهم الذي ينعم بالخير والأمن والأمان
0 تعليق