ترتكز رؤية المملكة 2030 بوجهها الاقتصادي على تنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن اعتماده على النفط؛ الذي شكل عمود الاقتصاد الوطني لعقود طويلة، ولكننا نعرف أن هذه الصناعة تعتريها التذبذبات في أسعارها وأنواعها وطرق استخراجها، مما يجعل الدول المعتمدة عليها في قلق دائماً، وقد يتطور إلى خطورة وضعف في اقتصاداتها، وهو ما نشهده اليوم من تعدد مصادر الطاقة غير التقليدية، والمملكة تعمل على الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية، ومن الرياح والمياه، نقرأ عن محطات كهربائية تولد أحجاماً اقتصادية من الكهرباء في بعض مناطق المملكة. صناعة السيارات باعتقادي ضعيفة جداً مقارنة بالصناعات الأخرى، وقد تكون ضخامة الرساميل المالية أحد الأسباب في هذا العزوف عن هذه الصناعة الوطنية المهمة لعقود ممتدة. فقط وكلاء السيارات هم أكثر المستفيدين من استيراد ملايين السيارات للسوق المحلي، وحتى الشركات العالمية المصنعة للماركات الأكثر رغبة عندها لم تبن مصانع لها أو حتى لقطع الغيار عندنا، وهذه خسارة كبيرة للاقتصاد المحلي، وبدأنا نشاهد بعض المصانع الوطنية في مجال قطع غيار السيارات، ولو أن هذه الصناعة تظل ضعيفة لأسباب عديدة، رغم أن سوق السيارات في المملكة يصل إلى أكثر من 100 مليار ريال في آخر إحصائية رسمية. كلنا يتذكر بداية السيارات الكورية في سوقنا المحلية قبل عقود، وكانت تأتي في مراتب متدنية من حيث الإقبال عليها، ولكن المصانع هناك طورت هذه الصناعة ونشهد هيمنة المركبات الكورية على السوق من حيث الكفاءة ومعقولية السعر. وهناك دول بدأت بتصدير مركباتها للسوق السعودي والخليجي والآن مبيعات سياراتها بالمليارات، كما الهند والصين، وكم فقدنا المال والوقت والتوظيف في هذا القطاع الصناعي لو بدأت هذه الصناعة منذ عقود لدينا. سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أطلق قبل أيام مسمى «مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات» في منطقة مخصصة بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية غرب المملكة، هذا المشروع لتوطين صناعة النقل والعمل على إسهامها في الاقتصاد الوطني من حيث العمل على صناعة سيارات محلية من قبل شركات عالمية ومحلية للسوق المحلي والتصدير هو ما يعني خلق صناعة تحقق أهداف رؤية المملكة، بحول الله وقوته، فالصناعة هي الأساس في قوة اقتصاد الدول، ونحن نشاهد دولاً ليست قوية بجيوشها بل بصناعاتها المتعددة والمتطورة، التي تخلق اقتصاديات جبارة وفرص عمل بالملايين، وهذا لا يعني الانغلاق في جذب الاستثمارات في هذا المجال، فعالم صناعة السيارات يتغير بشكل سريع من حيث نوعية استهلاك الطاقة التقليدية إلى السيارات الكهربائية في الدول المتقدمة، والتي تعمل بقوة على تطويرها وتشريع أنظمة تقلل من استخدام السيارات المستهلكة للوقود التقليدي لأسباب اقتصادية وبيئية في تلك الدول. مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات سوف يعمل على جذب استثمارات لشركات عالمية في صناعة السيارات الكهربائية، التي سوف يساعد في نجاحها الموقع الجغرافي الاستراتيجي، وسهولة وصول ونقل هذه الإمدادات للإقليم والعالم.
أخبار ذات صلة
0 تعليق