في تاريخ الشعوب مناسبات وطنيَّة، تُعبِّر عن حب الوطن، والولاء له، والدفاع عن تاريخه وقيمه، وتراثه الحضاريِّ. وبمناسبة يوم التأسيس، يستحضر المواطن شخصيَّة الإمام محمد بن سعود، الذي يعود له الفضل -بعد الله- في تأسيس الدولة السعوديَّة الأُولَى، فبعد أنْ كانت البلاد تسودها الفتنة والفرقة والاختلاف والتفكك السياسي، قيَّض الله ظهور الإمام محمد بن سعود، الذي كان قادرًا على تحمُّل المسؤوليَّة واتِّخاذ القرار الصحيح تجاه القضايا السياسيَّة والمجتمعيَّة والاقتصاديَّة والحضاريَّة، واستطاع أنْ يُغيِّر هذا الواقع السياسي المضطرب إلى واقع أمن واستقرار سلميٍّ، تمثَّل ذلك في تحقيق الوحدة الوطنيَّة والعدالة الاجتماعيَّة والازدهار الاقتصاديِّ.

و يوم التأسيس مناسبة وطنيَّة تمثِّل اعتزازًا بأنَّ للمملكة العربيَّة السعوديَّة تاريخًا عريقًا يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، ويعود لأكثر من ثلاثة قرون.

كما أنَّ من مضامين أهميَّته أنَّه مصدر فخر وعرفان لما قدَّمه الإمام محمد بن سعود من جهود كبيرة، وتضحيات عظيمة في سبيل تأسيس الكيان السعوديِّ، وتحقيق الوحدة الوطنيَّة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ يوم التأسيس يمثِّل انتماءً وطنيًّا يعزِّز الهويَّة الوطنيَّة والثقافيَّة والحضاريَّة للمجتمع السعوديِّ، فالانتماء الوطني واجبٌ أخلاقيٌّ، فهو كالأيك الواسع الذي نستظل بظلِّه، وكالقمر الذي نستنير بنوره؛ فحبه يسري في عروق كل مواطن، ومن مظاهر الولاء والانتماء، صيانة الوطن من كلِّ شر، والمحافظة على مكتسباته، والوقوف مع قيادته في السرَّاء والضرَّاء، ليسهم ذلك في رفعة شأنه وعلو كعبه، ولذلك، فإنَّه يتوجَّب على الآباء والأمهات غرس حب الوطن في نفوس أبنائهم، وتعريفهم بتاريخ شخصيَّاته الوطنيَّة وما بذلوه من تضحيات كبيرة، ابتداء من جهود الإمام محمد بن سعود، ومَن جاء بعده من الأئمة والملوك.

* قسم التاريخ

- جامعه الملك عبدالعزيز