امتدادًا لمكانة مكة المكرمة العظيمة، وإحياءً لفضل العبادة داخل حدود الحرم، اطلقت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة للعام الثاني على التوالي حملة (مكة كلها حرم)، التي تهدف إلى تعزيز الوعي بحدود الحرم وإبراز مضاعفة الأجر داخله، استنادًا إلى دلالات شرعية تؤكد أن الحرم بأكمله يدخل في مسمى المسجد الحرام، وليس المسجد الحرام وحده. وقد اعتمد العلماء في تقرير هذا المعنى على أوجهٍ عدة منها؛ ما ورد في قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ [الإسراء:1]، إذ أُسري بالنبي ﷺ من بيت أم هانئ أو من بيته على خلاف في الروايات، ولم يكن بيت أم هانئ داخل المسجد الحرام، مما يدل على أن مسمى المسجد الحرام يشمل الحرم كله. وكذلك قوله تعالى: ﴿هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ﴾ [الفتح:25]، حيث أطلق وصف المسجد الحرام على الحرم بأسره.

وانطلاقًا من هذا الفهم، تسعى الحملة إلى توعية سكان مكة وزوارها بأن فضل الصلاة داخل حدود الحرم يعادل 100 ألف صلاة، وأن هذا الفضل يشمل جميع المساجد والمواقع ضمن حدوده المباركة. ولهذا، تسلط الحملة الضوء على عدد من المساجد داخل الحرم، من أبرزها مسجد عائشة الراجحي –رحمها الله– ثالث أكبر مسجد في المملكة وجامع إمام الدعوة بحي العوالي وجامع المهاجرين بحي الشوقية و جامع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله– في حي الششة وجامع البلد الأمين ومسجد الشيخ عبد الله السريع بحي البطحاء.

كما تشمل الحملة التعريف بمساجد أخرى داخل حدود الحرم، مثل جامع الأميرة فهدة السديري بحي النسيم، ومسجد الملك عبد العزيز بحي المعابدة، وجامع الشيخ عبد القادر أحمد نصير بحي الإسكان، لتشجيع السكان والزوار على أداء الصلاة فيها والاستفادة من فضلها.

وتستمر الحملة طوال شهر رمضان المبارك، متضمنةً خرائط إرشادية للتعرف على حدود الحرم ومساجده، وإنتاج محتوى رقمي يعزز الوعي بمكانة مكة المكرمة وفضائلها. كما تتكامل جهود عدد من الشركاء والجهات العاملة في العاصمة المقدسة لضمان تحقيق أثر أوسع للحملة، بما يسهم في تعزيز تجربة عبادية ميسرة لسكان مكة المكرمة وضيوف الرحمن.