دارة الملك عبدالعزيز.. سباق للتحديث والتطوير الشامل - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أُنشِئت دارة الملك عبدالعزيز «ذاكرة الوطن» لتكون مرجعًا تاريخيًّا للبحوث والدراسات والمخطوطات للمملكة منذ عام 1392هـ، ولأهمية الدور الذي تضطلع به الدارة، شهدت مرحلة تطويرية شاملة ومواكبة لمستقبل المملكة التنموي، بفضل ما تلقاه من دعم ورعاية من خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفي هذا الصدد، جاء الإعلان قبل أشهر عن تولِّي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان رئاسة مجلس إدارة الدارة التي دخلت سباقًا مع الزمن، من أجل تكريس الخطط التطويريَّة والتقنية للنهوض بأعمال الدَّارة. وكان من باكورة الأعمال التي أشرف عليها سموه إصدار دارة الملك عبدالعزيز نسخة محدَّثة من «الدليل المعرفي للمحتوى التاريخي لليوم الوطني، في إطار اهتمامها بتوفير مرجعيَّة موثوقة ودقيقة لتاريخ اليوم الوطني السعودي، ومراحل التوحيد، وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها دارة الملك عبدالعزيز، لنشر الوعي بتاريخ المملكة وإنجازاتها الوطنيَّة، وترسيخ المعرفة بمراحل التوحيد وتضمَّنت صفحات الدليل تعريفًا بتاريخ اليوم الوطني، وتاريخ النشيد الوطني السعودي، بدءًا من أول موسيقى للسلام الملكي في عهد الملك عبدالعزيز، ثم تطوره وصولًا إلى شكله النهائي الحالي، وخصص الدليل قسمًا عن ملوك المملكة عبر صفحات تقدم سيرة موجزة لحكام الدولة السعودية منذ نشأتها وحتَّى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما تستعرض صفحات الدليل أهم المشروعات التنموية في مرحلة بناء الدولة مثل إعادة بناء سور الرياض، وبناء قصر المربع، وافتتاح سكَّة حديد الرياض-الدمام، ومشروع الخرج الزراعي، وبناء القشلة في حائل، ومد خط أنابيب النفط «التابلاين»، وافتتاح ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، وبناء قصر الملك عبدالعزيز بالمُّوِيه في الطائف، وإصدار صحيفة «أم القرى»، وتوسعة الحرمين الشَّريفين، وغيرها من المشروعات الكُبْرى. مرجعيَّة وطنيَّة وبحسب الأمير فيصل بن سلمان، فإنَّ الدعم والتوجيه من القيادة يعزِّز دور الدَّارة في تحقيق النجاحات المتميزة خلال مسيرتها؛ لتكون مرجعيَّة وطنيَّة لتاريخ المملكة، وترسيخ ثقافتها وحفظ تراثها. وأشاد بالجهود التي تقدِّمها الكفاءات الوطنية التي تزخر بها الدارة في وضع وتطوير المشروعات العلميَّة والثقافيَّة والتراثيَّة، مؤكدًا أهميَّة تطوير القدرات الإداريَّة والخطط الإستراتيجيَّة لتحقيق تطلعات القيادة في هذا الجانب الذي يُعنى بالتاريخ والثقافة والتراث الوطني، وتعزيز العمق التاريخي للمملكة، بوصفها قلب العالمين العربي والإسلامي، ومهبط الوحي، وأرض الإسلام والسلام، ومصدرًا للاشعاع الحضاري في جزيرة العرب إلى العالم أجمع. وكان من أوَّل القرارات التي وافق عليها سموه اعتماد الدليل الإجرائي والاسترشادي لإتاحة المواد التاريخيَّة للمستفيدين، واعتماد مشروع التحوُّل المؤسسي لمنسوبي دارة الملك عبدالعزيز. ومن جهة أُخْرى، وجَّه الأمير فيصل بن سلمان بإيداع عمل تشكيلي فنِّي يحاكي العلم السعودي في (الدارة)، وذلك بعد استقباله الخطاط السعودي فهد المجحدي، الذي سلَّم لسموه لوحة فنيَّة تحاكي العلم السعودي. وأشاد سمو الأمير فيصل بن سلمان بجهود الخطاط المجحدي في تنفيذ هذا العمل المميَّز، ووجه بإيداع اللوحة في دارة الملك عبدالعزيز لتكون ضمن مقتنياتها، تقديرًا لقيمتها الفنيَّة، ومضمونها العميق المنطلق من الإيمان بقيمة العلم السعودي كرمز للوطن وقيادته الحكيمة، وتجسيدًا لارتباطه الروحي والتاريخي بالمملكة ورموزها، مؤكدًا سموه أنَّ مثل هذه الأعمال التي تعبِّر عن التراث والقيم الوطنية، إحدى وسائل التعبيرعن الفخر والولاء والانتماء لهذا الوطن. تاريخ مفصلي للدارة ويُعدُّ اليوم المفصلي في تاريخ الدارة الذي يتذكره المؤرِّخون والباحثون هو يوم صدور قرار مجلس الوزراء في 28 / 12 / 1417هـ بإعادة تشكيل مجلس إدارتها برئاسة خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فقد أعطى هذا القرار زخمًا كبيرًا للدَّارة، ولفت الأنظار لها داخل المملكة وخارجها، وخلال ترؤسه لـ45 اجتماعًا للدَّارة بث فيها روح العمل النشط والثقة العلميَّة من خلال مكتسبات عديدة، من أهمها احترام الوقت، وقدَّمت السمة البحثية الدؤوبة في شخصيَّة خادم الحرمين الشريفين من خلال رئاسته لمجلس إدارة الدارة، نموذجًا عمليًّا للعاملين فيها، فقد كان -وما زال- فاعلًا في أعمالها لتعلُّقه بالبحث العلمي، حتَّى أنَّه في عام 1418هـ أهدى الدارة مخطوطة نادرة بعنوان «المقنع في الفقه»، نُسخت عام 1220هـ، وكانت نواة لما جرى جمعه وحفظه من المخطوطات الأصلية التي تجاوزت 5000 مخطوط. وألقى الملك سلمان ثلاث محاضرات متخصصة في التاريخ الوطني، تُعدُّ شاهدًا موثقًا لشخصيَّته البحثيَّة، حيث كانت أولى هذه المحاضرات في جامعة أُمِّ القُرَى عام 1429هـ بعنوان: «ملامح إنسانيَّة من سيرة الملك عبدالعزيز»، وكانت المحاضرة الثانية في الجامعة الإسلاميَّة بالمدينة المنوَّرة عام 1432هـ بعنوان: «الأسس التاريخيَّة والفكريَّة للدولة السعوديَّة»، وطبعتها الدَّارة؛ حرصًا على استحضار الجميع لها ودعم المكتبة التاريخيَّة الوطنيَّة، أمَّا محاضرته الثالثة، فكانت في جامعة الملك سعود ممثَّلةً في كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز للدراسات الحضاريَّة والتاريخيَّة عام 1433هـ، بعنوان: «الجوانب السياسيَّة والاجتماعيَّة في تاريخ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-». جائزة ومنحة للباحثين وتنظم الدارة جائزة ومنحة تقدِّم للباحثين والباحثات من جميع الأعمار «جائزة ومنحة الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربيَّة»، يضاف إلى ذلك دعمه للجائزة والمنحة حيث تبرَّع بقيمتها من ماله الخاص، كما وافق على إقامة جائزة الملك عبدالعزيز للكتاب التي تُمنح للكتب المؤلَّفة والمحقَّقة التي تتَّفق مع أغراض الدَّارة، وبعد النجاحات المميَّزة التي حققتها الدارة في إدارة الفعاليَّات العلميَّة والثقافيَّة، تكوَّن لدى الدارة خبرات إداريَّة وبشريَّة جعلها قادرةً على إدارة الفعاليَّات والمناسبات الكبيرة، ومن هنا جاءت الثقة الملكيَّة بتكليف الدارة بتأسيس وتنظيم مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق