أكد وزير الصحة الكويتي الدكتور أحمد العوضي، اليوم السبت، حرص دولة الكويت على تعزيز التعاون مع منظمات الأمم المتحدة والشركاء الدوليين والإقليميين، بالإضافة إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني، "للعمل بفعالية في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وتحقيق حياة أفضل للبشرية".
جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير العوضي خلال المؤتمر الوزاري العالمي الرابع رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات، الذي انطلقت أعماله أمس الجمعة في مدينة جدة السعودية.
وأوضح الوزير أن الكويت اتخذت خطوات ملموسة لتعزيز برامج تدريب مقدمي الرعاية الصحية بهدف تشجيع الاستخدام المسؤول للمضادات الحيوية، وزيادة البحث والتطوير في هذا المجال، إلى جانب نشر الوعي بمقاومة المضادات الحيوية بين جميع فئات المجتمع، لتحقيق تغيير إيجابي ومستدام في السلوك المجتمعي نحو الاستخدام الصحيح لهذه المضادات.
وأشار العوضي إلى أن الكويت تسير بخطى ثابتة لتحقيق الأهداف العالمية الواردة في الإعلان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، والمقرر إنجازها بحلول عام 2030. كما أكد العمل على زيادة نسب استخدام "مضادات الوصول" إلى 70%، وتقليل الوفيات المرتبطة بمقاومة مضادات الميكروبات بنسبة 10%، وخفض استخدام المضادات الحيوية في القطاعين الحيواني والزراعي بما يتماشى مع معايير هيئة الدستور الغذائي وأهداف التنمية المستدامة.
وأعرب الوزير عن دعمه الكامل لإعلان جدة الصادر عن المؤتمر، الذي يعكس الالتزام الجماعي بالتصدي لتفاقم مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات وتهديدها للتقدم العالمي في مجال الصحة العامة. كما أكد التزام الكويت بالإعلان السياسي الصادر عن الاجتماع رفيع المستوى للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، مشيرًا إلى أن الكويت اتخذت خطوات استراتيجية تعتمد على نهج "الصحة الواحدة".
وأضاف العوضي أن الكويت فرضت قيودًا صارمة على استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية، واتخذت تدابير شاملة لمراقبة الاستخدام الرشيد، وحققت تقدمًا ملحوظًا في النظام العالمي لترصد مقاومة مضادات الميكروبات (GLASS) التابع لمنظمة الصحة العالمية، بالإضافة إلى تعزيز أدائها في نظام (AWARE) الخاص بتصنيف المضادات حسب أولوياتها في الاستخدام.
وأعرب عن شكره للمملكة العربية السعودية على استضافتها للمؤتمر، مثمنًا دورها الريادي في مواجهة التحديات الصحية العالمية.
ضم وفد الكويت المشارك، إلى جانب الوزير العوضي، كلًا من الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتور المنذر الحساوي، ومدير مكتب الوزير الدكتور ضاري الحشاش، ومراقب مكتب الوزير الدكتور عبد اللطيف جمال، ورئيس وحدة مقاومة المضادات الحيوية الدكتور حسين الشمري. كما مثل القنصلية العامة للكويت في جدة القائم بالأعمال بالإنابة الوزير المفوض ناصر الخالدي.
وشارك في المؤتمر، الذي تختتم أعماله اليوم، أكثر من 40 وزيرًا من قطاعات الصحة والبيئة والزراعة من مختلف دول العالم، إلى جانب عدد من رؤساء المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية.
يأتي هذا المؤتمر امتدادًا لدور المملكة العربية السعودية في المجال الصحي على الصعيدين الإقليمي والدولي، وجهودها في مواجهة التحديات الصحية العالمية الحالية والمستقبلية ضمن رؤية المملكة 2030، عبر دعم وتنفيذ المبادرات العالمية الهادفة إلى تعزيز صحة الشعوب.
يهدف المؤتمر إلى تنسيق الجهود الدولية لدعم نهج "الصحة الواحدة"، وإيجاد حلول فعالة ومستدامة لمواجهة مقاومة مضادات الميكروبات، ورفع الجاهزية والاستعداد لتحقيق الأمن الصحي العالمي. كما يوفر المؤتمر منصة شاملة تجمع الحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والعلماء، وصناع السياسات، لتمهيد الطريق نحو تعاون دولي فعال يسهم في الحد من تأثير مقاومة مضادات الميكروبات على الصحة العامة.
0 تعليق