92 عاماً على سطوع شمس الشارقة في سماء الطيران - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الشارقة: «الخليج»

على مدى 9 عقود، بزغت شمس الطيران في الشارقة، فكانت الموقع لأول مطار ومدرج في الإمارات، وسلكت منذ ذلك التاريخ مساراً صاعداً من التطور حتى أصبحت اليوم لاعباً رئيسياً في قطاع يشهد طفرة غير مسبوقة في المنطقة والعالم. وإذا كان يوم 5 أكتوبر/ تشرين الأول 1932 موعد هبوط أول طائرة في مدرج محطة الشارقة، فإن تلك المحطة كانت خطوة أولى في رحلة امتدت 92 عاماً من دون توقف، مواصلة ومتصلة بالمستقبل المشرق، والذي ترسم من خلاله الشارقة دورها في تطوير صناعة الطيران.
في مطلع العام الجاري 2024، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وضع سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، حجر أساس مشروع توسعة مبنى المسافرين في مطار الشارقة الدولي، الحزمة الأكبر من سلسلة مشروعات التوسعة التي تبلغ تكلفتها الإجمالية 2.4 مليار درهم، والمتوقع الانتهاء منها في عام 2027.
ومن شأن مشروع مبنى المسافرين الذي تبلغ تكلفته 1.235 مليار درهم، رفع الطاقة الاستيعابية إلى 20 مليون مسافر في السنة، ويتكون من توسعة مبنى المسافرين لفصل حركة القادمين عن المغادرين، وتطوير المبنى الرئيس، بالإضافة إلى التحديث على الأنظمة والمرافق، وزيادة عدد الجسور لضمان انسيابية الحركة، وبناء مبنى لخدمة كبار الشخصيات، وغيرها من التحديثات والتطويرات التي ستطرأ على مباني مطار الشارقة الدولي. 


ويقع المشروع على مساحة تبلغ 190 ألف متر مربع، بهدف ضمان سهولة حركة المسافرين وزيادة الطاقة الاستيعابية، وزيادة عدد أجهزة إنهاء إجراءات السفر الذاتية، وعدد مناضد التسجيل، وأحزمة استلام الأمتعة، إضافة إلى زيادة عدد بوابات الصعود الإلكترونية، وصالات الانتظار، وردهة المطاعم، وإضافة فندق للمسافرين على الرحلات المحولة. 
بوابة جوية 
وأصبحت الشارقة بوابة جوية بين الشرق والغرب، ومركزاً هاماً في تعزيز التجارة والسياحة والتبادل الثقافي. وتطور الطيران المدني في الشارقة بشكل ملحوظ على مر العقود، حيث شهدت الإمارة قفزات نوعية في تطوير البنية التحتية الجوية وتحديث أسطول الطائرات، ما أسهم في تعزيز مكانتها كمركز إقليمي للطيران. 
وعززت الشارقة مكانتها في تاريخ الطيران، منذ عام 1932، عندما هبطت أول طائرة في الإمارة على مدرج المحطة، وبعد 45 عاماً تم افتتاح مطار الشارقة، لتنطلق بذلك المسيرة المستمرة نحو المستقبل. 
ويتميز قطاع الطيران المدني في إمارة الشارقة بتاريخ طويل ومهم في مسيرة الطيران في منطقة الخليج العربي، حين بدأت الشارقة تأخذ موقعها كمحور لوجستي للطيران بين الشرق والغرب، وفي العقدين الأخيرين، أخذ هذا القطاع دفعة قوية مع تأسيس شركة العربية للطيران، التي غيرت مشهد الطيران الاقتصادي في المنطقة. 
مطار الشارقة الدولي
في عام 1977، تم افتتاح مطار الشارقة الدولي ليكون تطوراً حديثاً في مجال البنية التحتية للطيران، كان المطار خطوة مهمة في دعم قطاع الطيران المدني في الإمارة ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، يُعد المطار اليوم واحداً من بين أهم المطارات في المنطقة، ويُقدم خدمات متطورة وشاملة للشركات الجوية والمسافرين.
ويحتل مطار الشارقة الدولي موقعاً استراتيجياً، حيث يخدم ملايين المسافرين سنوياً، ويُعد مركزاً لشحن البضائع إلى مختلف أنحاء العالم، وقد خضع المطار على مر السنوات لتحديثات مستمرة وتوسعات كبيرة ليتماشى مع نمو الطلب على السفر الجوي.
تأسيس «العربية للطيران»
في 28 أكتوبر/ تشرين الأول 2003، تم إطلاق العربية للطيران من الشارقة كأول شركة طيران اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتوفير رحلات جوية بأسعار معقولة تسهم في تعزيز التواصل بين دول المنطقة والعالم، وقد حظيت «العربية للطيران» منذ انطلاقتها بنجاح كبير، حيث قدمت خياراً جديداً ومناسباً للمسافرين الذين يبحثون عن بدائل اقتصادية للسفر الجوي.
واعتمدت استراتيجية «العربية للطيران» على تقديم خدمات الطيران منخفضة التكلفة، وهو مفهوم كان لا يزال جديداً نسبياً في المنطقة، استفادت الشركة من الطلب المتزايد على السفر الجوي بتكلفة منخفضة، وقدمت خدمة واسعة في شبكة من الوجهات تشمل دول الخليج، وشبه القارة الهندية، وأفريقيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى.


وأسهمت العربية للطيران في تحفيز الاقتصاد المحلي للإمارة عبر توفير فرص عمل جديدة، وتعزيز قطاع السياحة، ودعم حركة التجارة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الشركة تلعب دوراً مهماً في تطوير قطاع الطيران في الإمارات، حيث تعتبر اليوم واحدة من أنجح شركات الطيران الاقتصادي في العالم.
توسعات «العربية»
وخلال أكثر من عشرين عاماً، نقلت «العربية للطيران» أكثر من 150 مليون مسافر عبر شبكة واسعة تضم أكثر من 190 وجهة انطلاقاً من سبعة مراكز تشغيلية، في ما تواصل المجموعة، ترسيخ مكانتها في قطاع الطيران، وبعدما أطلقت عملياتها من خلال طائرتين فقط إلى خمس وجهات، تطورت أعمال الشركة لتصبح اليوم مجموعة قابضة تقدم خدمات السفر والسياحة عبر مختلف أنحاء العالم، وتمتلك «العربية» محفظة متنوعة من العلامات التجارية والتي تشمل الطيران والضيافة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات وعمليات الطيران والمناولة الأرضية والتموين والصيانة والتشغيل.
وتسيِّر «العربية» رحلاتها انطلاقاً من مراكز متعددة في دولة الإمارات (الشارقة، أبوظبي، رأس الخيمة)، والمغرب، ومصر، وأرمينيا، وباكستان. 
ولديها أسطول حديث بإجمالي 77 طائرة مملوكة ومستأجرة من طراز A320 وA321.
المحطّة
في كتابه، «محطة الشارقة بين الشرق والغرب»، يسرد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قصّة بناء أول مدرج ومطار في الشارقة عام 1932، وفي خلاصة الكتاب الصادر عن «منشورات القاسمي» في 2012، ومما قاله سموه: إن الخطوط الجوية الإمبريالية استمرت في رحلاتها بين الشرق والغرب من خلال مطار الشارقة منذ تأسيسه في سنة 1932 وحتى سنة 1940، ثم تغير اسم الخطوط الجوية الإمبريالية إلى هيئة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار، وفي نفس الوقت توقفت حركة الطيران المدني بسبب الحرب العالمية. وعندما حان تجديد اتفاقية محطة الشارقة الجوية، والتي كانت مدتها إحدى عشرة سنة، تم تجديدها في سنة 1943 على يد الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وفي سنة 1946 استؤنف الطيران بين كراتشي والشارقة لنقل البريد فقط أسبوعياً.


وفي بداية سنة 1948 بدأت هيئة الخطوط الجوية البريطانية لما وراء البحار بالنزول في مطار الشارقة وهي في طريقها بين البحرين وكراتشي، كذلك كانت الخطوط الجوية الهولندية «KLM» تهبط في مطار الشارقة أحياناً وبدون مواعيد منتظمة بداية من سنة 1948. ولم يعد الطيران المنتظم للهبوط في مطار الشارقة إلا سنة 1950، عند وصول أول طائرة ل«طيران الخليج»، التي تأسست في سنة 1939.
في سنة 1960 تم ترصيف مدرج مطار الشارقة بالأسفلت، وفي سنة 1970 تم بناء مبنى إدارة مطار الشارقة في الجهة الجنوبية من المدرج، وفي سنة 1977 تم الانتقال من مطار الشارقة القديم، الكائن في وسط مدينة الشارقة، إلى الموقع الجديد على أطراف مدينة الشارقة، وبذلك أصبح مدرج مطار الشارقة القديم أحد الشوارع الرئيسية في المدينة. أما استراحة الركاب القديمة فقد تحولت إلى متحف للطيران يضم بعض الطائرات القديمة التي مرت بالشارقة عبر السنين.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق