في الوقت الذي أكد فيه البيان الختامي لقمّة مجموعة العشرين في البرازيل أنّهم «يرحّبون بكلّ المبادرات ذات الصلة والبنّاءة التي تدعم التوصّل إلى سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا يتّفق مع مبادئ الأمم المتحدة ويشيع علاقات سلمية وودّية وطيّبة بين الدول المتجاورة»، قبل هذه القمة بيوم سمحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» التي تنتجها الولايات المتحدة لضرب عمق روسيا، وهو ما يعتبر تصعيداً خطيراً وتغيّراً كبيراً في سياسة واشنطن حيال الصراع بين موسكو وكييف. ردت عليه روسيا بقولها إن أمريكا تجر العالم إلى احتمال حرب عالمية ثالثة، وقال المتحدث باسم الكرملين إن التعديلات التي أدخلتها روسيا على عقيدتها النووية تمت صياغتها عملياً، وسيتم إضفاء الطابع الرسمي لها عند الضرورة.
هنا نحن أمام مفترق بالغ الخطورة وفي وقت حرج تمثله الشهران المتبقيان لإدارة الرئيس بايدن. السماح لأوكرانيا باستخدام هذه الصواريخ لضرب العمق الروسي لن تتسامح معه روسيا، وعندما تؤيد دول أوروبية مثل فرنسا استخدام تلك الصواريخ فإنها ستكون مع أي دولة أخرى تنحو نحوها غريماً لروسيا أقرب من أمريكا، وإذا انفلت عقال حرب واسعة فلا أحد يضمن استخدام أسلحة نووية، خصوصاً وروسيا أعلنت رسمياً تعديل عقيدتها النووية.
لسنا نفهم تماماً هذا التصرف من إدارة الرئيس بايدن التي كان يجب عليها المغادرة دون مزيد من الأضرار التي تسببت فيها بالدعم المطلق لأوكرانيا وحشد الموقف الأوروبي معها. هل من المعقول أن هذه الخطوة تدخل ضمن تصفية الحساب مع الرئيس القادم حتى لو كانت نتيجتها وخيمة على العالم كله؟ هل تستخدم إدارة بايدن سياسة الأرض المحروقة بعد الهزيمة المذلة للحزب الديموقراطي؟ هل أصبح العالم لا يهم أمريكا حتى لو احترق بسببها؟
0 تعليق