يمثِّل مزاد نادي الصقور السعودي حدثًا بارزًا في عالم الصقارة، إذ ينتظره الصقارون كل عام لممارسة هوايتهم في طرح الصقور، ويخصص المزاد لصقور الطرح المحلي؛ أي الصقور التي يتم طرحها (صيدها) على أرض المملكة خلال موسم الطرح. وكشف عدد من عشاق وممارسي هواية صيد الصقور "للمدينة" أن عملية صيد الصقور أصبحت أكثر تنظيمًا بعد تواجد مزاد "نادي الصقور" في الرياض، ويهدف النادي عبر هذا المزاد إلى تطوير مستوى مزادات الصقور في المملكة، كما يسعى إلى تنظيم آلية بيع الصقور وشرائها إلى جانب المساهمة في الحفاظ على سلالات الصقور المهددة بالانقراض من خلال منع بيعها والتوعية بعدم طرحها، خصوصًا الصقر الحر.

في البداية يقول محمد السابطي أحد هواة صيادي الصقور في جنوب المملكة، والمشارك بصقر من نوع "فرخ شاهين" في مزاد الصقور مُوخراً، أن عملية البحث عن الصقور يصاحبها العديد من العقبات والصعاب وتحتاج الى صبر وتحمل جميع المناخات المتقلبه. واشاد في الوقت نفسه بالدعم المقدم من نادي الصقور لهواة الصيد حيث يحصل الشخص الذي قام بصيد الصقر على دعم كامل يتضمن التكفل بتذاكر السفر والسكن والمواصلات، إضافة لعدم أخذ عمولة على البيع والشراء داخل المزاد، دعمًا للشباب.

ويقول مشعل الثعلبي من هواة صيد الصقور وصاحب الفرخ الشاهين المشارك في المزاد مؤخراً، ان مزاد نادي الصقور المقام في شمال الرياض إضافة مميزة لعشاق صيد الصقور . كما أصبح المزاد منصة وطنية يلتقي فيها الصقارون المحليون سنوياً، ما يعكس جهود نادي الصقور السعودي في الحفاظ على إرث الصقارة التاريخي والإنساني العريق، سعياً إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة عالمية للصقور والصقارين.

خدمات متكاملة للطواريح

ويقدم النادي خدمات متكاملة للطواريح طوال موسم الطرح، إذ تستقبل فرق النادي مالك الصقر (الطاروح) في كل منطقة، ويتكفَّل النادي بتأمين السكن والنقل لمُلَّاك الصقور (الطواريح) إلى مقر المزاد، كما يجري عرض الصقر في مزاد تنافسي مباشر وسريع يبث على القنوات التلفزيونية الناقلة، ومن خلال حسابات النادي على منصات التواصل الاجتماعي، دون أن تخضع عملية البيع والشراء لأي رسوم.

الجدير ذكره أن العاصمة الرياض، شهدت مؤخراً معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2024، في مقر نادي الصقور بمَلهم، في تظاهرة ثقافية كبرى وشكل المعرض، بفعالياته وأنشطته المتعددة، حراكًا اقتصادياً بارزاً، حيث استقطب المستثمرين والمهتمين من مختلف أنحاء العالم، والتقى فيه الصقارون المحليون والعالميون لعرْض وتداول أحدث منتجاتهم، ونقل وتبادل الخبرات فيما بينهم في هذا المجال. كما برزت في قلب المعرض، شركات الأسلحة المتخصصة التي تعرض أحدث تقنيات الصيد.