السبت 07 ديسمبر 2024 | 09:01 مساءً
فتاة سعودية تعمل من خلال مشروعها إلى تحويل معالم وتراث العُلا لتصاميم مبتكرة
في قلب العُلا، تلك المحافظة التي تمثل إرثًا ثقافيًا عميقًا وطبيعة ساحرة، بدأت المصممة الشابة وجدان الفقيري رحلة إبداعية تهدف إلى دمج التراث التاريخي مع الفن الحديث في عالم الأزياء والتصاميم. تمثل تصاميمها تجسيدًا لروح المكان، مستوحاة من جمال معالم العُلا الطبيعية والتاريخية.
الجمال الطبيعي مصدر إلهام
تستوحي وجدان الفقيري تصاميمها من تفاصيل البيئة المحيطة بها، حيث تتأمل في الصخور المنحوتة والآثار القديمة التي تزين الأرض، وكذلك النخيل الذي يضفي جمالًا على المشهد. تقول وجدان: 'الجمال الطبيعي في العُلا لم يكن مجرد منظر للنظر، بل كان دعوة لي للغوص في تفاصيله واستخدامه كمصدر لإبداع تصاميم تحاكي تاريخ هذه الأرض'.
شقيلة: اسم يعكس الهوية التاريخية
قررت الفقيري أن تحمل مشاريعها اسم 'شقيلة'، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالعُلا. تشير التسمية إلى الحارث الرابع ملك الأنباط الذين استوطنوا المنطقة منذ آلاف السنين، وهو ما يعكس عراقة التراث والهوية التاريخية التي تحملها تصاميمها.
الابتكار في المواد والألوان
تعتمد وجدان في تصاميمها على المواد الطبيعية مثل الصوف والنخيل والتمور، وهي مواد تتسم بالاستدامة وارتباطها العميق بالمكان. كما تتميز أعمالها بالألوان الترابية والزخارف المستوحاة من النقوش النبطية القديمة، لتعيد إحياء هذه العناصر بأسلوب عصري.
إقبال واسع من الزوار
حظيت تصاميم وجدان بإقبال واسع من الزوار والسياح الذين يفدون إلى العُلا للاستمتاع بجمالها الطبيعي وتاريخها العريق. لم تقتصر أعمالها على الأزياء فحسب، بل امتدت إلى التحف والمجسمات الإكسسوارات التي تعكس الأصالة وتروي قصص الأرض.
الحفاظ على التراث وتعزيز الوعي البيئي
أحد أهداف وجدان الأساسية هو تعزيز الوعي بالتراث والحفاظ عليه. فهي تسعى إلى الاستفادة من المواد التي قد تُلقى بعيدًا، وتحويلها إلى قطع فنية تتميز بالاستدامة. تقول: 'أريد أن يشعر كل من يرى تصاميمي بجمال العُلا التاريخي والطبيعي، وأن يشعر بأهمية الحفاظ على هذا التراث من خلال الفن'.
مشاركة في معارض محلية ودولية
استعرضت وجدان الفقيري أعمالها في عدة معارض، ما ساهم في تعزيز حضورها بين المصممين والفنانين المحليين والدوليين. ومن خلال هذه المعارض، تسعى إلى نشر رسالتها عن أهمية التراث الطبيعي والثقافي وكيفية دمجهما في عالم التصميم المعاصر.
تصاميم وجدان الفقيري ليست مجرد أزياء، بل هي قصة تُروى عن العُلا، عن الأرض التي ألهمت الفنانة لتخلق تجارب فنية تعكس جمال المكان وتاريخه العريق.
0 تعليق