ليبيا – اعتبر المحلل السياسي إدريس احميد أن انعقاد الاجتماعات الدولية بشأن ليبيا في غياب الأطراف الليبية يعكس حالة من الوصاية الدولية على البلاد، مشيرًا إلى أن الدول المجتمعة تستغل هذا الوضع لتحقيق مصالحها المتضاربة داخل ليبيا.
احميد أوضح في تصريح لوكالة “سبوتنيك” أن مؤتمر لندن الأخير، كغيره من المؤتمرات السابقة، قد يواجه مصير الفشل بسبب تضارب المصالح الدولية وغياب التوافق بين الأطراف الليبية. وأضاف أن مقترح إسقاط الحكومتين وتشكيل حكومة مصغرة يتطلب جدية في التنفيذ وفهمًا واقعيًا، لكن رفض حكومة الوحدة الوطنية تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة يعوق هذا الحل.
وأشار إلى أن الدعوات لتشكيل حكومة جديدة تعكس تناقضات المجتمع الدولي، مؤكدًا أن نجاح أي مبادرة يعتمد على تحقيق تفاهم ليبي-ليبي حقيقي، وهو أمر يظل غائبًا حاليًا.
وشدد احميد على أن الصراع الليبي يقف أمام خيارين رئيسيين: الأول يتمثل في استعادة الثقة والتفاهم بين الأطراف الليبية لتحقيق المصلحة الوطنية، وهو ما قد تدفع إليه المطالب الشعبية، أما الخيار الثاني فقد يتمثل في تدخل الإدارة الأمريكية المقبلة برئاسة دونالد ترامب، التي قد تدعم أطرافًا محددة لتحقيق الاستقرار الأمني، خاصة في ظل استمرار نفوذ التشكيلات المسلحة التي تبقي الحكومات في السلطة.
واختتم احميد بالتأكيد على حاجة ليبيا إلى إرادة حقيقية تضمن تنظيم انتخابات حرة ونزيهة بعيدًا عن التشكيلات المسلحة والتجاذبات السياسية، التي تسببت في استمرار حالة عدم الاستقرار منذ عام 2011.
0 تعليق