ومن قاعدة: رؤية أعالي الأشياء البعيدة قبل أسافلها، أخشى أن يتمدد النفوذ الإسرائيلي داخل الأراضي السورية.
البارحة الأولى كانت إسرائيل تجول بالقصف الصاروخي إلى مدن عديدة حتى أنها قصفت العاصمة دمشق من غير رادع لفظي أو عسكري.. فالفراغ المتسع في سوريا مكّن إسرائيل من البدء بملئه بما تشاء.. فسوريا الآن بلا جيش وبلا حكومة، وإن فازت جبهة (تحرير الشام) بالرئاسة فلن يتم الاعتراف بها من قبل أمريكا والدول الأوروبية.. ومن هنا نتلمس بداية سيناريو (يبقى الوضع على ما هو عليه)، فلو واصلت إسرائيل اقتطاع الأراضي أو احتلالها فسيمتد الاحتلال إلى ما شاء الله.
ويمكننا أيضاً تلمس الحالة الغريبة التي بدأت بانهيار المدن السورية الواحدة تلو الأخرى، وهروب أو رحيل الأسد المباغت، فالرئيس الروسي يقول إن رحيل الأسد كان قراراً شخصياً من غير أي ضغوط، ولا مانع من الاستناد على جدار أو ركن (المؤامرة)؛ لكي نفهم ما حدث، وما سيحدث، فجماعة (تحرير الشام) لن تمكن من الحكم، وستُنتَزع مخالبها، إذ لا يمكن وضع وحش يهدد إسرائيل، وانتزاع المخالب سيكون ترك هذه الجماعة من غير سلاح مدفعي أو صاروخي مع البقاء على الرشاشات للاقتتال بينها وبين بقية الفصائل المتناحرة هناك.
إن تقديم (جبهة تحرير الشام) إلى الواجهة (خطة معلم) بحيث تمثل دور (البعبع)، بينما في حقيقتها ما هي إلا دمية للإرعاب الشكلي.. ما حدث وسيحدث سيكون في مدونة التاريخ بعد مئة سنة حين يأتي الدارسون لشرح كيف احتلت إسرائيل دولة سوريا بكل تلك البساطة.
فعلاً ما حدث، حدث بسهولة مبالغ فيها، ولأن السيناريو أراد إحداث التشوق والجذب من خلال تلك البساطة، فقد خبأ أحداثاً جسيمة.
ولأن اليمين الإسرائيلي مؤمن بحكاية (من النهر إلى النهر) فهم الآن فرحون بتمدد حلمهم الذي لن يتحقق.
0 تعليق