دور التأمين في تعزيز المساواة بين الجنسين .. الفجوة التأمينية بين الرجال والنساء وسبل معالجتها - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الاحد 15 ديسمبر 2024 | 07:11 مساءً

علاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصري للتأمين

علاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصري للتأمين

ياسر أبو العز

تلعب صناعة التأمين دورًا محوريًا في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للأفراد والمجتمعات. ومع ذلك، تظهر فجوة واضحة بين الرجال والنساء في معدلات الاستفادة من التأمين، مما يعكس تفاوتات في الوصول إلى هذه الخدمات. تعرف الفجوة التأمينية بأنها التفاوت في معدلات استخدام النساء مقارنة بالرجال لمنتجات التأمين المختلفة، مثل التأمين الصحي، وتأمين الحياة، وتأمين الحوادث.

هذه الفجوة تعود إلى عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية متعددة، منها انخفاض دخل النساء، وقلة مشاركتهن في الاقتصاد الرسمي، والأدوار الاجتماعية التي تقلل من اهتمامهن بالتأمين أو إمكانية استفادتهن منه.

التحديات التي تواجه النساء في الحصول على التأمين

غالبًا ما تواجه النساء عقبات إضافية مقارنة بالرجال في الحصول على التأمين، وتشمل هذه التحديات:

1. العمل في القطاع غير الرسمي: النساء يشكلن نسبة كبيرة من العاملين في الاقتصاد غير الرسمي الذي يفتقر إلى أنظمة الحماية والتأمين.

2. التركيز على الرجال كعائل أساسي: في العديد من الثقافات، تُصمم برامج التأمين لتلائم احتياجات الرجال أكثر من النساء، مما يقلل من وعي النساء بأهمية التأمين.

3. غياب التغطيات الموجهة لاحتياجات النساء: تفتقر العديد من برامج التأمين إلى تغطية احتياجات المرأة الخاصة، مثل الأمومة أو الأمراض التي تصيب النساء بشكل أكبر، مما يجعل هذه البرامج أقل جاذبية لهن.

الاتحاد المصري للتأمينالاتحاد المصري للتأمين

أهمية التأمين في تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة

تلعب النساء أدوارًا حيوية في المجتمع، ما يجعل سد الفجوة التأمينية ضروريًا لدفع عجلة التقدم الاجتماعي والنمو الاقتصادي. التأمين يمكن أن يكون أداة لتمكين النساء اقتصاديًا، عبر توفير الحماية المالية الضرورية لحياتهن وأسرهن، خاصة في الفئات ذات الدخل المنخفض.

وفقًا لتقرير مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، فإن النساء ذوات الدخل المحدود مستعدات لإنفاق 10-15% من دخلهن الشهري على التأمين، مما يعكس وعيهن بالمخاطر ورغبتهن في حماية أنفسهن وأسرهن من المخاطر الاقتصادية.

السوق العالمية لتأمين النساء

يقدر حجم سوق التأمين الموجه للنساء عالميًا بين 1.5-1.7 تريليون دولار بحلول عام 2030. وفي الأسواق الناشئة، من المتوقع أن ينمو هذا السوق بشكل كبير ليصل إلى ما بين 570 و890 مليار دولار، مما يمثل زيادة تتراوح بين 6 و9 أضعاف.

ورغم هذه الإمكانيات، لا تزال معدلات تغلغل التأمين منخفضة في الأسواق الناشئة، حيث يبلغ معدل تغلغل التأمين (نسبة الأقساط إلى الناتج المحلي الإجمالي) 2.9% فقط، مقارنة بـ7% في الولايات المتحدة و9% في المملكة المتحدة.

خطوات لتعزيز وصول النساء إلى التأمين

للتغلب على الفجوة التأمينية بين الجنسين، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:

1. تصميم برامج تأمين ميسرة: تشمل التأمين متناهي الصغر الذي يناسب النساء ذوات الدخل المحدود.

2. التوعية المجتمعية: تعزيز التثقيف المالي للنساء وزيادة وعيهن بأهمية التأمين وفوائده.

3. تطوير منتجات مخصصة: تصميم منتجات تلبي احتياجات النساء، مثل التأمين الصحي الذي يغطي فترات الحمل والأمراض الشائعة بين النساء.

4.الاستفادة من النساء كمؤثرات*: توظيف النساء لنشر الوعي بالتأمين داخل مجتمعاتهن وبناء الثقة العامة في السوق.

المخاطر الناشئة وأثرها على النساء

تواجه النساء تحديات إضافية في التعامل مع المخاطر العالمية، مثل تغير المناخ، والأوبئة، والأمن السيبراني، مما يجعلهن أكثر حاجة إلى برامج تأمين موجهة للتخفيف من هذه المخاطر.

سد الفجوة التأمينية بين الجنسين لا يساهم فقط في تحقيق المساواة، بل يدفع بالنمو الاقتصادي والاجتماعي إلى الأمام. عبر استراتيجيات مبتكرة وتعاون بين القطاعين العام والخاص، يمكن تعزيز الشمول المالي وضمان حصول النساء على الحماية التي يحتجنها لتحقيق إمكاناتهن الكاملة.

علاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصري للتأمين
الاتحاد المصري للتأمين
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق