مثقفون: خطاب نتنياهو دال على فشله في تحقيق أي انتصار عسكري حاسم - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة حذف

في تصريحات خاصة لـ“الدستور”: عقب العديد من الكتاب والمثقفين المصريين على تصريحات رئيس الوزاراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي زعم فيها أن تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا من أجل ضمان عدم تهريب الرهائن إلى خارج غزة وعدم تدفق السلاح إلى القطاع، مدعيًا أنه لم يوافق أبدًا على إخلاء محور فيلادلفيا عندما قرر أرئيل شارون مغادرته عام 2005.

مصر فعلت كل ما يقع علي عاتقها من واجبات
 

بداية قال الكاتب محمد صالح البحر: كلنا نعلم، والمجتمع الدولي معنا، حجم ما يتسم به السياسي الإسرائيلي من قدرة على المماطلة والتسويف وتزييف الحقائق، بما يتناسب مع المصلحة الإسرائيلية، ويتيح لها فرض هيمنتها على كل شيء تقدر على الاستيلاء عليه، وفي هذا السياق تأتي تصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن تسليح المقاومة الفلسطينية يأتي عن طريق مصر، من خلال معبر رفح ومحور فلادلفيا، وهو التصريح الذي يتسق مع طبيعة السياسة الإسرائيلية في التسويف الذي يرمي إلى كسب المزيد من الوقت، لفرض واقع جديد ومغاير عما هو موجود باتفاقية السلام الموقعة بين البلدين من أواخر سبعينات القرن الماضي، ومن المهم في هذا السياق أن نؤكد على الموقف المصري الرافض لهذه التصريحات، حيث فعلت مصر كل ما يقع على عاتقها من واجبات والتزامات باتفاقية السلام، كما نؤكد على حق مصر في تمسكها بالاتفاقية وبنودها الحدودية الملزمة.

نتنياهو يبرر فشله 

ومن جانبه قال الكاتب بيتر ماهر الصغيران: في الواقع خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو خاطب دال على فشل كبير في تحقيق أي انتصار عسكري حاسم على حركة حماس، لكن يبدو أن نتنياهو يبرر فشله الكبير مع تعليق جرائمه على شماعة الآخرين.

وأضاف: هل نسى نتنياهو الجهود التي بذلتها الدولة المصرية في مكافحة الإرهاب على مدار سنوات، في محاولة منهم وبمساعدات خارجية لوضع الإرادة السياسية المصرية تحت السيطرة، لكن لم تستسلم مصر مطلقا ولم تخضع لهذا الابتزاز الذي هدد الدولة المصرية.

وتابع: لذا حرصت مصر على استعادة السيطرة على سيناء بعد معارك دامية مع الجماعات الإرهابية المسلحة التي حاولت أن تفرض كلمتها كمحاولة لتطويع القرارات السياسية على حسب رغبتها، وبذلت مصر كل غالي  ونفيس على مدار سنوات مع إغلاق وهدم الأنفاق والسيطرة على المعابر مع إحكام مراقبة الحدود بكل الطرق الممكنة برا بحرا جوا.حتى وصلنا إلى تطهير سيناء من تلك العناصر الإرهابية المسلحة التي أرهقت الدولة المصرية كثيرا، لكننا انتصارنا بفعل الإرادة السياسية وعدم الخضوع لشروط خارجية. لذا يعتبر محور فيلادلفيا هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي لضامن السيطرة المصرية عليه فهو جزء من بقاء الوضع الأمني تحت السيطرة ولن تسمح مصر من خلاله أن يتم تهريب الأسلحة أو حتى دخول بعض الأفراد غير المرغوب في تواجدهم.

وأشار إلى أنه على الكيان الإسرائيلي أن يدرك أن السيطرة على محور فيلادلفيا بالنسبة لمصر هو أمن قومي وحق مصر في الدفاع عن نفسها ضد أي اعتداء خارجي من أي جهة.لذلك تشبث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتواجد والسيطرة على المحور هي دعوة ليس لها أي قيمة أو فائدة لأن المحور يخص مصر أولا وقبل أي شيء. على نتنياهو أن يبحث عن حجة أخرى حتى يبرر مواقفه الرافض من قبول شروط الهدنة ووقف دائم لإطلاق النار.

نتنياهو شخصية متطرفة مهووس بوهم التفوق

وبدوره قال الباحث دكتور حاتم الجوهري: جيش الاحتلال الإسرائيلي تلقى هزيمة عسكرية ترقى لحد الفضيحة التاريخية في يوم 7 أكتوبر 2023، ومن يومها وهو يتخبط يبحث عن طريق لاستعادة صورته الذهنية ما قبل عملية طوفان الأقصى دون جدوى، بضع مئات من القوات غير النظامية الفلسطينية المسلحة بتسليح شخصي وفردي اجتاحت حدود دولة عظمى نوويا وتقليديا عندما اجتاحت فصائل المقاومة وحماس السياج الحدودي في غزة، واشتبكت مع قوات الاحتلال التي تحرسه قبل أن تعود بالأسرى والمحتجزين.

هذه فضيحة استراتيجية بكل المقاييس ستدرس لعشرات السنوات فيما بعد، نتنياهو فشل في تحرير الأسرى فشل في السيطرة مجددا على غزة فشل في القضاء على حماس، من ثم طبق استراتيجية لخلخلة الأطراف في الدول المحيطة بفلسطين ومحاولة جرها لمعارك مفتعلة بحثا عن انتصار يستعيد به وهم الصورة الذهنية لجيش الاحتلال.

ضرب في سوريا، وضرب في لبنان، وحاول جر إيران واستفزازها بشكل مباشر لحرب إقليمية، ثم اخترع معركة رفح والسيطرة على محور صلاح الدين/ فيلادلفيا، موجها الاتهامات لمصر بأن تسليح المقاومة الفلسطينية جاء عبر سيناء، ويرفض حتى هذه اللحظة إخلاء الممر وإبرام اتفاقية لإنهاء حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.

نتنياهو شخصية متطرفة مهووس بوهم التفوق والعنصرية والتعالي على العرب والفلسطينيين، ولن يردعه سوى استعراض القوة الخشنة وممارسة القوة الدبلوماسية الناعمة، وبناء موقف مشترك جامع وفق حدود دنيا على الأقل بين الدول العربية والإسلامية، موقف مشترك يتجاوز كافة التناقضات ويوحد الجبهة العربية الإسلامية على بيان سياسي يردع نتنياهو ويضع المجتمع الدولي أمام المسئولية.

 تصريح نتنياهو ما هو إلا قرع فوق طبل أجوف

ويري الشاعر سعيد شحاتة أن مصر هي الدولة الأم، الرائدة، العدو المباشر للصهاينة، والقادرة على ردع هذا الكيان في أي وقت، وتصريحات الكيان ضد مصر لم ولن تتوقف، لأنها هي الدولة الوحيدة التي ألجمتهم، وأعادتهم إلى جحورهم، ولأنها الدولة التي تمتلك الجيش الأكبر والأعظم والأشرس في المنطقة كلها، لذلك قادة هذا الكيان سيعيشون أيامهم في هذه المنطقة لا يخشون إلا مصر، ولا يخافون غيرها، إلى أن يحين ميعاد رحيلهم عن هنا.

أما بالنسبة لفلسطين فهي جزء من عروبتنا، وهويتنا، ولا يمكن أن نتنصل أبدًا من هذه القضية، والدليل على ذلك أنها شغل مصر الشاغل منذ أول شرارة احتلال إلى الآن، أما بالنسبة لتصريحات رئيس وزراء العصابة فبلا قيمة، يصرح كيفما شاء، لكن عند مصر عليه أن يتوخى الحذر جيدًا، لأن مصر لا ترحم أعداءها، والتاريخ يشهد بذلك، والمقاومة مهما صرّح وحارب وقتل لن تتوقف، لأن العزيمة العربية ليست رخوة، وعزيمة الفلسطيني قادرة على تحطيم هؤلاء القتلة والفتك بهم وطردهم من هنا شر طردة.

مصر في مرحلة بناء، ومرحلة نمو اقتصادي وشيك، ومرحلة ازدهار على الأبواب، ومرحلة تقدم مرتقبة، وتصريح كهذا ما هو إلا قرع فوق طبل أجوف، وإن كنت أرى أن المقاومة تمثلنا، ونحن لا ننفصل عنها بأي حال من الأحوال، لكن الزج باسم مصر من قبل كارهيها ستكون عواقبه وخيمة على المنطقة كلها إذا فطن النابهون، وانتبه السياسيون، واستعاد قادة جيوش العدو ذاكرتهم التي أفقدتهم الهزائم المتتالية إياها، منذ أكتوبر 73 إلى الآن.

 ابتزاز سياسي

وقال الشاعر صالح الغازي: من وجهة نظري حديثه هو ابتزاز سياسي رخيص. لن أقول أن هناك فشل من جانبه في إدارة الكيان المحتل، لأن هذا خطأ شائع، هو مجرم حرب في الأساس وما يفعله هو ضمن منهج وخطط الاستيطان البغيض، وغالبا هو ابتزاز سياسي غرضه المباشر قد يكون تحييد مصر تجاه الموقف الحالي، خاصة بعد رفض القيادة المصرية القاطع لتهجير أهل غزة..

لكن مصر قوية بوعيها وفكرها وعمقها التاريخي وتأثيرها في المنطقة.فمثلا لنلاحظ أن المقاطعة لهذا الكيان العنصري ولبضائع ومنتجات معاونيه من البلاد المساندة له قد كبدتهم خسائر فادحة. ولا شك أن هذا الكيان الغاصب يحمل في داخله أيضا خونته وجواسيسه. وأتمنى أن يحاسب هذا المحتل الغاصب على المجازر البشعة في حق المدنيين العزل.

وككاتب أثمن دور المثقف العربي والكاتب العربي في التعبير عن القضية الفلسطينية وأدعوا لتوثيق كل ما يحدث. وأثمن دور اتحاد الناشرين العرب في رعايته هذا العام لجائزة الناشر العربي بعنوان “فلسطين حكايتنا”.

أخبار ذات صلة

0 تعليق