تعد مبادرة "بداية جديدة" من المبادرات الرائدة التي تهدف إلى إعادة بناء الإنسان المصري وتعزيز قدراته للمساهمة الفعالة في بناء مستقبل مصر. تأتي هذه المبادرة ضمن الجهود الوطنية الشاملة لبناء الجمهورية الجديدة، التي تركز على التنمية البشرية جنبًا إلى جنب مع التنمية الاقتصادية والبنية التحتية. إدراكًا لأهمية الإنسان باعتباره العنصر الأهم في عملية التنمية، اذ تركز المبادرة على تعزيز القيم الأخلاقية والتعليمية، والاهتمام بالصحة النفسية والجسدية، وتطوير المهارات الفردية والمهنية.

ويُعتبر بناء الإنسان الركيزة الأساسية في تحقيق أي تنمية مستدامة. فالدول التي ترغب في النهوض وتحقيق تقدم ملموس في جميع المجالات تعتمد أولًا على تأهيل مواطنيها وتطوير إمكانياتهم. في مصر، أدركت القيادة السياسية أن بناء مجتمع قوي ومتماسك يبدأ ببناء الفرد؛ حيث أن الإنسان الواعي والمتعلم هو المحرك الرئيسي للتقدم الاقتصادي والاجتماعي.

مبادرة "بداية جديدة"  كما فهمت تضع بناء الإنسان في مقدمة أولوياتها، حيث تسعى إلى تقديم برامج تعليمية وتدريبية شاملة تعمل على تطوير القدرات الذهنية والفكرية  في جميع الأعمار. فالتعليم الجيد هو الأساس الذي يُبنى عليه المجتمع، ومن خلال المبادرة كما هو مخطط يتم تعزيز التعليم بمناهج تركز على تنمية الابتكار والإبداع لدى الأجيال الصاعدة.

إلى جانب التعليم، تهدف مبادرة "بداية جديدة" إلى تعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية لدى الانسان المصرى. إذ تؤكد المبادرة على أهمية تعزيز مفاهيم المواطنة الصالحة، واحترام الآخر، وتعزيز قيم التسامح والتعاون. هذه القيم تلعب دورًا محوريًا في تحقيق التماسك الاجتماعي وتقليل التوترات والاختلافات بين أفراد المجتمع. من خلال التركيز على التربية الأخلاقية وتعزيز الهوية الوطنية، تسعى المبادرة إلى بناء مجتمع قوي ومتماسك يكون قادرًا على مواجهة التحديات.

فالعناية بصحة الفرد، سواء النفسية أو الجسدية، هي جزء أساسي من مبادرة "بداية جديدة". فالصحة السليمة هي الأساس الذي يمكن للإنسان من خلاله أن يقدم أفضل ما لديه من قدرات. المبادرة تركز على توفير البرامج الصحية والتوعوية التي تهدف إلى تحسين مستوى الصحة العامة، بالإضافة إلى الاهتمام بالصحة النفسية التي تؤثر بشكل كبير على الإنتاجية والإبداع.

وايضا تعمل المبادرة على تعزيز الوعي بالصحة النفسية من خلال تقديم الدعم النفسي والتوجيه للأفراد الذين يحتاجون إلى ذلك، كما تسعى إلى توعية المجتمع بأهمية الصحة النفسية كعامل رئيسي في تحقيق النجاح والتوازن في الحياة الشخصية والمهنية.

وتهدف المبادرة بتحليلى لمضمونها"بداية جديدة" أيضًا إلى تعزيز المهارات الفردية والمهنية للمواطن. من خلال برامج التدريب والتأهيل المهني، يتم تقديم الفرص للشباب والعمال لتطوير مهاراتهم وزيادة كفاءاتهم، بما يمكنهم من التكيف مع متطلبات سوق العمل الحديث. هذا الاهتمام بتطوير المهارات يسهم في تحسين فرص العمل ويزيد من الإنتاجية العامة للدولة.

كما تسعى المبادرة إلى تعزيز روح الريادة والابتكار بين الشباب، وتشجيعهم على إقامة مشروعاتهم الخاصة والمساهمة في الاقتصاد الوطني، ويتم ذلك من خلال تقديم الدعم الفني والإرشادي لهم، مما يسهم في خلق جيل من الشباب المتعلم والمبتكر الذي يسهم في تحقيق رؤية مصر المستقبلية.

مبادرة "بداية جديدة" ليست مجرد مبادرة تنموية تقليدية، بل هي مشروع وطني شامل يهدف إلى إعادة بناء الإنسان المصري على أسس علمية وأخلاقية متينة، من خلال تعزيز التعليم، القيم الأخلاقية، الصحة النفسية والجسدية، وتطوير المهارات المهنية، تسعى المبادرة إلى خلق جيل قادر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل مصر المزدهر. بهذه الرؤية الشاملة والتى نأمل جميعا ان تتحقق على ارض الواقع، تكون المبادرة جزءًا أساسيًا من رؤية "الجمهورية الجديدة" التي تسعى إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة تعتمد في جوهرها على الإنسان، وتتطلب هذه المبادرة ان نعمل بصورة جادة وفعالة لان مصر تستحق الكثير والكثير.

د / عايدة نصيف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ