استضافت جامعة ييل بالولايات المتحدة الأمريكية، محاضرة وورشة عمل حول فن خيال الظل والأراجوز المصري. قدم المحاضرة د. نبيل بهجت، أستاذ المسرح بجامعة حلوان ومدير ومؤسس فرقة ومضة لعروض خيال الظل والأراجوز.
جاءت المحاضرة تحت عنوان «خيال الظل: الماهية والكيفية - الفن كنافذة للثقافة واللغة»، وتبعتها ورشة عمل متخصصة تطرقت إلى تقنيات التحريك وتنفيذ العروض في مسرح خيال الظل.
تناولت المحاضرة فن خيال الظل باعتباره أحد أقدم أشكال المسرح العربي، وواحداً من المحاولات الأولى لإنتاج الصورة عبر استخدام الضوء.
حاولت المحاضرة الإجابة عن تساؤلات حول سبب اهتمام العرب بهذا الفن الفريد، وكيف استطاع الانتقال من جيل إلى جيل على مر العصور. كما استعرضت التشكيلات الثقافية التي أثرت في تطور هذا الفن، وارتبطت بالنظر في مجالات أخرى، مثل العمارة وفن المنمنمات؛ حيث أشارت إلى تأثير هذه الفنون في أسلوب التكوين ومبادئ التشكل في لوحات خيال الظل قديماً.
كما ناقشت الدور الذي لعبته فنون خيال الظل كوسيلة غير رسمية لتوثيق أحداث التاريخ، معتبرةً أن هذا الفن يعكس جوانب متعددة من الصراعات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها تلك الفترات. أبرزت نصوص ابن دانيال كنموذج مهم لتوضيح الصراع مع السلطة في ذلك الوقت، كما استعرضت نص «علم وتعاديير» الذي قدّم تصوراً مفصلاً حول الصراعات الثقافية والاجتماعية داخل المجتمع العربي أثناء الحروب الصليبية.
وفي سياق استعراض التطور الفني، قدّمت المحاضرة أعمال فرقة «ومضة» كنموذج لتطور مشهد خيال الظل وإمكاناته في تقديم تصورات عن مدن وثقافات متعددة. هذه الفرقة استطاعت بأدائها أن تُعرِّف بهذا الفن في أكثر من ثلاثين دولة عبر عروضها المتنوعة. كما ألقت المحاضرة الضوء على أساليب بناء مسرح خيال الظل، والتغيرات التي طرأت عليه من مسرح ثابت إلى متنقل، ما جعله يتكيف مع طبيعة العروض والمساحات المختلفة.
واختتمت الفعالية بورشة عمل عملية استهلت بالتعريف بالأراجوز المصري وعروضه وشخصياته، ثم بأساليب فن التحريك في مسرح خيال الظل. وقد شارك الطلاب في الورشة التي تضمنت التدريب على مناهج التحريك وإنتاج الصورة من خلال الظل. قدمت الورشة عرضاً مسرحياً باللغة العربية لقصة «جحا وحماره»، في محاولة لربط فن خيال الظل بالثقافة العربية، وتعريف الجمهور بهذا التراث الأصيل.
سعت المحاضرة إلى تعزيز الوعي العالمي بفن خيال الظل والأراجوز المصري، ليس فقط كفن مسرحي، بل كأداة لفهم وتوثيق التاريخ والثقافة، وكوسيلة لتقريب الجمهور من اللغة العربية والهوية الثقافية المصرية.
0 تعليق