الخرق الأمني المفاجئ المذهل في لبنان! - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة حذف

الجمعة 20/سبتمبر/2024 - 02:37 م 9/20/2024 2:37:15 PM

يبدو أن الكاتب "توماس ريد" لم يكن دقيقا في مقال شهير له نشرته مجلة
الدراسات الاستراتيجية في أكتوبر 2011، وهي مجلة رائدة في المجال السيبراني وما إليه، قال فيه: "إنه من غير المحتمل أن تحدث حروب إلكترونية في المستقبل"!
تعرضت لبنان لهجوم إلكتروني بدأ في يوم الثلاثاء الفائت من هذا الشهر ( الموافق 17 سبتمبر)، فجر أجهزة البيجر التي تستخدمها قوات حزب الله، وفي الأربعاء (يوم 18) فجر الهجوم أجهزة اتصالات لاسلكية يحملها أعضاء من الحزب، امتدت الانفجارات إلى مناطق مختلفة من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، سقط عدد من القتلى وأعداد كبيرة من المصابين، لا يزال الحذر سيد الموقف في لبنان بأسرها الطبع، ولقد مثل الهجوم خرقا أمنيا مفاجئا ومذهلا في الداخل اللبناني، ونقل الحرب التي بين إسرائيل وحزب الله نقلة نوعية؛ فوصلت الأمور إلى نقطة شديدة العمق والخطورة، العمق لأنه لا أحد يدري شيئا عن ما يمكن أن يحدث في اللحظة التالية؛ فالأبعاد يستحيل إدراكها تقريبا، والخطورة لأن الاختراق سيادي، يمس رفعة البلد وسلطتها ومجدها، ويتسبب في خسائر بشرية بين المقاتلين والمدنيين على حد سواء، لا يعلم حجمها إلا الله.
قد يختلف مسار الحرب بين الأطراف المتصارعة بعد أن حقق الهجوم الغادر أغراضه في زعزعة الاستقرار وخلخلة المجتمع، لا حاجة بالمتصارعين إلى الآلة الثقيلة بعد ذلك؛ ما دام التحكم القصي في أجهزة الآخرين يؤتي ثماره المرجوة، أو بالأحرى لا حاجة لإسرائيل إلى استنزاف آلتها العسكرية التقليدية، وقد ملكت ما يؤدي المهمات بطريقة أيسر، وأكثر أمانا لجيشها ومقاتليها، وحفاظا على اقتصادها الذي كادت الحرب أن تعصف به لولا الإمدادات الصديقة!
قد يتضح لاحقا أن حزب الله يملك التكنولوجيا نفسها، تكنولوجيا التدمير عن بعد، وإن كنا لا نتصور الحكاية هكذا بتة، موقنين بالتفوق العلمي والتكنولوجي لدى العدو المدعوم من أمريكا بالغة التفوق وسيدة العالم، ومن قوى أوروبية وافرة الغنى والتقدم. 
شعر الناس بالقلق في كل البلاد العربية، وربما كثير من غير العربية، شعروا به
لأن بلوغ الأهداف صار صادما تماما، لا صوت طائرة في السماء ولا دبيب مجنزة  على الأرض، هي رنة جهاز بسيط في اليد، ومع الضغط على زر الاستجابة تنفتح بوابة الجحيم!
أصبحت فكرة إنهاء الحرب في لبنان، ومن قبلها حرب فلسطين التاريخية التي لا تريد إسرائيل إيقافها، ولا رفع يدها الباطشة عن غزة وكافة الأراضي المحتلة حتى الساعة، أصبحت الفكرة الآن، بعد حدوث هذا الجديد المروع غير المتوقع، حتمية، وإن كان لا أحد يعرف كيف يمكن إجبار الإسرائيليين على وقف عملياتها البشعة التي لا تنتهي ضد العزل والأبرياء وأوجه الحياة جميعا، ووقف أطماعها ابتداء...
لا يجب أن نتهيب الموقف أيا كان، بل يجب أن نكون مستعدين لجميع الاحتمالات، ولسنا في بلادنا ببعيدين عن النار المتقدة بلصق حدودنا الشمالية الشرقية، ولا غيرنا من الأمم ببعيد عنها حتى من كانت جغرافيته بعيدة!

أخبار ذات صلة

0 تعليق