تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها الهوجاء على قطاع غزة لليوم الـ350 على التوالي، مخلفة الآلاف من الشهداء والجرحي ودمار البنية التحتية ومحو أحياء بأكملها، فيما أكد خبراء فلسطينيون أن إسرائيل تصر على إنهاء الوجود الفلسطيني وتنفيذ مخططات التهجير.
جهاد أبو لحية: إسرائيل تريد القضاء على الوجود الفلسطيني
يقول الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، إن الحكومة اليمينية المتطرفة التي تحكم حاليًا في إسرائيل تهدف إلى استمرار العدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، والهدف من ذلك هو القضاء على الوجود الفلسطيني ودفع الشعب الفلسطيني نحو التهجير خارج الأراضي المحتلة.
أضاف أبو لحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن المجتمع الدولي الذي يقف موقف المتفرج إزاء جرائم إسرائيل ولا يفعل شيء حقيقي لردع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فإنه يحفزه نحو تمدد الصراع خارج حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة، لذلك يعتبر صمت المجتمع الدولي هو تواطؤ من وجهة نظري لأنهم لا يفعلون ما هو واجب فعله وفقًا لمتطلبات خطورة الموقف.
أكد أبو لحية أن منطقة الشرق الأوسط باتت على فوهة بركان تقترب كل لحظة من الانفجار، بسبب سياسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وعدوانها الذي لا يتوقف ضد الشعب الفلسطيني، حيث فاقت جرائم الاحتلال الوصف والتشبيه في هذا القرن.
تابع أبو لحية أن تجنب توسع الصراع خارج حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة يستدعي من المجتمع الدولي القيام بعدة إجراءات فعلية يلتزم بتنفيذها كل أعضاء المجموعة الدولية وفي مقدمتهم الدول الكبرى ذات القوة والقدرة.
أوضح أن أهم هذه الإجراءات الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية من كل دول منظمة الأمم المتحدة، تطبيق قرارات الأمم المتحدة الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، والذي ينص صراحة على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م كاملة دون أي نقص فيها.
أشار إلى آخر هذه القرارات ما تم تبنيه في داخل أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة من موافقة 124 دولة، على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال عام، استجابة للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية.
أكد أبو "لحية" ضرورة محاسبة إسرائيل وقادة جيشها على جرائمها المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني والتي فيها مخالفات جسيمية للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وانتهاك صارخ لما توجبه المواثيق الدولية المتعددة من احترام لما تنص عليه في موادها من أوامر ونواهي.
أضاف أن من بين الإجراءات أيضا تجميد عضوية إسرائيل داخل أروقة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بشكل فوري إلى حين أن تمتثل إسرائيل إلى تنفيذ ما تم الإجماع عليه دوليًا.
شدد أبو لحية على أن المؤسسات الدولية شاركت وتشارك إسرائيل في تمادي إرهابها ضد الشعب الفلسطيني من خلال صمتها المخزي والذي لا معنى له سواء التواطؤ مع إسرائيل في إجرامها اللامتناهي، وبالتالي على هذه المؤسسات أن تبدأ في الخروج من دائرة الصمت إلى دائرة الفعل الواجب فعله.
حداد: استمرار الحرب حتى تتنازل حماس أو يتم اعتقال أو اغتيال السنوار
من جهتها، قالت الدكتور تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، إن مستقبل الصراع هي استمرار الحرب على قطاع غزة حتى تتنازل حركة حماس أو يتم اعتقال رئيس مكتبها السياسي يحيي السنوار أو اغتياله أو نفيه من قطاع غزة دون ذلك لن تتوقف الحرب الا بنزع السلاح كليا من قطاع غزة وايضا تحقيق أهداف نتنياهو سواء شخصيا أو سياسيا لرفع نسبة مقاعد الليكود في أي انتخابات مستقبلية تحدث سواء مبكرة أو بعام 2026، أيضا يريد أن يحقق هدف إطالة أمد الحرب على غزة حتى المعركة الانتخابية الأمريكية.
أضافت حداد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن من أهداف نتنياهو أيضا تقليص قدر الإمكان وجود المقاومة المسلحة في قطاع غزة وأيضا الضفة الغربية حتى إذا حدثت أي تطورات في المنطقة الشمالية المتمثلة بجنوب لبنان يكون قد تيقن أن الضفة الغربية وغزة، قد تم تحييدها في أي تطور مستقبلي أو حدوث تسوية تتلاءم مع الإملاءات الإسرائيلية وأيضا تسوية تعمل على ترتيبات أمنية مشددة في الحدود الشمالية وإبعاد حزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، أيضا إيجاد منطقة آمنة عازلة في الشمال وإعادة المستوطنين إلى أماكن سكناهم في الشمال.
0 تعليق