عاجل.. خبراء لـ«الدستور»: المنطقة الآن «على برميل بارود».. وبعض الدول مُعرضة لخطر التقسيم - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة حذف

 

رأى سياسيون وخبراء أن التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» اللبنانى يأخذ منحى تصاعديًا، خاصة بعد استهداف دولة الاحتلال شبكة الحزب الداخلية وقتل العشرات من قياداته البارزين، كما حدث فى اغتيال القيادى إبراهيم عقيل رفقة آخرين من قوة الرضوان بالحزب.

وقال السياسى اللبنانى محمد موسى إن إسرائيل نجحت فى اختراق أجهزة اللا سلكى فى لبنان، وتسبب ذلك فى أكثر من ٤ آلاف إصابة، بخلاف إصابات أخرى كثيرة على مستوى العيون.

وأضاف أن نجاح إسرائيل لم يأتِ صدفة، فالموساد الإسرائيلى يرتب لمثل هذه الهجمات منذ مدة، وهناك جملة تحقيقات على خطوط مختلفة، أولها تحقيق الدولة اللبنانية عبر مفوض الحكومة، وهناك تحقيق خاص يجريه «حزب الله» ليتمكن من معرفة وفك شفرة ما جرى من اختراق.

وواصل: «المسألة ما زالت تحت التحقيق والمجهر، وهناك ترجيحات أمنية تقول إن هذه الأجهزة احتُجزت فى مكان أثناء النقل والتفريغ، وحدث هذا الاختراق الأمنى الواسع، ولكن الأكيد أن ما قبل هذا الاختراق ليس كما بعده».

وتابع: «يمتلك حزب الله أجهزة أخرى، منها الشبكة الأرضية، ولكن على المستوى العسكرى واللوجستى كل ما جرى تحت التقييم، والكل بانتظار تطورات الميدان التى أظهرت اتجاهات حكومة الاحتلال المتطرفة».

وأكمل: «الحكومة الإسرائيلية كل طرف فيها يزايد على الآخر بتوجيه الدفة نحو جبهة الشمال، أى الجبهة اللبنانية، وبالتالى التصعيد اليوم هو سيد الموقف، وعليه فإن جهود التسوية ربما تفشل، ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يلجأ إلى ابتزاز الأمريكيين لحين انتخابات الرئاسة فى نوفمبر المقبل عبر التوجه نحو التصعيد».

وبيّن أن المشهد الإنسانى والصحى والطبى فى لبنان محزن جدًا بسبب ارتفاع الإصابات فى العيون، وهناك مناشدات من الأطباء لتقديم المساعدة، إذ إن هناك أكثر من ٤٠٠ حالة حرجة، وهذا رقم كبير جدًا.

وقال إن «الهجوم يمثل ضربة مؤلمة، ولكن هناك جملة مكاسب تحققت بعد هذه الضربة، منها وحدة الصف اللبنانى، وهو ما رأيناه فى المستشفيات من تبرع الدم، حتى البعض يعرض التبرع بالكلى والبعض يعرض التبرع بقرنية عينه للمصابين، وبالتالى المسألة أفرزت وأظهرت الوحدة الوطنية التى هى عنوان البلد».

من جهته قال عبدالقادر الناى، المحلل والباحث السياسى الأردنى، إن التصعيد الإسرائيلى ضد «حزب الله» اللبنانى يأتى لسببين، الأول أن الحزب رفض العودة بمعدل عشرة كيلومترات داخل العمق اللبنانى، والثانى أن الحزب ورقة تفاوضية استخدمتها إيران فى التفاوض مع أمريكا وفى توسيع نفوذها فى الدول العربية بإنشاء ما يسمى وحدة الساحات بين الميليشيات فى العراق واليمن ولبنان، واستمرار احتلالها الأراضى السورية ومنع عودة أهلها إليها.

وكشف عن أن الاختراق الأمنى الذى تم بتفجير أجهزة «البيجر» حدث بعدما علم الاحتلال بسعى الحزب لجلب الأجهزة بتمويل من مصارف شيعية مرتبطة بإيران، وجرى تمويل هذه الصفقة من خلال ميزانية ميليشيات الحشد فى العراق تحت فقرة «النفقات السرية»، فاستطاعت إسرائيل الدخول على خط التفاوض وتصنيع هذه الأجهزة باسم الشركة التايوانية، وتسليم الأجهزة للوسيط العراقى وهى مفخخة ومعدة للتفجير، وبالتالى جرى تشغيلها وتسخين بطارياتها بسرعة لتنفجر المادة المخلوطة بالبطارية.

وتابع: «المفاوضات فى القطاع لن تتأثر بالتصعيد بين إسرائيل و(حزب الله) لأن الجهود العربية، بقيادة مصر، استطاعت عزل ملف غزة عن الملفات الأخرى، كما أن الخذلان الذى تعرضت له المقاومة الفلسطينية فى غزة من قبل (حزب الله) اللبنانى والمحور الإيرانى، جعلها لا تعول على ما يسمى بوحدة الساحات، وهذا يسهل المفاوضات تمهيدًا للحل السريع فى غزة وقبول الاحتلال بشروط مصر والمقاومة بالانسحاب من محور فيلادلفيا، وستضطر إسرائيل للتخلى عن بعض شروطها لوقف النار حتى تنشغل بالجبهة الأخرى.

ورأى أحمد سلطان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية المسلحة، أن الاحتلال يريد جر «حزب الله» و«محور المقاومة» ككل إلى حرب مفتوحة، فى إطار جهوده الرامية لإعادة تخطيط المنطقة بالكامل.

وأضاف «سلطان»، لـ«الدستور»: «هذه ليست عمليات تصعيد محدودة، أو اشتباكات ضمن معركة هامشية، بل جزء من حرب حقيقية، من خلال التصعيد بقوة ضد (حزب الله)، وانتظار رد الأخير بضربات مشابهة، وبذلك تندلع حرب إقليمية تتيح لنتنياهو إعادة تهيئة المنطقة العربية».

وواصل: «وجود اختراق فى إطار المجموعة القيادية داخل النخبة لحزب الله نتج عنه تجنيد مصادر من الجماعة اللبنانية، مهمتها نقل معلومات استخباراتية عالية القيمة، ليس إلى الموساد فحسب، بل إلى أجهزة المخابرات الأمريكية والفرنسية»، معتبرًا أن «هذه المصادر تم تجنيدها على مدار سنوات، وحان الآن موعد تفعيل عملها».

ونبّه إلى وجود «طلعات» للطائرات الاستخباراتية الأمريكية فى منطقة الساحل الشامى، بهدف جمع معلومات استخباراتية لنقلها وتحليلها، إلى جانب اعتراض ورصد الاتصالات وإشارات اللا سلكى، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى خطأ ارتكبه حسن نصر الله، وتسبب فى اغتيال قيادات «حزب الله».

وأوضح «سلطان» أنه «إلى جانب الاختراقات بطبيعة الحال، كان هناك خطأ كبير لحسن نصر الله، عندما قال إن قرار الرد على هجوم أجهزة (البيجر) سيتم اتخاذه فى اجتماع الحزب، ورغم أنه كان يريد بذلك إرسال رسالة طمأنة للحاضنة الشعبية لحزب الله ومحور المقاومة، فإنه أسهم فى إيصال معلومة الاجتماع إلى الاستخبارات الإسرائيلية، وتم التأكد منها عبر العناصر المجندة، ليتم بعدها استهداف قيادات الحزب، على رأسهم إبراهيم عقيل».

وأكمل: «هذه الاغتيالات كانت عملية مشتركة للاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، وجزء منها رد على تفجير السفارة الأمريكية فى لبنان خلال ثمانينيات القرن الماضى. كما أن سهولة تحرك قادة (حزب الله) البارزين، ودخولهم الساحة السورية، سمح بجمع معلومات عنهم، من دون أن يدركوا».

وتوقع أن تؤثر الاغتيالات على قوة «حزب الله»، لأنها جرت ضمن «الدائرة القيادية»، قبل أن يستدرك: «رغم ذلك، هناك جيل جديد من قادة (حزب الله) يمتلك خبرة عملياتية مختلفة، ويمكنه تولى زمام الأمور، وإعادة بناء التنظيم بنفس القوة مرة أخرى».

ورأى أن سيناريوهات التصعيد بين «حزب الله» وإسرائيل متنوعة، ورغم أن الاحتلال يجر التنظيم إلى «حرب مفتوحة»، فلا تزال هذه الحرب مؤجلة، مضيفًا: «بيانات وتصريحات (حزب الله) وإسرائيل على حد سواء تفيد برغبتهما فى تنفيذ عمليات تصعيد، دون الوصول إلى مرحلة الحرب الشاملة».

وأضاف أن السيناريو الثانى يتمثل فى وجود قدر محدود من التصعيد، ثم وساطة ومفاوضات تصل بالطرفين إلى اتفاق على التهدئة، لكن ذلك لن يخلو من عمليات اغتيال وقصف متبادل.

أما السيناريو الثالث فيتمثل فى اندلاع حرب إقليمية شاملة، لأن إيران لن تغامر بفقد «حزب الله»، ذراعها الأهم وقوتها الضاربة فى المنطقة، ما قد يدفعها للتدخل فى حال شن حرب ضد التنظيم، وفق «سلطان». وخلص إلى أنه «فى كل الأحوال ستنحصر السيناريوهات بين بقاء الوضع الحالى كما هو، دون رد من (حزب الله) على إسرائيل، وهو ما لا أتوقع حدوثه، مقابل شن ضربات إيرانية ومن محور المقاومة ضد إسرائيل، وهو الأمر الوارد بقوة الآن».

واختتم الباحث السياسى حديثه إلى «الدستور» بقوله: «المنطقة الآن على برميل بارود اشتعل بالفعل، وانفجاره يقود إلى إعادة تشكيل المنطقة، وهو ما ترغب فيه إسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء».

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق