*بعد حالة الانتشاء الجارفة والفرحة العارمة بالفوزين العريضين الماضيين على قيرغيزستان وقطر.. نعود للواقعية قليلاً ونقول إن «الأبيض» في التصفيات جمع عشر نقاط من 18 نقطة، أي بمعدل 55 في المئة.. وهذه نسبة لا تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً وقطعاً لن توصلنا في مشوار التصفيات بعيداً.. أذكِّر الناسي أنه قبل سنة وشهرين تقريباً، لعبنا مباراة تجريبية مع كوستاريكا، شهدنا فيها أداء رائعاً وفوزاً كاسحاً وبعدها اختفينا طويلاً إلى أن جاءت مباراة قيرغيزستان وتغيرت الحال، قبل ذلك، لم يكن ل«الأبيض» شخصية قوية ولا هوية مرضية.
* بسبب النصرين الكبيرين، لاحظتُ تسارع المحللين وتسابق المعلقين إلى ترديد عبارتين وهما: «لا نتحسر على ما فات» و«لا نبكي على اللبن المسكوب».. ما يُستشهد منهم ليس على إطلاقه، بل ينبغي أن يكون مقيداً بتدارك كافة الأخطاء السالفة المرتكبة والعمل على معالجتها وتجنبها، كي لا نقع في المحظور ثانيةً، وحتى نضمن نقاط المباريات الأربع القادمة.
* أرى أنه من غير المجدي بتاتاً- وفي هذه المرحلة بالذات- أن نتكلم عن ندرة مواهبنا وضعف إمكانيات لاعبينا وعقد المقارنات مع من كنّا يوماً نتغزل بفنهم ونتغنى بروعة لعبهم.. علينا الإيمان الكامل بقدرات هذه المجموعة الشابة- والتي أيضاً لا تخلو من السحر الكروي- ووضع كامل الثقة فيهم وبهم.
* بعد كل مباراة للمنتخب، تسارع وسائل التواصل الاجتماعي في نقد كايو كانيدو والتشديد على ضعف أدائه وتواضع مستواه الهجومي والاستغراب من إشراكه أساسياً.. وقد لا نختلف كثيراً مع هذا التوجه، ولكن ألا يجدر بنا أن نجرب- ولو لمرة- تشجيعه والوقوف بجانبه والتواصل معه بالكلمة الطيبة المحفزة الهادفة، كي يبذل المزيد..ألم يكن ليما في نفس حالة الانتقاد يوماً فانفجر متألقاً؟
* حزنتُ على أمرين: غياب ميلوني- الورقة السحرية الرابحة لبينتو- في مباراة إيران القادمة بسبب تكرار الإنذارات.. وغياب تعليق المتميز علي سعيد الكعبي في مباراة قطر الماضية، حتى نستمتع بتفاعله الجميل وحسّه الوطني الأصيل.
* سؤالان غريبان عجيبان خطرا على بالي: الأول: لو كُتِبَ لنا الظفر بكأس الخليج القادمة في الكويت، هل سيصيب العقل الباطن للاعبينا التشبع، ومن ثم سيؤثر ذلك على مسيرتنا إلى المونديال؟ الثاني: هل ستتعثر إيران أكثر من مرة ويجد «أبيضنا» نفسه في القمة كأول المجموعة؟
*أخيراً وليس آخراً: القائمون على المدرج الإماراتي والعين الساهرة عليه هم الجنود المجهولون المخلصون الذين يستحقون منا عبارات الثناء والوفاء وهم كثر.. ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: العازي وفهد المنصوري والحتاوي ومحمد راشد بن عجيل وقبلهم سابقاً حريز المنهالي وعبدالله بن كمال وغيرهم، فألف شكرٍ لهم جميعاً.
0 تعليق