يُعتبر وارن بافيت، الملقب بـ «عرّاف أوماها»، أحد أعظم المستثمرين في التاريخ. على مدى عقود، أثبت الرئيس التنفيذي لشركة «بيركشاير هاثاواي» قدرته على فهم سوق وول ستريت بمهارة فائقة. وتبلغ ثروته الصافية 141 مليار دولار، ما يجعله واحداً من أغنى الأشخاص في العالم.
ومع ذلك، اعترف بافيت بارتكاب بعض الأخطاء في استثماراته، قائلاً: «في معظم هذه الحالات، كنت مخطئاً في تقييمي لديناميكيات الاقتصاد الخاصة بالشركة أو القطاع الذي تعمل فيه، ونحن الآن ندفع ثمن أخطائي في التقدير. وفي أحيان أخرى، تعثرت في تقييم مدى ولاء أو كفاءة المديرين الحاليين أو الذين عينتهم لاحقاً».
منذ 19 دقيقة
منذ 44 دقيقة
على الرغم من براعته الاستثمارية وحنكته في عالم الأعمال، ارتكب بافيت بعض الأخطاء عبر السنين — ومازال يواصل التعلم منها. وعلى عكس بعض المديرين التنفيذيين الذين يلقون اللوم على الآخرين، فإن بافيت يتحمل مسؤولية أخطائه بالكامل عند فشله في تحقيق النتائج المرجوة للمساهمين، حسب تقرير لموقع «GOBankingRates»:
1 - شراء «بيركشاير هاثاواي»
في مقابلة مع «سي إن بي سي» عام 2010، صرح بافيت بأن أسوأ استثمار قام به على الإطلاق كان — مفاجأة — شراء «بيركشاير هاثاواي» نفسها.
وأوضح بافيت أنه استثمر للمرة الأولى في «بيركشاير هاثاواي» عام 1962 عندما كانت شركة نسيج متعثرة. كان يعتقد أنه سيحقق ربحاً عند إغلاق المزيد من المصانع، لذا اشترى المزيد من الأسهم. لاحقاً، حاولت الشركة خداعه للحصول على المزيد من الأموال، فقرر شراء حصة مسيطرة بدافع الانتقام، وطرد المدير، وحاول إبقاء نشاط النسيج قائماً لمدة 20 عاماً أخرى. ووفقاً له، كلفه هذا القرار المتسرع نحو 200 مليار دولار.
والدرس المستفاد هنا هو تجنب السماح للعواطف بالتأثير على قراراتك المالية.
2 - عدم شراء سهم «أمازون» مبكراً
وفي مقابلة أجراها عام 2017، سُئل بافيت عن سبب عدم استثماره في أمازون، فرد قائلاً: «بصراحة، لا أملك إجابة جيدة».
وأضاف: «من الواضح أنني كان ينبغي أن أشتريها منذ فترة طويلة، لأنني كنت معجباً بها منذ البداية. لكنني لم أدرك قوة نموذجها الاقتصادي مع مرور الوقت، وكان السعر دائماً يبدو لي مرتفعاً».
وتُظهر هذه الحالة أن بافيت يتجنّب الاستثمار في الشركات التي لا يفهمها تماماً، وهو أمر جيد وسيئ في الوقت نفسه. فالابتعاد عن الاستثمارات غير المدروسة قرار حكيم، لكن الإفراط في الحذر قد يؤدي إلى تفويت فرص كبيرة.
3 - عدم الاستثمار في «غوغل»
اعترف بافيت في اجتماع المساهمين السنوي لعام 2017 بأنه ارتكب خطأ بعدم شراء أسهم «غوغل» عندما كانت تحقق 10 دولارات لكل نقرة من شركة «جيكو»، وهي إحدى شركات «بيركشاير هاثاواي».
وتجنب بافيت الاستثمار في شركات التكنولوجيا لأنه لم يفهم نماذج أعمالها، لكنه أدرك لاحقاً أنه كان يجب عليه الانتباه لـ «غوغل» نظراً لأنه كان عميلاً لخدماتها الإعلانية بالفعل.
الدرس المستفاد هنا هو عدم تجاهل الفرص الاستثمارية التي تكون أمامك مباشرة.
4 - شراء أسهم «US Airways»
في عام 1989، استثمر بافيت 358 مليون دولار في أسهم «US Airways»، لكنه ندم على هذه الخطوة لأن الأسهم لم تحقق أي نمو يُذكر. ومع ذلك، تمكنت الشركة من تجاوز أزمتها، ما سمح له باستعادة رأسماله وأرباحه.
5 - شراء «Waumbec Textile»
رغم ندمه على شراء «بيركشاير هاثاواي» كنشاط نسيج، كرر بافيت نفس الخطأ عام 1975 عندما اشترى شركة «Waumbec Textile» ورغم أن عملية الشراء كانت صفقة رابحة من حيث الأصول، فقد تم إغلاق المصنع بعد فترة وجيزة.
وبالطبع ضرورة التعلم من الأخطاء السابقة، وعدم الإصرار على إستراتيجية فاشلة هي من أهم مبادئ الاستثمار.
6 - الاستثمار في «Tesco»
في نهاية عام 2012، امتلكت «بيركشاير هاثاواي» 415 مليون سهم في شركة التجزئة البريطانية «Tesco»، ورغم أن بافيت بدأ في بيع بعض الأسهم بسبب مخاوفه في شأن الإدارة، لم يتصرف بسرعة كافية، ما أدى إلى خسارة بقيمة 444 مليون دولار بعد الضرائب.
الدرس هنا هو ضرورة اتخاذ القرارات بسرعة عندما تظهر مؤشرات سلبية واضحة.
7 - الاستثمار في «Energy Future Holdings»
استثمرت «بيركشاير هاثاواي» ملياري دولار في ديون شركة «Energy Future Holdings»، دون استشارة الشريك تشارلي مونغر. وتوقع بافيت بشكل صحيح أن الشركة ستعلن إفلاسها، وباعت شركة «بيركشاير هاثاواي» حصصها في الشركة مقابل 259 مليون دولار في عام 2013، ولكن ليس قبل أن تتكبد خسائر قبل الضرائب قدرها 873 مليون دولار.
8 - الفشل في فحص صفقة «Lubrizol»
في 2011، اشترت «بيركشاير هاثاواي» شركة «Lubrizol» مقابل 9 مليارات دولار بناءً على توصية ديفيد سوكول، الذي كان يملك أسهماً في الشركة دون أن يُفصح عن ذلك. أدى ذلك إلى جدل حول احتمال حدوث تلاعب داخلي.
واعترف بافيت بأنه كان ينبغي له أن يتعمق أكثر في التحقيق مع سوكول. والنصيحة الاستثمارية التي ينبغي اتباعها هنا عدم الإفراط في الثقة. بل يجب طرح مزيد من الأسئلة التي تعتقد أنها ضرورية، لأنك لا تستطيع أن تكون حذراً للغاية عندما تكون سمعتك على المحك.
9 - إصدار أسهم إضافية لشراء «General Reinsurance»
عندما اشترى بافيت شركة «General Re» عام 1998، أصدر 272,200 سهم إضافي من «بيركشاير هاثاواي»، ما قلل من قيمة أسهم الشركة. لاحقاً، تحولت «General Re» إلى استثمار ناجح، لكنه اعتبر إصدار الأسهم قراراً خاطئاً، إذ تسبب في دفع مساهمي «بيركشاير» أكثر بكثير مما أخذوا.
10 - شراء كمية كبيرة من أسهم «ConocoPhillips»
في 2008، أنفق بافيت أكثر من 7 مليارات دولار على 85 مليون سهم من شركة «Conoco Phillips» عندما كانت أسعار النفط مرتفعة. ومع انهيار الأسعار لاحقاً، انخفضت قيمة استثماره إلى 4.4 مليار.
0 تعليق