كيف أنقذ الحظ و«شات جي بي تي» جزيرة أنجويلا من أزمة اقتصادية... طاحنة؟ - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

هل تعرف شعور تلك اللحظة -السعيدة للغاية- عندما ترتدي ثوباً لم تلبسه منذ فترة طويلة، لتتفاجأ أنك نسيت بداخله مبلغاً كبيراً، حينها تشعر وكأن السماء أمطرت عليك مالاً، وتكون البهجة مضاعفة لو كنت في ضائقة (أرقام).

هذا ما حدث بالضبط مع جزيرة أنجويلا الصغيرة، فما قصتها؟

منذ ساعة

منذ ساعة

ما هي أنجويلا؟

جزيرة صغيرة في شرق البحر الكاريبي، تعد إقليمياً بريطانياً مع بعض صلاحيات الحكم الذاتي، تبلغ مساحتها 91 كيلومتراً مربعاً، ويعيش بها أقل من 20 ألف شخص، وهي وجهة سياحية شهيرة بفضل شواطئها ذات الرمال البيضاء ومياهها النقية وأجوائها الهادئة.

ضربة حظ

عندما عكف العلماء على إرساء قواعد إطلاق العناوين الإلكترونية «URL»، وضعوا قاعدة بسيطة، وهي اختيار اختصار لكل قطاع، فمثلاً مواقع الشركات تنتهي بـ «Com» اختصار «Company» والمدارس والمؤسسات التعليمية بـ «Edu» وهكذا.

الحظ يطرق الباب

كان الأمر نفسه متبعاً مع الدول، فكان نطاق عناوين الولايات المتحدة «US» والمملكة المتحدة «UK»، ولما جاء الدور على أنجويلا لتحديد نطاقها الخاص فكان حظها هو الاختصار «Ai»، والذي يتشابه أيضاً مع اختصار مصطلح الذكاء الاصطناعي «Artificial intelligence».

ماذا يعني ذلك؟

في حين لم تأبه أنجويلا التي تعتمد على السياحة في تحقيق معظم دخلها لهذا الأمر كثيراً، فإن تسجيل أي رابط إلكتروني ينتهي بنطاق «Ai» مثل «google.ai» كان يعني أن البلاد ستحصل على 140 دولاراً.

أزمة طاحنة

الكوارث الطبيعية والجائحة، تسببت بعجز في الميزانية قدره 100 مليون دولار عام 2021، واضطرت الحكومة لفرض ضرائب جديدة، ما أفقد الجزيرة المزايا الجاذبة للأثرياء الأجانب، حيث لم يكن أمامها خيارات مثل طباعة النقود أو اقتراضها.

الثوب المنسي

كان للقدر خطط مختلفة، فمع إطلاق «شات جي بي تي» في عام 2022، واندلاع طفرة الذكاء الاصطناعي، اكتشفت أنجويلا أنها تمتلك أحد أكثر أصولها قيمة لكنها لم تكن تعلم بعد.

الجميع يريد «Ai»

مع هذه الطفرة، تدافعت الشركات والعاملون والمهتمون بمجال التكنولوجيا لشراء عناوين نطاقات تنتهي بـ «Ai»، حيث تحول هذان الحرفان إلى اختصار ومرادف للذكاء الاصطناعي والثورة التقنية، ما جعل أنجويلا في قلب «هوس الذهب للقرن الحادي والعشرين».

إقبال هائل

ارتفعت رسوم تسجيل النطاقات بأكثر من الضعف خلال عام 2023، وجمعت أنجويلا 30 مليون دولار من رسوم التسجيل والتجديد لنطاق «Ai» في ذلك العام، حيث كان بإمكانها بيع بعض العناوين مقابل آلاف الدولارات في مزادات.

توقعات كبيرة

تشكل هذه التجارة الرائجة الآن 10 في المئة من اقتصاد البلاد و20 في المئة من إيرادات الجزيرة، وتشير تقديرات الحكومة إلى تضاعف هذا الدخل إلى 60 مليوناً في 2024، على أن يقفز ليشكل 50 في المئة من الدخل قبل أن يستقر لاحقاً عند 15 في المئة.

تحسباً للمستقبل

على الرغم من المكاسب غير المتوقعة التي حققتها الحكومة، تظل السياحة الداعم الأكبر للاقتصاد، وتستثمر هذه الأموال في مشاريع البنية التحتية مثل تحديث مطار أنجويلا، كما تعطي الأولوية لسداد الديون، مع خطط مستقبلية للإنفاق على مشاريع مستدامة طويلة الأجل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق