«هوية الكويت العالمية»... دولة بقيم راسخة ورسالة إنسانية سامية - ستاد العرب

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


- شملان القناعي: تاريخ الكويت شاهد على قدرة هذا الوطن على صنع الفارق في المنطقة والعالم
- علي دشتي: تسويق الكويت كوجهة سياحية أفضل... وللإعلام دور أساسي في الهوية الوطنية
- يوسف كاظم: لماذا لا نكون وجهة للسياحة العائلية في ظل بحث الكثيرين عن وجهات بمواصفات محافظة
- نسرين ربيعان: عمل الخير جزء من «DNA» الشعب الكويتي
- عبدالعزيز المعوشرجي: حياة الكثير من الناس تغيّرت بسبب المُساعدات الكويتية

أجمع عدد من الأكاديميين والمختصين، في مؤتمر «تشكيل هوية الكويت العالمية»، على العمل استجابةً للتحديات التي تواجه العالم المتغير، واستثماراً للفرص التي تتيحها رؤية «كويت جديدة 2035»، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن هذا الدور الدبلوماسي والإنساني لا يعكس فقط التزام الكويت بمبادئ السلام والعدالة، ولكنه يعزز أيضاً هويتنا العالمية كدولة ذات قيم راسخة ورسالة إنسانية سامية.

المؤتمر الذي عقد مساء أول من أمس، بتنظيم من شركة لانقويج كلينيك، وسط مشاركة واسعة من أكاديميين ومتخصصين في مجالات عدة، قال رئيسه الدكتور شملان القناعي، إن الدور الدبلوماسي والإنساني لا يعكس فقط التزام الكويت بمبادئ السلام والعدالة، ولكنه يعزز أيضاً هويتها العالمية كدولة ذات قيم راسخة ورسالة إنسانية سامية، وإن الكويت، بتاريخها وحاضرها ومستقبلها، قادرة على أن تكون نموذجاً يُحتذى في المنطقة والعالم>

منذ 19 دقيقة

منذ 40 دقيقة

دعوة للتفكير

وأشار القناعي، في كلمته خلال افتتاح فعاليات المؤتمر، إلى أن عنوان المؤتمر الذي جاء «تشكيل هوية الكويت العالمية» ليس مجرد شعار بل دعوة ملحة للتفكير والعمل، استجابةً للتحديات التي تواجه عالمنا المتغير، واستثماراً للفرص التي تتيحها رؤية «كويت جديدة 2035» الطموحة التي تقودنا إلى آفاق أوسع من التميز والابتكار والريادة.

وأضاف أن «تاريخ الكويت شاهد على قدرة هذا الوطن الصغير بمساحته والكبير بدوره على صنع الفارق في المنطقة والعالم، فمنذ نشأتها كدولة صغيرة على ضفاف الخليج العربي، استطاعت الكويت أن ترسم لنفسها مكانة مرموقة بين الأمم، مستفيدة من موقعها الجغرافي الإستراتيجي ومواردها الطبيعية، ومؤكدة على قيمها الراسخة في السلام والتعاون والإخاء، فلطالما كانت روحها تحمل طموحاً لا يعرف الحدود، وحلماً يتسع للأفق».

وزاد «علينا أن نستثمر في شبابنا، فهم العمود الفقري لرؤية (كويت جديدة) وهم عصب الهوية الوطنية، وأن نغرس فيهم قيم الإبداع والعمل الجاد والجماعي المنسق، ليكونوا قادرين على قيادة الكويت إلى مستقبل أفضل».

الحاضر والماضي

وأكد القناعي أن «فهم حاضر الكويت يتطلب منا العودة إلى ماضيها الغني، إذ كانت الكويت نقطة التقاء الحضارات والثقافات، ومركزاً تجارياً نابضاً بالحياة، حيث جابت سفنها البحار، حاملةً التجارة والمعرفة إلى شتى بقاع الأرض، وصقلت هذه التجارب شعب الكويت بخصال الكرم والشجاعة والمثابرة، وهي خصال لاتزال متجذرة في هويتنا الوطنية الأصيلة، فهي قصة وطن لا يستسلم، بل يصنع مجده بيديه، ويترك بصماته في ذاكرة الزمن، فكل حجر في شوارع الكويت القديمة، وكل شراعٍ رفعه بحارتها في البحر، هو شاهد على مسيرة كفاح وإبداع تتوارثها الأجيال».

واستطرد قائلاً «في الحاضر، تبوأت الكويت مكانة دولية مرموقة بفضل جهودها الدبلوماسية والإنسانية في ظل قيادتها الحكيمة التي وضعت الكويت في طليعة الدول التي تسعى للسلام وحل النزاعات، وأطلقوا المبادرات الإنسانية التي امتدت من الشرق إلى الغرب، جاعلين من الكويت «مركزاً للعمل الإنساني» باعتراف الأمم المتحدة، ففي عالمٍ يموج بالصراعات، كانت الكويت دائماً كالمنارة التي تهدي السفن التائهة إلى بر الأمان. لقد حملت الكويت مشعل السلام، وبذرت بذور الخير في كل أرضٍ وطأتها، ومن خلال مبادراتها الإنسانية، رسمت صورة لدولة لا تُعرف بحجمها الجغرافي، بل بقدر عطائها اللامحدود».

دور الإعلام

وأكد القناعي أنه لا يمكن تجاهل دور الإعلام في تعزيز صورة الكويت العالمية فهو الريشة التي ترسم ملامح الكويت في عيون العالم وهو المرآة التي تعكس وجه الكويت الحقيقي، بتراثها الغني، وقيمها الراسخة، وأحلامها المتجددة، مبيناً أنه ليس فقط وسيلة لنقل الأخبار بل أداة لتشكيل الرأي العام وبناء الهوية الوطنية، وقد نجحت الكويت، بفضل قنواتها الإعلامية المتميزة ومؤسساتها الصحافية الرائدة، في أن تكون صوتاً عاقلاً ومتزناً في منطقة تعج بالتحديات، مشدداً على أن الإعلام الكويتي يحمل على عاتقه مسؤولية كبيرة في إبراز إنجازات الكويت وتسليط الضوء على قيمها ورسالتها، والعمل على تعزيز مكانتها في المحافل الدولية.

وذكر أن اللغة تعد أحد أهم عناصر الهوية الوطنية وهي الروح التي تسكن قلب الكويت، فاللغة العربية، بثرائها وجمالها، تمثل أساس هويتنا الكويتية، ومع ذلك، يجب أن نتطلع إلى تعزيز مفهوم التعددية اللغوية لمواكبة العالم الذي أصبح قرية صغيرة، مبيناً أن الاستثمار في اللغة لا يقتصر فقط على الحفاظ على هويتنا الثقافية، ولكنه يمتد إلى تعزيز مكانتنا على الساحة العالمية، من خلال الترجمة، والتواصل الثقافي، والتميز في الأدب والفنون.

تسويق الهوية

وجاءت الجلسة النقاشية الأولى تحت عنوان هوية الكويت من منظور إعلامي والتي أدارها الرئيس التنفيذي في شركة لانقويج كلينيك، عبدالعزيز المعوشرجي وشارك فيها الأستاذ المشارك في قسم الإعلام بجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا الدكتور علي دشتي، والمتحدث الرسمي لتطبيق سهل للخدمات الحكومية الإلكترونية يوسف كاظم.

وقال دشتي إن الهوية العالمية تبنى في الأساس على الهوية المحلية، مبيناً أن الشيخ عبدالله السالم عمل على بناء الهوية المحلية في وقت مبكر على أصعدة عدة مثل حقوق المرأة وتعليمها والتلفزيون والإعلام والمسرح، لافتاً إلى أنه بعدما نجح داخلياً وبنى الهوية بدأ العمل بالخارج.

ودعا دشتي إلى تحديد الهوية التي يريدون تسويقها للكويت للوصول لها عبر التنسيق الكامل بين الجهات المعنية كافة، مبيناً أن الكويت لديها أكثر من هوية ولديها إمكانيات كبيرة ولكن لم نحدد ما الذي نريده، مشيراً إلى أن تسويق الكويت كوجهة سياحية أفضل حالياً، وأن الإعلام له دور أساسي في الهوية الوطنية.

«براند»

بدوره قال يوسف كاظم إن العمق التاريخي للكويت كدولة أنها «درة الخليج»، مبيناً الحاجة إلى وجود «براند» للكويت ليتم تسويقه للعالم، وزاد «ودي الكويت وجهة سياحية».

وأكد أن الكويت لديها التاريخ والريادة والعقول والمبادرة، و أن معظم ما تم في دول الخليج إن لم يكن بفكرة كويتية فبسواعد كويتية، مبيناً أن واحدة من سبل النجاح هي محاكاة الناجحين.

وذكر أن هناك جهوداً تبذل بشكل متسارع والكويت لديها إمكانيات قلما تتوافر، فنحن نحتضن فعاليات سياسية وقمماً عالية المستوى بمعايير عالية.

وتطرق كاظم إلى الخوف الداخلي في المجتمع من الانفتاح، مبيناً أن «الكويت تتميز بنسيجها وعاداتها وتقاليدها وقيمها، وأن كل بيت كويتي يربي أبناءه على الصح والخطأ، وهو ما يفتح المجال للتساؤل لماذا لا نكون وجهة للسياحة العائلية، فهناك الكثير من سياح الدول الأخرى يبحثون عن وجهة بمواصفات محافظة ولديها قيم، فليس بالضرورة أن يكون مع الانفتاح خراب».

3 آليات

واستعرض كاظم آليات تحقيق الهدف تحت مسمى «ما الهوية التي نسعى لها؟»، من خلال 3 آليات: الأولى هي «الإعلام الجديد والصحافة، بما تتضمنه من القنوات الإعلامية والصحف الإلكترونية والخدمات الإخبارية وصناع المحتوى والمؤثرين»، مبيناً ضرورة الاهتمام بمحتوى الرسائل الإعلامية والرقابة الذاتية والرسمية، وتنظيم الإعلام وحرية الممارسة المسؤولة والرعاية والدعم وتطوير الإمكانات والكوادر والأدوات.

وتحدث في الآلية الثانية، وهي المسرح والدراما والموسيقى، عن «مفاهيم المسرح الحديث والمدينة الإعلامية والإنتاج الدرامي والحفلات الموسيقية والمهرجانات والفعاليات، مرتكزاً فيه على محاور الحراك المسرحي والدراما الكويتية، والضوابط الأخلاقية، وتشجيع المهرجانات والحفلات، والتنشيط السياحي».

وأشار في الآلية الثالثة عن السياحة، من خلال تناول أمر السياحة الداخلية والترفيه والفعاليات الترويحية، والمهرجانات التجارية، والمتاحف والآثار والمراكز الثقافية والفعاليات الرياضية والمؤتمرات والمعارض، وذلك من خلال ترويج الكويت كوجهة سياحية واستعراض عناصر الجذب السياحي وأن يكون هناك مرونة في إجراءات الزيارة والإقامة، وتوظيف الإعلام والاستفادة من التكنولوجيا.

«DNA» الكويت

وجاءت الجلسة الثانية تحت عنوان الكويت من منظور إنساني والتي أداراها الأستاذ المساعد في اللغويات التطبيقية الدكتور ضاري العتيبي وشارك فيها ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى الكويت، نسرين ربيعان والرئيس التنفيذي في شركة لانقويج كلينيك عبدالعزيز المعوشرجي.

وقالت نسرين ربيعان إن عمل الخير هو جزء من «DNA» الشعب الكويتي، مبينة أن الكويت أصبحت مركزاً للعمل الإنساني من خلال سلسلة من المبادرات الدولية والعمل المستمر ففي 2011 مع بدء الأزمة السورية كانت الكويت من أوليات الدول التي بدأت مبادرات لحشد دعم الدول فيما يتعلق باللاجئين إلى جانب القمم والمؤتمرات، إلى جانب دورها في مجلس الأمن.

وقالت إن الكويت هي الدولة الوحيدة التي أخذت لقب مركز العمل الإنساني.

وأشارت ربيعان إلى أن عدد اللاجئين في 2010 كان 60 مليون لاجئ بينما وصل العدد وفق تقديرات لـ2025 إلى 139 مليوناً، والكويت من أكبر المانحين لوضع اللاجئين.

هدف إنساني

بدوره، تحدث عبدالعزيز المعوشرجي عن دور الحملات الشعبية والطلاب في دعم الجهود الإغاثية بوقت الأزمات ومدى تأثير هذا الدور في تلمس أو تغيير حاجات الناس، مبيناً أن العمل الإنساني جزء من الهوية والثقافة الكويتية.

وأشار المعوشرجي إلى أن الكويت حين تقدم مساعدة لا تكون لفائدة بعينها بل تكون بهدف إنساني بحت فهناك تغيرات كثيرة حدثت في حياة الكثير من الناس بسبب تلك المساعدات الكويتية، فالتبرع الذي نقوم به بات جزءاً من هويتنا وثقافتنا، وأكد المعوشرجي أن السمعة الخارجية الطيبة للكويت في مجال العمل الإنساني تكتب عن الكويت ولم نكتبها نحن.

أخبار ذات صلة

0 تعليق