أعلنت شركة «أوبن أيه آي» أنها ستتحول إلى هيكل جديد يهدف إلى تعزيز قدرتها على المنافسة التجارية في عام 2025، من خلال إنشاء شركة للمصلحة العامة تشرف على العمليات التجارية. هذا التحول سيزيل بعض القيود المرتبطة بكون الشركة غير ربحية، مما يتيح لها العمل، مثل الشركات الناشئة ذات النمو السريع.
وقالت إدارة الشركة في بيانها: «استثمارات الشركات الكبرى بمئات المليارات في تطوير الذكاء الاصطناعي تُظهر ما يتطلبه الأمر لأوبن أيه آي لمواصلة تحقيق مهمتها. نحن بحاجة مرة أخرى لجمع رأس مال أكبر مما كنا نتخيل. المستثمرون يريدون دعمنا، لكن على هذا النطاق، يحتاجون إلى أسهم تقليدية وهيكل أقل تعقيداً».
وتواجه «أوبن أيه آي» ضغوطاً هائلة بعد أن وصلت قيمتها السوقية إلى 157 مليار دولار خلال عامين فقط منذ إطلاقها روبوت الدردشة الشهير «تشات جي بي تي» الذي أطلق موجة من الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. وفي أكتوبر الماضي، أغلقت الشركة جولة تمويل بقيمة 6.6 مليار دولار، استعداداً للتنافس مع شركات، مثل xAI التابعة لإيلون ماسك، و«مايكروسوفت»، و«جوجل»، و«أمازون»، «أنثروبيك» في سوق يتوقع أن تتجاوز إيراداته تريليون دولار خلال العقد المقبل.
ومع التحول إلى شركة للمصلحة العامة بموجب قوانين ولاية ديلاوير، ستتمكن «أوبن أيه آي» من التركيز على العمليات التجارية، مع الحفاظ على ذراع غير ربحي يُخصص لأنشطة خيرية في مجالات الصحة والتعليم والعلوم. وأوضحت الشركة أن الكيان غير الربحي سيظل يحتفظ بـ«حصة كبيرة» في الشركة الجديدة، بسعر عادل يحدده مستشارون ماليون مستقلون.
وأكدت الشركة، أن هذا التغيير «سيمكننا من جمع رأس المال اللازم بشروط تقليدية مثل منافسينا».
ويواجه هذا التحول مقاومة كبيرة من الملياردير إيلون ماسك، الذي رفع دعوى قضائية ضد «أوبن أيه آي» لوقف تحولها من منظمة غير ربحية إلى كيان ربحي. ووصف ماسك هذه الخطوة بأنها «احتيال كامل» وأشار إلى أن «أوبن أيه آي أصبحت شريرة».
ورداً على ذلك، اتهمت أوبن أيه آي ماسك بأنه كان في عام 2017 من دعاة إنشاء كيان ربحي كجزء من الهيكل الجديد المقترح.
وتعاني «أوبن أيه آي» أيضاً فقدان عدد كبير من الموظفين البارزين، الذين عبروا عن مخاوف بشأن تركيز الشركة على تحقيق مكاسب تجارية على حساب السلامة.
وفي سبتمبر الماضي، أعلنت المديرة التقنية ميرا موراتي مغادرتها الشركة بعد 6 سنوات ونصف. وفي اليوم نفسه، أعلن كل من رئيس الأبحاث بوب ماكغرو ونائب الرئيس للأبحاث، باريت زوف استقالتهما.
رغم ذلك، أكد الرئيس التنفيذي سام ألتمان، أن هذه الاستقالات ليست مرتبطة بإعادة الهيكلة المقترحة، قائلاً خلال مقابلة في أسبوع التقنية الإيطالي: «مجلس الإدارة يفكر في هذه الخطوة منذ ما يقرب من عام، كجزء من استراتيجيتنا للانتقال إلى المرحلة التالية».
يمثل التحول إلى شركة للمصلحة العامة خطوة طموحة لأوبن أيه آي في مواجهة تحديات السوق والتنافس مع عمالقة التكنولوجيا. لكن النجاح يتطلب مواجهة القضايا القانونية، واستعادة ثقة الموظفين، وضمان التوازن بين أهدافها الربحية ورسالتها الأخلاقية في تطوير الذكاء الاصطناعي. (وكالات)
0 تعليق