إقدام «ديب سيك» يشجع نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

متابعة: خنساء الزبير
الشكل الذي خرج به التطبيق الجديد والقوي، «ديب سيك»، لا يعد فوزاً للصين فقط في هذا السباق المحموم بل يعد أيضاً فتحاً في مجال الذكاء الاصطناعي للنماذج مفتوحة المصدر التي أنتجتها ميتا وغيرها.
وشهد على ذلك شاهد من أهل الصناعة حيث قال يان ليكون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا، إن نجاح ديب سيك يمثل انتصاراً لنماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، وليس بالضرورة انتصارا للصين على الولايات المتحدة.
وقال في منشور على موقع لينكد إن: «إلى الأشخاص الذين يرون أن أداء ديب سيك تفوقاً للصين تتفوق على الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، أنتم تفهمون هذا بشكل خاطئ، والفهم الصحيح هو أن نماذج «المصدر المفتوح» تتفوق على «النماذج المملوكة».
والجدير بالذكر أن شركة ميتا تقف وراء نموذج الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر الشهير المسمى «لاما».
تغيير مسار
في الشهر الماضي أصدرت شركة «ديب سيك» نموذج R1، وهو نموذج استدلال مفتوح المصدر ينافس أداء نموذج o1 الخاص بشركة «أوبن ايه آي» باستخدام عملية أقل تكلفة وأقل استهلاكاً للطاقة.
وكان هذا التطور وبالاً على صناعة التكنولوجيا الأمريكية حيث تسبب في انخفاض القيم السوقية لشركة إنفيديا وشركات تصنيع الرقائق الأخرى وسط مخاوف من أنه ربما يؤدي إلى تقليل الإنفاق على البنية التحتية لحوسبة عالية الأداء.
ويركز «ديب سيك»، وهو بمثابة مختبر صيني للذكاء الاصطناعي، على تطوير نماذج لغوية كبيرة بهدف تحقيق الذكاء الاصطناعي العام، «AGI»، وتم تأسيسه في عام 2023 على يد ليانغ وينفينغ، المؤسس المشارك لصندوق التحوط الكمي المتخصص في الذكاء الاصطناعي «هاي فلاير».
ويشير مصطلح «الذكاء الاصطناعي العام» إلى فكرة أن يقوم الذكاء الاصطناعي مقام البشر في أداء الكثير من المهام؛ بذات المستوى أو بتفوق أكبر.
المصدر المفتوح
منذ ظهور «تشات جي بي تي»، وهو تطبيق الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي والذي انتجته «أوبن ايه آي» في نوفمبر 2022، ظل باحثو الذكاء الاصطناعي يعملون بجد لفهم وتحسين التقدم في تقنية نموذج اللغة الكبيرة الأساسية التي تدعمه.
وكان أحد مجالات التركيز في العديد من المختبرات هو الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر، ويشير المصدر المفتوح إلى البرمجيات التي يتم فيها توفير شفرة المصدر مجاناً على شبكة الويب المفتوحة للتعديل الممكن وإعادة التوزيع.
وراهنت العديد من الشركات، بدءاً من شركات التكنولوجيا العملاقة مثل ميتا إلى الشركات الناشئة الأكثر إبداعاً مثل ميسترال و»هغينغ فيس«، على المصادر المفتوحة كوسيلة لتحسين التكنولوجيا مع مشاركة التطورات المهمة مع مجتمع البحث الأوسع.
قلب الموازين
وقال بعض الخبراء في مجال التكنولوجيا إن الاختراق التكنولوجي الذي حققته شركة»ديب سيك«عزز شأن نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر.
ويرون بأن نجاح الشركة الصينية يُظهر أن الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر لم يعد مجرد مبادرة بحثية غير تجارية، بل هو بديل قابل للتطبيق وقابل للتطوير للنماذج المغلقة مثل»تشات جي بي تي«.
ويعتقدون أن»«R1، من»ديب سيك«، أثبت أن النماذج مفتوحة المصدر يمكنها تحقيق أداء متطور ومنافسة النماذج المملوكة من شركة»أوبن ايه آي«وغيرها، وهذا يتحدى الاعتقاد بأن النماذج المغلقة المصدر فقط هي القادرة على الهيمنة على الابتكار في هذا المجال.
وبحسب رأيهم استفادت شركة»ديب سيك«من البحث المفتوح والمصدر المفتوح (على سبيل المثال: باي تورش ولاما من ميتا) وتوصلت إلى أفكار جديدة وبدأت من حيث انتهى الآخرون. ولأن أعمالهم منشورة ومفتوحة المصدر يقول الخبراء أن بإمكان الجميع الاستفادة منها، وأن هذه هي قوة البحث المفتوح والمصدر المفتوح.
توجه عالمي
بعد أن منعت واشنطن الصين من الوصول إلى الرقائق المتقدمة اللازمة لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي لجأت الأخيرة إلى التكنولوجيا مفتوحة المصدر لتعزيز جاذبية نماذج الذكاء الاصطناعي التي تنتجها. وتسعى العديد من الشركات الصينية؛ بما في ذلك ديب سيك، إلى تبني نماذج مفتوحة المصدر كوسيلة لزيادة الابتكار ونشر استخدامها.
ولكن يبدو أن اتجاه الشركات إلى التحول إلى تقنيات مفتوحة المصدر لتحقيق النجاح في مجال الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الصين فقط. ففي أوروبا تعاون تحالف من الأكاديميين والشركات ومراكز البيانات على تطوير مجموعة من نماذج اللغات الكبيرة عالية الأداء ومتعددة اللغات، والتي تسمى»أوبن يورو ال ال ام«، OpenEuroLLM.
وتشكل المبادرة جزءً من حملة واسعة النطاق لتحقيق»سيادة الذكاء الاصطناعي«، حيث تشجع البلدان الاستثمار في مختبرات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات المحلية الخاصة بها لتقليل الاعتماد على وادي السيليكون.
الجانب المظلم
رغم كل ما سبق لا يجب التفاؤل المطلق لأن هناك جوانب سلبية للذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر حيث يحذر الخبراء من أن هذه التكنولوجيا مفتوحة المصدر على الرغم من فائدتها للابتكار إلا أنها أكثر عرضة للاستغلال السيبراني. وذلك لأن أي شخص يمكنه إعادة تعبئتها وتعديلها.
وقد اكتشفت شركات الأمن السيبراني بالفعل نقاط ضعف في نماذج الذكاء الاصطناعي التي تنتجها شركة»ديب سيك«وكشفت الأبحاث التي نشرتها شركة سيسكو الأسبوع الماضي أن R1 تحتوي على عيوب أمنية خطرة.
ويقول فريق أبحاث سلامة الذكاء الاصطناعي التابع لسيسكو أنه تمكن باستخدام»تقنيات كسر الحماية الخوارزمية«من جعل R1 يقدم استجابات إيجابية لسلسلة من المطالبات الضارة من HarmBench الشهير»بمعدل نجاح للهجوم بنسبة 100%.

أخبار ذات صلة

0 تعليق