أبحاث تدرس آلاف البلاغات عن مشاهدة أجسام طائرة لا علاقة لها بالفضاء - ستاد العرب

0 تعليق 0 ارسل طباعة تبليغ حذف

برلين "د.ب.أ": كرس هانزيورجن كولر نفسه طوال عقود، للبحث في حقيقة الأجسام الطائرة المجهولة.

وأول شيء يصر كولر على توضيحه في بداية حوارنا، هو أنه في مكان عمله وهو "شبكة الأبحاث المركزية للظواهر السماوية غير العادية" والتي تعرف باسمها المختصر (سيناب)، لا يوجد من يعتقد بوجود كائنات فضائية كامنة في مكان ما على كوكب الأرض.

ويقول كولر وهو مؤسس ومدير مكتب تسجيل الأجسام الطائرة المجهولة في ألمانيا (سيناب)، "إننا نختلف عن الدارسين لهذا المجال الذين يزعمون أن هناك وجودا للكائنات الفضائية على الأرض"، ويوضح أن بعضهم يزعم أنه يوجد 113 من الكائنات الفضائية بعضها فارق الحياة والآخر لا يزال حيا في أماكن خفية بالولايات المتحدة، بعد أن سقط على الأرض 30 من الأطباق الطائرة التي كانت تحملهم.

ويؤكد كولر قائلا "هذه المقولة لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، وتتعارض مع الخبرات التي اكتسبناها طوال 50 عاما من الأبحاث العملية النشطة".

ويوضح أن شبكة "سيناب" درست حتى الآن أكثر من 11 ألف تقرير، خاص بالمشاهدات السماوية غير العادية، وحللت مئات من الصور ومقاطع الفيديو التي التقطت، ويمكن أن تعزى إلى أسباب طبيعية وأرضية وليست سماوية.

ويشير كولر إلى أنه بينما يوجد حاليا 119 حالة لم يتم فك غموضها، فإنه ليس هناك سبب يدعو إلى الدخول في تكهنات، ويقول إن المشكلة المتعلقة بهذه الحالات تتمثل في أنها تفتقر إلى البيانات الأساسية مثل تاريخ ووقت ومكان مشاهدتها.

وبالنسبة لأولئك الذين تطرأ على أذهانهم على الفور فكرة الكائنات الفضائية، يذكرنا كولر بأن الاختصار (يو.إف.أو)، يعني: جسم طائر مجهول الهوية.

وأسس كولر شبكة "سيناب" لتكون "نقطة اتصال لجميع الذين يريدون تفسيرا لظاهرة لاحظوها ولم يفهموها".

وتتلقى الشبكة التي تم تأسيسها عام 1976 دعما من وكالة الفضاء الأوروبية، وشركة مراقبة الحركة الجوية الألمانية.

ويقول كولر إن نوعية الحالات التي تم الإبلاغ عنها لشبكة "سيناب"، تغيرت إلى حد كبير على مر العقود.

ففي الثمانينيات من القرن العشرين أثارت مشاهدة المناطيد الصغيرة التي تعمل بالهواء الساخنِ ضجة، وتلا ذلك في التسعينيات مشاهدات الأشعة التي تطلق في السماء لتعقب الأهداف، وكذلك الأضواء المنبعثة من قاعات الديسكو.

وفي مطلع الألفية شهدت الشبكة زيادة، في عدد حالات الإبلاغ عن مشاهدات الأجسام المجهولة، ويرجع السبب في ذلك إلى الفوانيس الصينية التي تطلق في الهواء احتفالا بالعام الصيني الجديد، وخلال العقد الثاني من القرن الحالي دخلت الطائرات المسيرة سواء التي تطلق لأغراض خاصة أو صناعية في قائمة المشاهدات.

ومنذ نحو خمسة أعوام انعكس نجاح شركة "سبيس إكس"، التي يمتلكها ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك، على التقارير التي تم إبلاغها إلى (سيناب)، حيث أن الأقمار الاصطناعية ستارلينك التابعة للشركة، أسهمت في زيادة أعداد مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة.

ويوضح كولر قائلا إنه "في السنوات العادية، نتلقى عادة ما يتراوح بين 300 إلى 400 حالة مشاهدة، غير أنه خلال الأعوام الخمسة الماضية ارتفع الرقم إلى ما بين 700 إلى 900 مشاهدة".

وسجلت الشبكة خلال عام 2024 حتى 20 أكتوبر، أكثر من 850 حالة مشاهدة، ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم 1000 مشاهدة بحلول نهاية العام الحالي.

ولكن لا يمكن أن نرجع كل الحالات، إلى شبكة الأقمار الاصطناعية التي يمتلكها ماسك، والتي تهدف إلى تغطية جميع أنحاء العالم بشبكة الإنترنت.

كما يوضح كولر أن ما يعرف بالحرق أي نقطة الاشتعال في الصواريخ الفضائية في المدار، يدفع الناس أحيانا إلى الإبلاغ عن مشاهدة جسم مجهول، "لأن هذا الاشتعال يسبب تكوينات رائعة في كبد الليل بالسماء عندما تلقي الشمس ببدايات ضيائها".

ويقوم الباحثون بمقارنة الصور ومقاطع الفيديو عن المشاهدات التي يتم الإبلاغ عنها، بالبيانات المكثفة الموجودة في الأرشيف ويرجع تاريخ جمعها إلى عام 1973، ويضيف كولر "يؤدي هذا الإجراء عادة إلى تحديد نوعية المشاهدة المعنية".

ويتابع كولر قائلا إنه على الرغم من الاعتقاد بأن الأشخاص الذين يؤمنون بوجود الكائنات الفضائية، هم وحدهم من يبلغون عن المشاهدات المجهولة الهوية، "فإننا نتلقى تقارير عن هذه المشاهدات من أشخاص من كل الأعمار والمهن".

ويشير إلى أن "ما نسبته 99% من هذه الفئات المختلفة المشارب، يريدون منا أن نشرح لهم طبيعة المناظر التي شاهدوها، وهم لا يلجأون إلينا وهم يظنون أنهم شاهدوا سفينة فضاء تحمل كائنات فضائية".

ويقول كولر "بالطبع يوجد ما نسبته 1% منهم مقتنعون بأنهم شاهدوا سفينة تحمل كائنات فضائية، ويشعرون بالإحباط عندما نحدد أن السبب في الصورة التي شاهدوا يتعلق بواقعة أرضية وليست فضائية".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق