كتب - خالد بن محمد البلوشي تصوير - عبد الواحد الحمداني
انهت الفنانة الإيرانية مهنوش عباسقلي من رسم تحفتها الفنية "بريق عمان" بعرض يقارب 41 متر وبطول متر و20 سم في غضون سبعة أيام، رسمت فيها ملامح الجمال التي تحتضنها سلطنة عمان، عاكفة على تحقيق إنجاز عالمي بدخولها الى موسوعة غينيس للأرقام القياسية، احيث اشتغلت عباسقلي بواقع 15 ساعة من العمل يوميًا تبدأ من الساعة الخامسة فجراً قبيل شروق شمس مسقط وتنتهي في الساعة 8 مساءً بعد غياب الشفق الاحمر، وذلك خلال الفترة من 15 إلى 21 يناير في حديقة البندر بمنتجع شانغريلا بر الجصة، فبعد اكتمال هذا الجمال، تم عرض هذه التحفة للبيع في مزاد علني لصالح جمعية "الأطفال أولاً" وهي جمعية غير حكومية تُعنى برعاية الأطفال، حيث بدأ المزاد بعرض اللوحة كاملةً للبيع بــ 30000 ريال عماني على ان يشتريها مالك واحد، ولتعذر ذلك فقد تم بيع اللوحات منفصلة ليكون سعر اللوحة الواحدة 2000 ريال عماني وتم بيع 9 لوحات فنية في اليوم الاول بما يعادل 18000 ريال عماني تذهب لجمعية الاطفال، وستتوفر اللوحات 14 لثلاثة ايام اخرى بمنتجع شانجريلا، وفي حال عدم شرائها ستعود اللوحات لصاحبتها الفنانة مهنوش عباسقلي.
أعادت "بريق عمان" بألوانها الحياة لمجموعة من صور الذكريات، وعكست في أخرى الطبيعية الخلابة لسلطنة عمان في لوحة واحدة ويمكن فصلها إلى 23 لوحة، حيث حملت اللوحة الأولى مشهداً لبلدة قديمة قبل تطورعُمان، لتأتي تباعاً مشاهد للجبل الأخضر، وبلدة قديمة في أحد الوديان، وبعدها لوحة لجمال صلالة، ومشهد لعبري وبهلاء، وسوق الفخار في نزوى، وجزيرة التلغراف في مسندم، ومشهد لمدينة صور بمحافظة جنوب الشرقية، وشلالات صلالة، وشاطئ السلاحف برأس الجنز، وطيور الفلامنجو بقريات، ومنظر جوي لمنتجع شانغريلا، وقصر العلم، وحديقة الريام، وكورنيش مطرح، توسطتهم السفن التقليدية في ميناء خصب، لتعود من جديد الى مسقط والى السفينة السلطانية آل سعيد على كورنيش مطرح، ومشاهد لبوابة مسقط، ومتحف بيت الزبير، ودار الأوبرا السلطانية، وجامع السلطان قابوس الأكبر لتختتم اناملها المتعبة برسم جسر خور البطح بصور.
أوضح حسين عبدالفتاح اللواتي، المدير التنفيذي لمجموعة البلوشي للاستثمار أن فكرة المشروع جاءت من حلم الفنانة بتحقيق العالمية من خلال عمل فني مميز، بعد أن قررت البقاء في سلطنة عمان عام 2019، واتجهت لتحقيق هذا الحلم عبر رسم أطول لوحة فنية للدخول في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، مشيراً إلى أن الفريق قام بدراسة متطلبات الموسوعة ووجد أن الفنانة يمكنها تنفيذ ماراثون للرسم لإنتاج لوحة يبلغ طولها 41 مترًا، وفقًا للشروط التي تتطلب إتمام العمل خلال سبعة أيام متواصلة بمعدل 15 ساعة يوميًا، وأضاف أن الرسامة فضلت أخذ فترات استراحة تبلغ 20 دقيقة بعد كل أربع ساعات عمل، عوضًا عن الخمس دقائق المخصصة لكل ساعة.
وأكد اللواتي أن حكامًا من موسوعة غينيس حضروا لتوثيق الحدث وإعداد تقرير متكامل للاعتماد النهائي، موضحاً أن كافة عوائد المشروع ستُخصص لدعم جمعية "الأطفال أولاً"، وذلك بالتنسيق مع الرسامة لتحقيق هذا الهدف.
و أعرب محمد الصقر، من دولة الكويت وأول مشتري للوحات المعروضة عن سعادته بشراء أول ثلاث لوحات فنية في المزاد الخيري، موضحاً أن الهدف الأساسي من اقتنائها كان دعماً للعمل الخيري، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن اللوحات فعلاً كانت جميلة ومميزة ، وعن اختياره للوحات الثلاث تحديدًا، أشار الصقر إلى أن اللوحة رقم 18 جسدت السفينة السلطانية "آل سعيد"، التي كان يملكها السلطان الراحل قابوس بن سعيد، فيما عكست اللوحة رقم 6 طابع البلد، أما اللوحة رقم 16 فقدمت مشهدًا لمطرح بدا له وكأنه انعكاس لمدينة إسطنبول التركية.
وأشاد إبراهيم بن عبد الله البوسعيدي، عضو مجلس إدارة "جمعية الأطفال أولاً"، بالمبادرة الفريدة من نوعها والتي تمثلت في مشروع لسم أطول لوحة، مثنيًا على جهود الفنانة مهنوش والشركة التي طرحت الفكرة، مؤكداً أن هذه المبادرة خصصت عائداتها لدعم الأطفال، مما أسهم في زيادة تفاعل الحضور بمجرد علمهم بأن ريع المشروع سيخصص للأعمال الخيرية لصالح الأطفال.
وأضاف البوسعيدي أن الجمعية تنفذ برامج سنوية موجهة للأطفال في سلطنة عمان، سواء كانوا عمانيين أو مقيمين، تشمل هذه البرامج مبادرات توعوية، ودورات تدريبية، وفعاليات مثل برنامج "التاجر الصغير"، الذي يهدف إلى تنمية مواهب الأطفال، مشيرً إلى أن الجمعية سبق أن نظمت مؤتمرًا للطفل في عام 2023، وتعمل حاليًا على التحضير لنسخته القادمة في عام 2025.
وأوضح أن جميع الدورات والفعاليات التي تقدمها الجمعية مجانية للأطفال، ويمكنهم التعرف عليها من خلال الموقع الإلكتروني للجمعية أو من عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
0 تعليق